اما فرحه كانت تخشى الموت هناك وان تكون تلك الزيجه مقبرتها الأخيرة فهى لا تعرف من يكون ذلك الذى اشترها
وايضا مصير امها هل ستظل مع ابيها ام ستستقر معها بالصعيد
هى ايضا لم تنعم بأحلام ورديه أبدا كان نصيبها كوابيس ايضا مفزعه نحو عرسها المفاجئ وضرورة الحضور إلى الصعيد
قضت اليل كله فى فع حتى نادتها  زينات ابنتها  بعطف بالغ لتوقظه من النوم
- قومي يا بنتى عريسك وعيال عمك زمانهم جايين
نهضت فرحة  ونفخت بحنق ثم هدرت بضيق :
- عرسه اما تاكلة
اغتصبت زينات ابتسامه على وجهها وهتفت لتواسيها :
- معلش يا فرحه بكرة تحبيه
لوحت فرحه بيدها بحركة غير مباليه :
- كنتى انتى حبيتى ابويا
جلست زينات على طرف السرير متألمه :
- ومين قالك انى ما حبتهوش
إعتدلت فرحة بإهتمام :
- لا قوليلى ابويا دا يتحب من اى ناحيه ،أنا عمرى ما شوفته زوج حنين ولا أب عطوف على طول مش بيفكر فينا ومش بيفكر غير فى نفسه
وكزتها زينات فى كتفها بخفة :
- ابوكي يا بت اوعك تقولى عنه كلمه وحشة
حركت راسها بالايجاب :
- ماشى يا امه مش هتكلم عنه انا هتكلم عنك إنتى أنا عايزة اعرف حكايتك انتى
ليه رضيتي بابويا واتغربتى معاه وصبرتى ع الهم دا كل السنين دى
نهضت من جوارها ولم تعيرها أى اهتمام
أمسكت فرحة بيده ونظرت إليها برجاء :
- ارجوكى يا امه انا ما بقتش صغيرة عايزة اعرف كل حاجه
جلست زينات فى شرود وحركت رأسها بالإيجاب :
- دلوقتى لازم تعرفى ، انتى كبرتى ،وغمغمت بصوت غير واضح (يمكن ما تضعيش زيي)
عادت زينات بذاكرتها للماضى الأليم وتذكرت عندما كانت هى وأختها أمينه يعملان معا فى بيتهم الريفي الصغير البالي كان هشا للغايه مجرد جدران طينيه أسرة فقيرة تتكون من أم وثلاث أولاد وزينات وامينه الصغيرة كان يتمتعان الأختان بجمال متنوع كانت زينات تشبه والدها من حيث العيون السود والبشرة البيضاء والشعر الاسود تصغرها أمينه بعام واحد كانت عينيها زيتونيه يخالطها بعضا من العسلى تماما كوالدتها كما كان نصيبهم فى الجمال الوافر كان لهم أيضا نصيبا من الآسي الوافر  كانت كل منهما يعملان عملا شاقا
يفوق قدرتهن وطاقتهن من أجل مساعدة اهلهن على أعباء الحياه توفى عنهم والدهما واصبحن تحت تصرف أخيهم الاكبر ....الذى كان متزوج ولدية أسرة اخرى إلى ان جائهم من ينقذهم من هذا التعب ويريح كاهلهم
زفرت بهدوء وتمالكت نفسها وتحدثت بصوت حزين وقلب يبكى على حالتها :
- ابوكى جه اتقدملى واخويا رحب  بيه قوى وكان طاير من السعادة انى جانى عريس مقتدر وطبعا هيعيش اهلى
فى نعيم وكان فتح الله أهلوا مبسوطين وقولت اخيرا هرتاح من الخدمه وأعيش حياتى بقى ،وبعديها اتجوزت أمينه أختى عبد المجيد ودا كان ابن كبير البلد  وكان بيعشق التراب اللى بتمشى عليه  وقولت هى كمان هترتاح والباقى انتى عرفاه
حركت رأسها فرحة بآسى ...
استرسلت زينات :
- اتجوزت وعيشت فى بيت العيلة وكنت مرتاحه ما انكرش ،لكن ابوكى كان مش بيرضى بنصيبه ابدا وديما مش عاجبه حاله طلب من ابوه يديله فلوس وينزل يشتغل فى مصر ابوه غضب عليه واتخنقوا وبرده نفذ اللى فى دماغه وخدنى معاه ونزلت مصر ،هنا خلفتك وبردوا اما خلفت ما كانش عاجبه انك بنت كان عايز ولد ،بعديها شلت الرحم اتقلبت حياتى جحيم وبقي يقولى ياناقصة ويعايرنى إستحملت عشانك انتى ورضيت بكل البهدلة معاه من فقر لذل ،اخدتك في ايدي ورجعت البلد وحدى كان حصل اللى حصل لامينه اختى وبقت بنتها فى رقبتى زيها زيك رجعتلوا تانى عشان اقدر اربيكوا خصوصا بعد اما اخواتى قفلوا بابهم عليهم بعد ما حنفية الفلوس اللى كانت بتجلهم من وراء أمينه  .....سكتت وبدئت وكانها تذكرت شيئا ......بس أمينه كانت بتحب عبد المجيد انا عمرى ما حبيت فتح الله .....
وهامت فى ذكرياتها البعيدة المؤلمه عندما كانت تعشق جارهما وتواعد على الزواج ولكن كان فتح الله نصيبها وفاز بها من أجل حاله الميسور ورفضوا ذلك الفقير

علي ذمة عاشق  للكاتبة "ياسمينا أحمد"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن