الفصل الثاني

139K 8.9K 3.5K
                                    


‏"ولكنَ الحياة تسير إلى الأمام، وهذا الوقوف الذي تمارسه لن يؤذي أحدًا غيرك"


صلوا على النبي.....

_______________



خرجت وهي تحمل حقيبتها تنظر حولها باحثة عن ذلك الشخص الذي كان من المفترض أن يقابلها هنا في المطار حسب قول أخيها، لكن لم ترى سوى البعض الذي أتوا لاستقبال آخرين وهي تقف في منتصف المطار وحدها ....

زفرت رفقة هواء بارد من فمها وهي تحمل حقيبتها متجهة لإحدى المقاعد علّها ترتب أفكارها لمواجهة منعطفات حياتها التي لم يكن مخطط لها، هي رفقة صاحبة ال٢٥ سنة من عمرها خريجة كلية الآداب للغة الإيطالية ها هي تحقق حلمها في السفر لايطاليا، لكن ليس كمترجمة كما حلمت دائما، بل كهاربة ، هاربة لم تملك حتى فرصة الدفاع عن نفسها أمام ما وُجه لها من تهم ......

" اسكندر ؟؟؟؟؟"

انتبهت رفقة من شرودها على صوت جوارها ينادي باسم أخيها لترفع رأسها سريعًا، للحظة كادت تجيبه بصوتها العادي متناسية تمامًا أمر تنكرها ذلك، ابتلعت ريقها وهي تراقب ذلك الشاب النحيل .....

" اه صحيح أنا اسكندر ...و أنت جون صحيح ؟؟؟"

نظر المدعو جون لها بنظرات ريبة ثم اقترب منها بدرجة خطيرة جعلتها تعود للخلف بسرعة كبيرة مرتعبة من حركته المفاجأة ....

" أنت تبدو مختلفًا كثيرًا عما تخيلت "

ابتسمت رفقة بتوتر شديد وهي تتحسس ثياب أخيها التي ترتديها :

" مختلف ؟؟؟ ماذا تقصد أنا كما أنا، لربما أنت من أخطأت التخيل ..."

ابتسم الشاب بسمة صغيرة ثم أجاب ببساطة كبيرة وهو يفتح ذراعيه مرحبًا برفيقه الذي تعرف عليه من سنة تقريبًا عبر شبكات التواصل الاجتماعي :

" حسنًا لا بأس مرحبًا بك يا رفيق لـ....."

توقف جون عن الحديث وهو يشاهد انتفاض اسكندر ( رفقة ) للخلف بسرعة كبيرة وهي تمد يدها له بالنفي :

" شكرًا لك، لكنني لا أحبذ التلامس مع أحد فـ أنا ..أنا ...اقصد أنني أعاني من مرض نفسي يمنعني من التلامس مع الآخرين "

" حقًا ؟؟؟ أنت لم تأتي سابقًا على ذكر هذا الأمر "

ابتسمت رفقة بتوتر تحاول ايجاد مخرج لهذا المأزق، لكنها تنفست الصعداء وهي تسمع صوت جون يدعوها للسير :

" حسنًا لا بأس لتلحق بي...."

زفرت رفقة براحة شديد وهي تسير خلف جون تستمع لثرثرته وهو يصف لها كم ستستمتع هنا وعن كم المغامرات التي تنتظرها في ايطاليا .

خطت رفقة بقدمها خارج أرض المطار وهي تستقبل هواء بارد أنعش روحها لتغمض عينها ببسمة تستقبل حياة جديدة، لا تدري ما تخفي لها تلك الحياة، لكن هي ستكون أكثر من مستعدة لكل شيء .....

أحفاد اليخاندرو ( ابواب الجحيم التسعة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن