الفصل السابع

Start from the beginning
                                    

نظرت كرستي إليه و هي تحاول معرفة السبب الحقيقي الذي يكمن وراء دعوته المفاجئة لكنها لم تجد إلا البرود في عينيه البنيتين، عندها قالت له باستسلام :
«حسناً، سآتي معك، تفضل من هنا» .

فتح نيل الباب و صعدت كرستي أمامه السلم، و بالمقارنة مع اليوم الفائت حين صعدت البرج مع ماري، فقد كان الدرج المؤدي إلى الغرفة مضاء بنور رمادي من شباك يطل على كارين رود الذي اختفى تقريباً تحت المطر الغزير .

و لدى وصولهما إلى باب الغرفة، الذي فتحه نيل بالمفتاح الآخر، دخلت كرستي الغرفة أولاً، و أضاءت زر الإنارة، أضيئت بعدها الغرفة بمصباحين جميلين .

دخل نيل الغرفة خلفها و أقفل الباب بالمفتاح بسرعة، استدارت كرستي و رأته يضع المفاتيح في جيب سترته و وقف إلى جانب الباب ينظر إليها بنظرة غريبة جعلتها تترقب و تخاف من ردة فعله المقبلة .

و لكنها حافظت على رباطة جأشها و سألته بطريقة عادية :
«لماذا أقفلت الباب ؟»
ثم مشت لتصبح في مواجهته .

«لأبقيكِ هنا بعيدة عن الناس» .
قال هذا بنعومة و اقترب منها ثم أمسك بكتفيها و قال هامساً :
«حان الوقت الذي يجب أن نتكلم فيه بصراحة يا سيدة وایت، و أظن بأنها بداية جيدة للحديث» .

ابتعدت كرستي عنه متأخرة إذ أمسك بها جيداً و بدأ يعانقها بشغف و عرفت بأنها تستطيع مقاومته لكنها أحست بالضعف أمامه و استسلمت له كلياً .

شعرت كرستي بين ذراعيه بأنها تحلق عالياً و أن الدنيا ملكها، و أطلقت العنان لمشاعرها المكبوتة منذ سنوات .

لفت ذراعيها حول عنقه و قربته منها أكثر فأكثر و بدأ يقبلها بشغف، فقد شعرت بين ذراعيه بأنها عرفت النور بعد أن عاشت في الظلام طويلاً، و لم تقم بأي جهد للمدافعة عن نفسها لأنها أحست بأنها بحاجة عظيمة إليه و وجوده إلى جانبها أعاد إليها الحياة بعد أن فقدتها منذ أربع سنوات خلت .

و استمرا كذلك لفترة طويلة أحسا خلالها بأنهما لم يفترقا فقد أسكرتها قبلاته و عرفت بعدها كرستي بأنه لا مجال للتراجع أمام رغبته الجامحة .

أحست كرستي بدوار يلفها، و هذا الدوار أدخلها في متاهات لكنها شعرت بسعادة عارمة لقربه منها، و لم تسمع خلالها إلا صوت قلبها الذي يخفق بشدة، و قلب نيل الذي ينبض بسرعة من شدة الفرح، فمنذ أربع سنوات و كرستي تحن إليه و تتوق إلى قبلاته، فهو الإنسان الوحيد الذي استطاع ايقاظ رغباتها المكبوتة و عندما تركها لم يعد الجنس الآخر يعني شيئاً بالنسبة لها .

و فجأة ابتعد نيل عنها و هو يلعن و يقول هامساً :
«اللعنة» .

فجلست كرستي على السرير و سألته :
«ما الأمر يا نيل ؟»

«أظن بأني سمعت أحدهم يدخل البرج» .

قال نيل هذا ثم وجه نظراته نحوها و أخذها بين ذراعيه و بدأ يقبلها بعنف لم تعرفه من قبل، و استجابت له بكل جوارحها عندها غرقت في بحر من العواطف الجياشة و لم تستطع التراجع لأنها تريده، تحبه بجنون، فعودته إليها، أصبحت حاجة شكت في الإستغناء عنها مرة أخرى، و فكرت في وضعهما هذا و شعرت بأن نيل لا يستطيع السيطرة على مشاعره أو كبت رغباته، و هذا الشعور لم يخيفها، بل على العكس أحست بالسعادة لأنها ترغبه بقدر ما يرغبها، و تريده كما يريدها و تحبه كما يحبها ... ربما .

عودة الحبيب الضال // روايات عبير الجديدةWhere stories live. Discover now