الجزء23__ هروب

130 8 6
                                    

كانت إلينا تجلس على سرير العيادة في السجن ترتاح بعد تلك الضربة التي أدت لجرح رأسها ، جرح بسيط جداً .
انغمست في النوم بسبب عدم نومي بعد مشكلة لأكون يقظة ، لم أسمع الباب يفتح ليدخل ذلك السجين اللعين و كأنه يملك السجن ، آه أنه يملك السجن بالفعل !! سمعت صوته المزعج وهو يصرخ على الطبيب لأعطاءه دواء ما ، آه سأقتله لا محاله ، أريد النوم بحقكم أيها الناس! أمسكت الوسادة لأضعها فوق رأسي حتى لا أسمع صوت ذلك اللعين ، و أخيراً صمت ، وثم وبعد فترة ليست بقصيرة سمعته يوجه كلامه لي
كيان: أنهض سأجلس
رفعت عيوني عليه بغضب قائلة بصراخ:
_ ما بك أيها اللعين ألا تراني نائم هنا!!؟أذهب لمكان أخر حتى لا أفصل رأسك عن جسدك لصبري حدود
عدت لأضع رأسي تحت الوسادة ، ثم فتحت عيوني بقوة لأدراكِ ما قلت!!! لقد نسيت نفسي أخ عندما أكون نائمة لا أرى أحد أمامي ، وهذا قد اتى في الوقت المناسب ، سمعت ذلك الطبيب يعود ليعطيه الدواء بخوف فقال له كيان:
_ أخرج بسرعة للخارج
خرجت من مكاني لأتفقد السجن بشكل سريع بدون ملاحظة أحد ، كان رأسي يألمني منذ الصباح فقررت المرور على العيادة و أخذ دواء ؛ لان تلك الممرضة الحقيرة لا تعطي أحد بدون فحصه ، دخلت و أنا أصرخ على أي أحد ؛ ليعطيني مسكن آلام ، وفي تلك اللحظة رأيت ذلك المدعو بجاد يضع الوسادة على رأسه ، يبدو أنني أزعجته ، حسناً لأزعجه أكثر ، ذهبت بأتجاه سريره لأقول له أن ينهض ولكنه فجأني بصراخه بوجهي مع تهديدي!!هل قال ان لصبره حدود أنا من لصبري حدود لم أقتله أول مرة لمعرفته أكثر لكن الأن سأقتله لا محاله ، أخرجت الطبيب لأرى جاد ينهض و يذهب ليخرج
كيان: لم أسمح لك بالخروج
هل قال لي يسمح أرتسمت على شفتاي أبتسامة سخرية لأنظر له بأستفزاز ، و أكملت سيري لباب الخروج ، لقد وضع يده الحقيرة على كتفي و دفعني بقوة بأتجاه السرير لأقع على الأرض ثم تكلم مع رجاله
كيان: لا تدخلو أي أحد
ثم وجه كلامه لي:
_ إذا تفصل جسدي عن رأسي!!
نهضت من مكاني و انا أنظر له بنظرة حادة و خرج صوت استهزاء مني:
_ أعكسها ، قلت رأسك عن جسدك
كيان: جريئ لكن يبدو أنك ستودع حياتك اليوم بسبب جراءتك
قررت سحب الكلام منه و أمساك أعصابي حتى لا ينتهي به مقتول على يدي
إلينا بسخرية: تريد قتلي!؟ يا للسخرية الأقوى منك لم يقدر على فعلها لتفعلها أنت!!
كيان: لنرى
بدء بالتقدم نحوى ليحاول تسديد لكمة لي لكني تفاديتها ، و هذا ما أغضبه جداً فعاد لمحاولت لكمي و أيضاً تفاديتها ، ثم سمعت أصوات بالخارج مثل القتال! و طبقاً تشتت أنتباهِ ليلكمني الوغد كيان ، و هنا لم أعد أستطيع السكوت أكثر حضرت قبضتي للكمة و سددتها في معدته ثم ضربته برأسي على أنفه ؛ لينزف ، تركته ليعود لوعيه و قلت:
_ يعجبك أنك تحكم السجن لكنك لا يمكن أن تحكم المساجين
نظر لي بكره ، وهو ممسك بأنفه الي ينزف قائلاً:
_ المساجين المتمردين مثلك أقتلهم
أطلقت ضحكة رنانه مستفزته ، رأيته وهو يخرج أداة حادة من جيبة و يسرع بأتجاهي تركته يفعلها ؛ سوف يساعدني ذلك بالخروج ، أمست يده لأستطيع التحكم بها ليغرزها بالمكان الذي كنت أريده ، حيث أن أعضائي لن تتضرر من تلك الضربة ، دون معرفة منه ، أخرجها لأقع على الأرض ، أمسكت مكان الجرح ، محاولة وقفت النزيف الذي أصابني ، لكنه لم يتوقف عند ذلك بل نزل لمستواي ينظر لي بأنتصار و أستهزاء
كيان: سأقطع عنقك لأخلصك من هذا الآلم ، ألا ترى كم أنا رحوم؟!!
