الفصل الرابع

132K 7.8K 2.8K
                                    


ثمة لحظات ستمر عليك في الحياة ستعرف حينها أنك في كُل لحظات حياتك أبدًا لم تكُن وحدك، بل كان الله دائمًا في معيّتك، يُطيّب خاطرك، يجبر كسرك، يحفظك في نومك وصحوك، ينتشلك برحمته من منعطفات السوء، يُنير لك بصيرتك، ويُرشدك للوجهة والطريق أنت لست وحدك فـ معك من كفاك وأغناك عمّن سواه.💙


صلوا على نبي الرحمة

__________________________







خرجت من شقتها مسرعة وهي تتأكد أنها قد وضعت لحيتها، فهي منذ ذلك الموقف الذي تعرضت له سابقًا أصبحت تخشى أن تخرج يومًا دون باروكتها .
تحركت رفقة صوب الدرج وهي تقفز عليه كالاطفال تود اللحاق بموعدها في عملها الجديد.

وأثناء هرولتها على الدرج اصطدمت فجأة في جارها اللطيف بعض الشيء "جون "، لتبادله بسمته مفكرة بحيرة هل يظل مبتسمًا طوال الوقت ؟؟؟ فهي منذ خطت لتلك البلاد، لم تلمحه يومًا عابسًا، وكأن الحياة يومًا لم تريه مرارتها بل اكتفت بوضع كل ما تملك من الحلوى أمامه مربتة على ظهره كأم وهي تقول " هيا يا عزيزي تناول حلواك "
ابتسمت بسخرية وهي تتخيل الأمر، لتخرج فجأة من أفكارها مدركة أنها كانت تمعن النظر به بشكل فج، تنحنحت بخجل حاولت ألا تظهره وهي تقول :

" عفوا لم اسمعك ماذا قلت للتو ؟؟؟"

ابتسم جون مجددًا تلك البسمة البغيضة التي باتت تكرهها حقًا وهو يعيد حديثه مرة أخرى على مسامعها :

" كنت اقول إلى أين في هذا الوقت المبكر اسكندر ؟؟"

ابتسمت له بسمة صغيرة وهي تنظر للباب خلفه تود الرحيل سريعًا من أمامه الآن :

" لقد حصلت على وظيفة البارحة واليوم هو بداية عملي لذا خرجت مبكرًا حتى لا أتأخر عليه "

نظر لها جون بتعجب لما قالته :

" وظيفة ؟؟؟ اي وظيفة ؟؟؟ ألن تنتظر وظيفتك في الشركة معي لقد أخبرتك أنه بحلول الاسبوع القادم ستستلم تلك الوظيفة "

" بلى يا جون بالطبع سأذهب لتلك الوظيفة، لكنني أشعر بالملل في المنزل لذا اردت أشغال نفسي ببعض الأعمال حتى ابدأ العمل معك، والآن اعذرني لقد تأخرت على العمل أراك لاحقًا "

أنهت حديثها وهي تسرع صوب الباب حتى لا تمنحه فرصة أخرى للتحدث وهي حقًا لا تملك إجابة لنصف أسئلته، هي حتى الآن لا تصدق أنها نجت من سهرة الامس دون أن تجعله يشك في أمرها وهذا بالطبع بمساعدة أخيها بعدما حدثته لتعرف أكثر عن صداقته مع جون .
______________________________

"أخبرتك ألا تفعل شيء من تلقاء نفسك "

زفر ادم بضيق وهو يكمل ركضه على آلة السير أمامه لا يعطي انتباهه لانطونيو والذي منذ دخل لحجرة التدريب في الصباح وهو يصيح في الجميع لما فعلوه في آخر مهامهم ...

أحفاد اليخاندرو ( ابواب الجحيم التسعة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن