قصة صغيرة

604 58 70
                                    


Erwin p. O. V:

عليك ان تدرك ان الحياة مجرد فصول غريبة تأتيك بغير الفصول التي تعرفها، فان كنت تدرك اربعة منها هي الربيع و الصيف، الشتاء ثم الخريف لتدار بعدها القصة من جديد، فعليك ان تدرك كذلك ان في بعض البلدان يختلف

*كجزائري انا، لم تعرف غير فصلين هما ربيع شحيح قصير و صيف قاحل جفت فيه ينابيع *مصري

(جزائر باللغة العربية تعني جمع جزر
مصر تعني باللغة العربية البلد)

عندما كان والدي حيا تعرفت على حب حياتي، انا اروين سميث الفتى الوحيد لعائلة سميث العريقة و الغنية، و كنت وريثها الموعود

كان لدي العديد من الاقرباء البعيدين عني، و اللذين لم يكلفو انفسهم عناء الضهور، بينما هم منخرطون في مشاغلهم، و انا حرفيا لم امتلك اي مشكل في ذلك، عدى انه كان لدي عم

عم سيء لم احبه يوما، لطالما اعتبرته كالشوكة في مؤخرتي بينما يتتبعني، والدي لم يمتلك معه ايت مشاكل، كان شقيقه الاصغر بعد كل حال

حاولت عدم الاهتمام به، و لكنه كان شبه ملتصق بي، كنت ادرك انه يبحث عن ثروة ال سميث التي سأخذه من بعد ابي

في احد ايام الربيع، كنت اجوب الشوارع متخفيا، بالطبع عن عمي بالدرجة الاولى، و عن اعين الصحافة و ما شابه

اتجهت للمكتبة، اردت اعادة احدى الكتب، لطالما احببت العيش بطريقة عادية كمن ولد بملعقة حديدية بدل الذهبية

ارجعت كتاب *ملائكة و شياطين* لكاتبي المفضل دان براون، و من ثم انغمست في البحث عن الكتاب الثاني للسلسلة *شيفرة دافنشي*قبل ان اتوقف عند اصبع احدهم

استدرت، كان شابا اقصر مني، نحيلا قليلا بشعر كستنائي و عيون عسلية، كانت بشرته حمضية

"عفوا اترغب باقتناء كتاب *شباك العنكبوت لاغاثا كريستي*" تكلم بينما كان هذا هو الكتاب الذي التقت اصابعنا عليه

تلك المرأة، بالرغم مني جوعي الدائم لالتهام كتبها، لكنها لم تكن من مفضلاتي، لم احب يوما طريقتها في التعبير، و لم تعجبني كتبها البولسية، اعتبرتها سخيفة نوعا ما، بينما كانت سلسلة شارلوك هولمز اللامعة هي دوما افضل الاعمال

"اوه لا" نفيت، لم استطع ان ابعد عيناي عنه "كنت ابحث عن كتاب شيفرة دافنشي"

اومأ قبل ان يعود خطوتين للخلف "ها هو" قدمه لي "لقد صادفته اثناء بحثي"

اخذت الكتاب من يديه، لم ارد ان ينتهي اللقاء لذلك سألة "اتبحث عن كتاب معين"

"ليس تماما" هز كتفيه قبل ان يتطلع نحوي بابتسامة صغيرة و بريق في عينيه "انا فقط اسحب الكتاب الذي يجعلني عنوانه فضوليا جدا تجاهه"

الشرطي البارد و المجرم الجريءWhere stories live. Discover now