الفصل الثامن

Start from the beginning
                                    

«نعم، لقد أخبرني أليك بذلك، و لكن كيف عرفت بمراقبته لي ؟»

«لأنه أخبرني أيضاً، كان يكرهني كثيراً، و لهذا أبعدتني أمي عن بالمور عند وفاة والدي، لم تكن تثق بأليك، لكني عدت إلى هنا بعد وفاتها و كأني مجبر على المجيء» .
سكت قليلاً ثم حدق مباشرة في عينيها و قال :
«أتيت إلى هنا، و التقيتكِ و وقعت في حبكِ عند غياب شمس أحد الأيام» .

«لا، لم تحبني، فقد تظاهرت بحبي، و لم تهتم لمشاعري أبداً» .
سكتت قليلاً ثم مدت يدها إليه و قالت :
«أعطني المفتاح أرجوك، أريد الخروج الآن، فقد وعدت حسين بالعشاء مع ضيوفه هذا المساء و أريد تبديل ملابسي قبل أن يمضي الوقت» .

«لقد دعاني أيضاً إلى العشاء في السابعة و الساعة الآن الخامسة و النصف، ما زال أمامنا الوقت الكافي لإكمال حديثنا، كنت مجنوناً عندما أردت الزواج منكِ بعد أن أكمل تخصصي كجراح، ألا تصدقيني يا كرستي ؟»

«لا، لا أصدقك، فقد ذهبت من دون أن تخبرني، و لم تكتب لي رسالة تعلمني فيها بمكان وجودك، فلو كنت تهتم لأمري ما تركت المكان قبل وداعي و على الأقل كان عليك أن تترك رسالة لي لأعرف مصيري» .

«لكني تركت لكِ رسالة أطلب فيها الزواج منكِ، أعرف بأني تركتكِ بسرعة لكن كان عليّ أن ألحق بفرصة العمر التي تتيح لي العمل مع جراح عظيم في نيويورك، فتركت لكِ رسالة مع أليك بعد أن كلمني عنكِ كثيراً» .

«ماذا قال لك عني ؟»

«قال بأنكِ عابثة» .

«أنا، قال عني أليك بأني عابثة ؟ لا أصدق فأنت تخترع هذه القصة» .

«لا، أنا لا أكذب، فهذا ما قاله لي أليك، حصل هذا حين أخبرته عن المقابلة التي سأجريها في نيويورك مع الجراح الكبير كارل وينغارتن ثم تطرقت إلى الحديث عنكِ و أخبرته بأني أريد الزواج منكِ عندها بدأ يحدثني عن أخلاقيات النساء، عن المرأة التي يجب أن أختارها کشریکة لحياتي و أخبرني بأنه يريد الزواج منكِ و وعدته بالقبول فور تخرجكِ من الجامعة» .

«أنا وعدته ؟ كيف تقول هذا ؟»
سألت كرستي بغضب .

«أنتِ تعرفين ماذا فعلتِ معه جيداً و كيف أفهمته من خلال تصرفاتكِ تجاهه بأنك تريدينه و قال أيضاً بأنكِ تحبينه و مارستِ الحب معه، و لم يكتفي بهذا بل قال أيضاً بأنه أراد تحذيري منكِ و من عبثكِ الدائم معي و معه لكنه تردد في ذلك» .

وضعت كرستي يداها على رأسها و قالت بغضب :
«أنا لا يمكن أن أصدقك، كيف يمكن لأليك أن يتكلم عني بهذا الشكل ؟»

«أنا لا أكذب، في البداية لم أصدقه و نعته بالكذب عندها تحداني و طلب مني أن أترك رسالة لكِ يعرف من خلالها إذا كنتِ صادقة أم كاذبة، و بدا أليك حينها متأكداً من رفضكِ لي، فكتبت لكِ الرسالة و وضعتها على طاولته ثم نادى ماري تاغارت و أعطاها الرسالة و طلب منها أن تسلمكِ إياها» .

عودة الحبيب الضال // روايات عبير الجديدةWhere stories live. Discover now