أمتدد يده نحوي ، لكنه توقف عندما أقتحم أنس العيادة ، رأيته ينهض و يتجه له ، ثم أخذني الظلام
○○○....
بعد فترة بحثت عن جاد لم أراه منذ الأستراحة و خروجه من الحمام ، عرفت من رجال الكسندروا أنه بالعيادة ، توجهت لهناك لأرى رجال على الباب ، أقتربت و عندما رأوني بدأو بمهاجمتي ، أطحت بهم أرضاً ، ثم ركضت لأفتح الباب و أرى جاد ينزف و شخص يقف أمامه أنه كيان كار ، نظر لي بأستغراب ثم نهض ليتجه لي و في هذه اللحظة كان جاد ءقد أغمى عليه أو ربما مات
كيان: مراد كريبي أنك هنا ، و لم تأتي لزيارتي أحزنتني حقاً
أنس( مراد الاسم الحقيقي): أرى أن السجن لم يفدك كثيراً
كيان: هههه أينما أذهب تعرف لي تأثير على الجميع ، هل أتيت لتطمن على قريبك أنس ماز ، لا تخف لقد نجا من الموت
ضحك أنس بأستهزاء ثم أقترب منه و كان على وشك لكمة ، وفي تلك اللحظة أقتحم الحراس الغرفة و امسكو بنا ثم أقترب أحد الحراس من جاد ليرى أن كان لايزال حياً ، اخرجونا ليضعون كل واحد منهم بزنزانته
*************
كانت سوزي قد أستيقظت و كل من ديفيد و كريس فوق رأسها ، يمطرون عليها بالأسئلة ، وهي صامته تنتظر سكوتهم
ديفيد: هل تشعرين بشيء؟!أيآلمك جرحك؟!
كريس: نحضر الطبيبة؟!
ديفيد: كيف هربتِ من دايف؟!
كريس: هل هو من فعل هذا بك؟!
أشارة بيده باتجاه الجرح ، وكان ديفيد سيسأل ، فقالت سوزي بسرعة:
_ أهدوء قليلاً ، لا أستطيع مجاراتكم يا رفاق
سكت كل من ديفيد و كريس ، لتصمت سوزي لوقت طويل بعض الشيء و على ما يبدو أنها كانت تائه وسط أفكارها ، فأخرها صوت كريس :
_ سوزي ! نحن ننتظر
فأجابتهم سوزي بهدوء:
_ نعم هربت من دايف و هو من فعل هذا بي
اشارة لجرحها ، و اكملت قائلة :
_ انا بخير ولا احتاج طبيبة
ديفيد: لم تجيبي على سؤال واحد وهو كيف هربتِ؟!
سوزي: كل ما في الأمر دايف كان قد خرج و أستطعت الهروب النافذة بعد محاولات عدة هذا كل ما في الأمر ، أين إلينا؟!
قامت بسؤالهم بهذا السؤال لتشتيتهم و تهربها من الأسئلة التي لا تنتهي ولا يوجد لها أجوبة ، هي لا تعلم لماذا فعلت ذلك و اخفت حقيقة أنس و مراد!! ، و قد لفت غياب إلينا انتباهها
كريس: إلينا في السجن
سوزي بتفاجئة: لماذا؟!!
ديفيد: أنها مهمة
سوزي بأستغراب: ما هي هذا المهمة التي تضعها بالسجن؟!
ديفيد: أتذكرين أنس ماز؟! الذي حققنا بجريمة قتل سكرتيرته
سوزي: أجل!
ديفيد: هو بالسجن و إلينا تساعده
سوزي: اذا هو من قتلها!! بماذا تساعده و لم؟!
كريس: ليس انس من قتلها بل دايف و بطبع تم اخراجه من القضية لا نعرف كيف ، و وضع انس ماز بدلاً عنه ، وبمساعد الذين من هم فوق ، وإلينا تسعى لحل القضية ومن ضمن الاهداف إيجادك ، وها أنت هنا!
*************
أشم رائحة المعقمات ، فتحت عيوني على اللون الأبيض ، آه كم اكره المستشفيات ، حان الوقت لأستعادة نشاطِ ، وضعت يدي بمكان الجرح اتفقده ، ضغطت عليه
إلينا: حسناً لا بأس ، تلقت أسوء من هذا بكثير ، و الآن حان وقت الخروج
بالتأكيد يوجد حارسان بالخارج ، نهضت لألقي بالخزان الصغيرة التي بجانب السرير على الأرض ، وهكذا أحدثت الضجيج الذي أريده ثم وقفت بجانب الباب ليدخلا كلا الحارسان دون الأنتباه لي ، ركضت لخارج الغرفة بل لخارج المستشفى ، و سرعان ما أنتبهى لي ليركضان ورائي ، بدات أدخل من ممر لأخر حتى أنتهى بي أركض وصلاً لباب الطوارئ ، وأخيراً أصبحت خارج المشفى ، رأيت ممر صغير يصل لشارع الرئيسي ركضت منه لأركب أول تاكسي أراه ، و الحارسان يلهثان في مكانهما ههههه
بعد مدة قصيرة أرسلت أشارة بسيط عن طريق الساعة لتسمح بتحديد موقعي للفريق حيث أوقفت التاكسي بأحدى الأحياء ؛ أنتظر وصول أحد منهم
○○○○○
كان الفريق يتحادثون حتى بدأت ساعتهم و اجهز الحاسوب بالأضاءة ، وهذا لفت أنتباههم ، و كلمة واحد خرجت منهم جميعاً:
_ إلينا
ديفيد: كريس حدد المكان
كريس: تم ، أنها قريبة من هنا!
سوزي: ألم تقولوا انها بالسجن؟!
ديفيد: سنرى
كريس: سأذهب لأراها
ديفيد: أنتبه ، قد تكون بمصيبة
○○○○○
رأيت كريس يقف بعيداً و كأنه يراقب أي اشارة تدل على وجود خطر و يبحث عني ؛ لاني ما زالت أرتدي تلك الباروكة
صرخت بصوت عالي: كريس
**************
مر يومين و أنا داخل الأنفرادي ، ولم أرى أو سمع صوت ذلك الوغد كيان بالتأكيد خرج لزنزانتهِ الفاخرة ، و أخيراً أتى أحد الحراس ؛ ليفتح الزنزانة
الحارس: هيا للخارج
تم أخراجي للساحة ، بدأت بالسير ، أنني جالس منذ يومين ، كم الجلوس متعب ، ثم بدأت أسمع كلام السجناء
سجين1: كيف أستطاع الهروب؟!
سجين2: أنهُ ذكي
سجين1: يبدو أنهُ كان يخطط لذلك منذ فترة
لم أهتم كثيراً بكلامهم ، و أكملت سيري لأجلس على أول مقعداً أراه جلس أحد بجانبي لألتفت له لأرى أنه الكسندروا
الكسندروا: هل سمعت بهروبه؟!
نظرة له بمعنى ما شأني ، فأكمل كلامه:
_ غريب أنت أخر من رآه ، ألم تكن تعلم؟!
أنس بأستغراب: من تقصد؟!
الكسندروا: جاد
أنس بتفاجئ : جاد هرب؟!
الكسندروا: أجل ، ولا اعتقد أنهُ سيعود
أنس: كيان كار هو من يحكم السجن هنا؟!
الكسندروا: كيف عرفت؟!
أنس: هو من عرض مكافئة على رأسي؟!
الكسندروا: أبتعد عنه حتى لا تصبح جثة هامدة
○○○○○○○○○○
تجلس سوزي على الأريكة بينما إلينا مقابل لها ، و ديفيد و كريس يعملان
إلينا: سوزي
سوزي: نعم
إلينا: لم تشرحي لي كيف تمكنتِ من الهروب؟!
بدى التوتر علي وجه سوزي وهذا ما لاححظته إلينا و ظنت أن سوزي لا تريد التذكر ، فوضعت يدها على يدي سوزي تبث لها الطمأنيين قائلة:
_ أن كنت لا تريدين التكلم ، لا بأس المهم انك هنا الآن
سوزي: شكراً لكِ
كانت إلينا على وشك كشف الأمر ، كيف أقول لها عن الرجل الذي أحبه أنه أخ القاتل أختك زاد كريبي ، وأنني للأسف وقعت بحبه!
كريس: ألم نعود للمقر أم ماذا؟!
ديفيد: لقد سئمنا من الوغد مراد
ظهرت ملامح التعجب على كل من إلينا و سوزي ، وسرعان ما سألتهم سوزي:
_ ما به مراد؟!
ديفيد: بالطبع أنتم الأثنتان ، لا علم لكم بما جرى بغيابكم ، بعد خروج إلينا بالمهمة السرية أصبح مراد ....
قاطعه كريس بكره:
_ القائد علينا
إلينا: هكذا أذن ، أتريدون مفاجأة مراد؟!
كريس: حسب ما هي المفاجئة
إلينا: ألم يكن مراد مؤقتاً ، و ها انا قد عدت
ديفيد: ألم تعودي للسجن؟!
إلينا: أجل سأعود ، لكن أول يجب أصلاح بعض الأمور ، أولها أسترداد ما هو لي من مراد ، و الثاني زيارة أمي ، هذا كل شيء سهل صحيح؟!
وجه ديفيد سؤاله لسوزي:
_ كيف حال جرحك؟
سوزي: بخير
إبتسمت إلينا: أي أنك تستطيعين العودة للعمل بقوة أكبر
سوزي: أجل
وها قد بدأ التوتر يأكلها من المواجهة الكبرى بالنسبة لها وهذا ما ظنته أنها المواجهة الكبرى و لكنها لم تأتي حتى الآن
****************
كنت أجلس في زنزانتي ، أقرأ كتاب عندما فتح الحارس الباب يخبرني بزيارة لي ، لم أخذ وقت لأعرف أنه أنس ، دخلت غرفة الزيارة لأراه أمامي ، أن الزجاج بيننا ، جلست لأمسك الهاتف
أنس: كيف حالك؟
وكأنه سيكون ممنون من حالته ، لقد تم عرض المال مقابل قتله
مراد بسخرية: ما رأيك؟! هل أبدو بخير وأنا أنتظر نهايتي على يد أحد منهم معتقدين أنني أنس ماز ، وأنك من يريدون قتله حتى ينتقمون مني ، هذا أفضل حال! هل حصل أي تطورات تخرجني من هذا المكان المقرف؟
أنس: لا شيء واضح حتى الآن ، فريق إلينا كأنه يعمل بتخفي ، و قائدتهم من دخولك السجن أخذت أجازة
مراد: أجازة؟! متى رأيتها أخر مرة؟
أنس: لم أرها منذ فترة طويلة يعني حوالي شهر تقريباً ، أشعر بالغرابة
مراد: أنا أيضاً ، أن تلك الفتاة لا تبدو من النوع الأستسلامي
أنس: قبل أسبوع أتت أمها لتسأل عنها وأنها لا تعرف أين هي أبنتها وهنا المدير رحب بها و استددعاها لمكتبة ، كأنه لا يريد لأحد أن يعمل ، وذلك الفريق يثير الريبة
مراد: تحقق منهم ، يوجد شيء يخفونه بالتأكيد
أنس: سأرى أمرهم ، مراد هل ما زالت تفكر بالأنتقام منها؟
مراد: أجل ، لماذا هل غيرت رأيك؟
أنس: نعم ، أرى أنه يجب علينا فهم القصة
مراد بشك: ما هو الذي جعلك تغير رأيك؟
أنس: سوزي لقد هربت
مراد: كيف؟!!!هل تعرف شيء غير الذي سمعته ذلك اليوم؟
أنس: تعرف كل شيء
بدأ الغضب يسيطر عليه ، وصل لأعلى مرحلة و هو يقول بحده و غضب ضاغطاً على أسنانه بقوة:
_ لم يتغير شيء ، لتعرف لا يهمني ، عندما أخرج سأريها
<><><><><>
Instagram: Tasneem_Butterfly

عدت لأنتقم لكِ أختي(متوقفة لان بلدي ينزف دماءاً)Where stories live. Discover now