- طيب ماشى انتى فاكرة انى مش هعرف اجيبك هتشوفى ما تلوميش الا نفسك
اغلقت الباب بالمفتاح جيدا وزفرت بإرتياح وراحت تبتسم بإنتصار
فدق الباب بقوة  وهدر بعنف :
- افتحى يا حنين ،عايز اتكلم معاكى
اجابته هى بعند وهى تتأكد من وجود المفتاح :
- لا مش هفتح  الباب واعلى ما فى خيلك اركبه
اجاب هو بتوعد :
- بقي كدااا طيب خليكى متبته ع المفتاح بقي
اقتربت من الباب وتاكدت من الهدوء الخارجى وضحكت وهى تخطو بخطوات خلفيه هادئه
لكنها اصدتمت بجسم غريب فإلتفت بحذر ولكنها صدمت عندما وجدت اياد وعلي وجه إبتسامه ساخرة
صاحت هى بفرع :
-ياااما ...  سلاما قول من رب رحيم  انت جيت منين 
قهقه هو عاليا وهتف ساخرا :
_ههههههههههههههههه بالراحه..انا جيت من البلكونه واشار بسبابته ...اصل الحلوة ما تعرفش ان البلكونه دى مفتوحه على بلكونه الاوضه التانيه
اقترب منها وحاصرها بذراعيه ومال بجبهته على جبهتها  هاتفا :
- نتكلم ..بقي
دفعته بقوة ،وصاحت عاليا :
- والله العظيم هرمى نفسى م الشباك
اشار لها بيده مهدئا :
- اهدى بس ..اهدى ..احنا مش اتفقنا
هتفت بساؤل :
- على ايه ..انا ما اتفقتش معاك على حاجه
قضب حاجبيه وغمز بطرف عينه :
- طيب افكرك ..مش قولتلى هتمشى انهارده ما مشتيش ليه
لما اهلك جم ما قولتلهمش ليه ما بنى على باطل فهو باطل والا الكلام والتقطيم ليا انا بس ؟!
تشنجت قسماتها بضيق
فمال اذنه لها وعلي صوته وهو يقول :
- هاااا افتكرتى ..قولتلك كمان لو عايزة تمشى ...تستسلمى ..صح ..وانتى جم اهلك ومشيوا وكلهم فاكرين اننا ايه اسعد عرسان فى العالم ...وقالبتى قطه قدامهم ؟!وحاضر ونعم وناقص تقوليلى احضرك ماية سخنه يا سى اياد!!!
سكتت حنين لانها لا تجد ردا مناسب فقد زجها زوج خالتها وسيزج ابنته قريبا ولا جديد سيذكر اذا رفضت او قبلت فهى اصبحت سلعة رخيصه  تركت لتواجه مصيرها وحدها
هتف اياد مجددا :
- ماتردى ؟.القطه كلت لسانك ؟! ما قولتلهمش ليه دا كداب وخاين وخدونى معاكم؟! ..ردى !
ابتلعت غصتها المريره بألم واغمضت عينيها حتى تمنع دموعها من الانزلاق واجابت بنبرة متحشرجه :
- حاضر هعملك للى انت عايزه ..بس محتاجه شوية وقت
تفحص وجهها وعينها بدهشة اذا راى دمعة  عينيها التى آمته بشدة بداخله رغبة ملحه ان يحتضنها ليخفف عنها يحتضنها لمجرد الحضن ليس الا ،يخشى فقدانها يتعذب لرؤيتها هكذا سحرا فى عينيها يناديه نحو الاعمق وهو سباحا ماهرا وغطاسا كيف يغرق فى تلك العينان   يرى  لها عمق اكبر من قدراته لما هى مظلمة لهذة الدرجه التى تثير فضوله وحفيظته تزحزحت قدمه واقترب منها خطوة واحدة فانكمشت على نفسها بحذر
تدارك اياد خطورة الموقف وانه اذا فعل لن يجدى الا السوء فدار على عقبيه وخرج بهدوء
...........................................
!!!...........

كوابيس مفزعه مرت الليلة الماضيه على الفتاتين حنين كوبيسها كانت متعلقة بماضها ومستقبلها صوت أبيها ونظراته القاسيه وصوته الأجش الخالى من أى تعاتطف فى صياحه وانفعاله
- ادفنوها جار امها غرقوها ماليش صالح بيها
يتردد باستمرار يكاد يصيبها بالصمم تعرقت جبهتها  وترتجف وتصرخ وتهب فزعه من نومها تنادى بصوت مبحوح :
- لا يا ابوى ،حرام عليك يا ابوى
نهض اياد على صوتها واتجه مسرعا نحو بابها ويدق بقوة وبإنفعال:
- حنين افتحي ،مالك
التقط انفاسها وحاولت السيطرة على انفعالها لتجيبه  :
- انا كويسه ،ما فيش حاجه
هدر منفعلا :
- يا بنتى افتحى شكلى وحش وانا بنط من بلكونه لبلكونه الجيران هيقولواعليا ايه ؟
صاحت هى بعنف :
- قولت كويسه
عاد  من حيث آتى  بخيبه وفشل فى إلانت رأسها اليابس

علي ذمة عاشق  للكاتبة "ياسمينا أحمد"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن