(2)

10.7K 235 4
                                    

(الحلقه التانيه )

فى المطبعه
بدأت "حنين" فى تسويه الاوراق بروتين ممل اعتادته مع هدؤء الصباح الذى لم يخالطه زحمه الشارع فى وسط انهماكها دخل اليها شاب ذو بشرة حنطيه
وشعر أسود طويل القامه يرتدى قميصا ابيض تفصل عضلات صدره المشدوده يده ملطخه بالشحم وايضا بنطاله لديه هيبه الاغنياء لكن هيئه
الفقر تظهر عليه نظر فى المكان الضيق ولم يرى سوى
الاوراق الكثيره من بينهم فتاه لا تظهر من كومه الاوراق تعمل كالاله نقز على زجاج الباب فانتبهت له فورا جالت بعينيها فيه فهو وجه غريب
وجديد شردت قليلا فى هيئته التى تجذب الانتباه ثم شعرت بالحرج من نظراتها اليه واخفضت بصرها عنه و بنبره جافه سألته :

_خير يا سى الافندى

اثارت دهشته ورفع حاجبيه مستنكرا وهتف بدهشه :

_افندى هو احنا فى سنة كام انا ماسمعتهاش من ايام الملك فاروق

هدرت حنين بضيق من نقده :

_ وانت يعنى من زمن الملك فاروق عشان تبقى سمعت قول عايز ايه وخلص

زم شفتيه وتغاضى عن غضبها وتمتم فى حنق :

- ماشى العربيه عطلت منى امبارح وتليفونى فاصل عايزه اشحنه اكلم سمكرى يجيلى
من الساعه خمسه وانا واقف ومافيش حد فاتح غيركوا فى الشارع

حركت "حنين " رأسها بتفهم واشارت نحو القابس القريب وهى تقول :
_ اتفضل يا افندى
هتف وهو يتقدم نحو القابس برجاء يتضح مغزاه على وجهه :

_ بس لوممكن كوباية شاى وحاجه اكلها لانى جعان جدا

لم ترد طلبه وأمائت بالموافقه :
_ماشى هبعت اجبلك طعميه سخنه وشاى ياافندى

ابتسم بامتنان وقال :
_ متشكر

ارسلت الى القهوه القريبه منهم طلب بما تريد وعادت تعمل فى صمت لكن يشوبه الكثيرمن التساؤلات
عن هيئته التى تناقض عباء البؤس الذى يرتديه بينما جلس هو بالقرب من هاتفه مستندا بيده على احد الات
الموضوعه فى ركن المحل الضيق حتى ارادت أن تستخدم ماكينه التصوير طلبت منه أن يفسح لها قائله بهدؤء :

_ بعد اذنك يا سي الافندى

نهض من مكانه وهو يهدر متشنجا :
_ بصى قوليلي يااياد بلاش افندي

رمقته بحده وكأ نها لاتقبل ان تعرف اسمه ثم استدارت لتلتفت الى عملها جلس وتابعها مستنكرا تلك الفتاه تبدو

من زمن اخر من فى هذا العصر يرتدى هذا الزى ومن يقول افندي استفزت فضوله فراح يسأل :

_ انتى بتشتغلى هنا لوحدك ؟

تظاهرت بالانشغال فى عملها واجابته باقتضاب :

_ لا انا وعم فاروق

حاول "اياد " ان يفتح مجال اكبر لنطاق الحديث بينهم :

_اصلى ملاحظ انك مابتبطليش شغل والشغل مرهق أوى
ظهر الرضا على نبرتها وهى تجيبه :
_ شغلنا هو انت كنت سيبت عربيتك عطلانه ومشيت أهو اكل العيش مر
زى ما بيقوله

علي ذمة عاشق  للكاتبة "ياسمينا أحمد"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن