الفصل الأول

Magsimula sa umpisa
                                    

«سأجعله يدفع غرامة مالية، و إذا لم يفعل سأضعه في السجن» .
قال هاميش ثم تابع يقول :
«و لكني أشك في أن أفعل هذا الآن لأنه سيهرب إذا بقينا هنا» .

ثم نظر إلى المرأة التي مشت باتجاه الضفة و التي سمعت صوت هاميش يشرح للرجلان عن حقوق الصيد في الأراضي العالية الإسكتلندية .

و في الحال قطعت الضفة و مرت تحت أغصان الأشجار و بدأت بتسلق ممر ضيق يتعرج بين صخور مكسورة حتى وصلت إلى مرتفع يظهر لها المكان .

و خلف الصخرة رأت رجلاً مستلقياً على بطنه يراقب الرجال الذين يعبرون النهر و عندما رأته، شغلت نفسها بمراقبته .

كان طويل القامة عريض المنكبين يلبس بنطلوناً رمادياً و قميصاً ملوناً، أما شعره البني فمقصوص بشكل جذاب و بشرته بلون الكستناء، كان مستلقياً بهدوء كي لا يسمعه الرجال .

و فجأة وقف على قدميه و وضع زوجين من الأحذية و زوجين من الجوارب في كيس الصيد .

و بينما كان يربط الكيس، انتبه إلى وجود المرأة التي فاجأه وجودها و رفع عيناه البنيان نحوها و كانت تحمل سؤالاً بحاجة إلى اجابة ففهمت ما يريده و قالت بسخرية :
«كنت أنظر إلى حذائك يا نيل دايسارت، و لكن ألا تخجل من سرقة السلمون في وضح النهار خاصة و أن البركة ليست عميقة و أن أي انسان باستطاعته التقاط سمكة كهذه» .

رد عليها ببرود و قال :
«أنا لم أسرق شيئاً»

«إذن من هو السارق ؟ فأنا لا أرى أحداً هنا» .
قالت هذا و هي تنظر حولها لتأكيد كلامها .

«لقد ذهبوا، و اعلمي بأني لن أخون أصدقائي» .
قال هذا بقسوة .

«أظن بأنهم لن يرتاحوا من المشي من دون أحذيتهم و جواربهم» .
قالت هذا و هي تنظر إلى الكيس ثم نظرت إليه مبتسمة و أكملت كلامها :
«هل نسيتني ؟ أنا كرستي وايت» .

نظر إليها من قمة رأسها إلى أخمص قدميها و قال مستغرباً :
«لقد تذكرتكِ و لكنكِ تغيرتِ كثيراً» .

«هذا ليس غريباً، لأني كبرت أربع سنوات منذ آخر لقاء لنا و قد غيرت تسريحة شعري» .
قالت هذا و الإبتسامة لم تفارق شفتيها ثم أكملت كلامها بعد أن نظرت إليه جيداً و قالت :
«و أرى بعض التغيرات الصغيرة التي حصلت لك» .

لكنها لم تقل ما هي التغييرات، إذ أصبح بعمر الرابعة و الثلاثين و ما زال ظهره مستقيماً و شعره سميكاً تتدلى منه خصلة طويلة على جبينه، و لكن مرور الوقت ترك أثراً على وجهه إذ اختفى بريق المكر من عينيه و لم يبق إلا نظرة باردة أظهرت الوميض الأصفر فيهما كما بدا فمه قاسياً .

أفاقت من تأمله و سألته بعد أن صدمها بعدوانيته :
«و هل ستمكث في المزرعة الصغيرة قرب كارين رود ؟»

«نعم» .
رد بجفاف .

لكنها لم تتأثر و أكملت أسئلتها :
«متی رجعت إلى هنا ؟»

عودة الحبيب الضال // روايات عبير الجديدةTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon