الفصل السابع و العشرون

7.1K 176 3
                                    


تململت ليال فى نومتها .. و فتحت عيونها الذهبية التى زاد لمعانها مع دلوف أشعة الشمس داخلها .. تطلعت حولها ثم نظرت للساعة بجوارها لتتأكد من الوقت .. و تمسكت بطرف الفراش و جذبت جسدها لتجلس نصف جلسة .. ثم صاحت قائلة بنبرة عالية :
- رامى .. إنت فين يا حبيبى .
لم يأتها صوتا .. فتنفست مطولا و هى تلامس بطنها الكبيرة بيدها و قالت بإبتسامة مشرقة :
- صباح الخير يا نغم .. كده تتعبى مامى و مش تنام منك الليل كله .
شعرت بوخزة ببطنها فتأوهت و هى تقول و قد زادت إبتسامتها :
- آآآه .. خلاص أنا آسفة يا بنت رامى .. مش عاجبك كلامى طبعا .
دلف رامى عليها و هو يحمل صينية عليها الإفطار و يضع بمنتصفها وردة حمراء .. طالعته ليال بإعجاب من هيئته المناقضة تماما لشخصيته البربرية .. إقترب منها و هو يحمل الصينية بحذر و قال بمداعبة :
- سامع إسمى .. صباح الفل على عيونك يا عسلية .
وضع الصينية على ساقيها .. فأجابته قائلة بمزاح :
- صباح الخير يا حبيبى .. كنت بكلم بنتك .
جلس بجوارها و قبل جبينها و قال بتوجس :
- بما إنك قولتى بنتك تبقى عملت حاجة زعلتك تانى .
إستندت ليال برأسها على صدره و قالت بضحكة خافتة :
- عمالة تلعب جمباز فى بطنى .. البت دى هتبقى شقية و عصبية شكلى كده إتوحمت على غزل .
أجابها رامى مسرعا و هو يرفع يديه فى الهواء متذمرا :
- ﻷ .. كله إلا كده .. الكوكب ده لا يسمح بإتنين غزل .. كفاية واحدة بس  .. ده أنا مستحملها بالعافية .. تجبيلى نسخة منها لا لن أسمح .
ضحكت ليال ضحكة عالية و تمسكت ببطنها و قالت بقلق :
- بطل تضحكنى مش قادرة أترج .
قربها منه أكثر و قال ساخرا :
- تترجى .. طب إوعى تفورى فى وشى زى الحاجة الساقعة .
ضربته ليال على صدره و قالت بضيق :
- بتتريق عليا .. ما هو إنت السبب يا أخويا .
ضحكة ساخرة إنطلقت من بين شفتيه و هو يقول بحدة :
- ﻷ يا ماما كله كان بمزاجك .. و لا نسيتى .. ده إحنا الفترة دى كنا بن...... .
وضعت ليال أناملها على فمه و قالت بتحذير خجل :
- هشششش .. إيه ما صدقت .. إنت هتحكيلى جبناها إزاى .. خلاص .
لملم شعراتها التى تناثرت على وجهها و هو يقول بلين :
- خلاص يا عمرى مش هقول حاجة .. يالا علشان تفطرى .
إبتعدت عنه و قالت بتعجب :
- هو إنت مش هتروح شغلك .
هز رأسه نافيا و قال مداعبا :
- تؤتؤ .. أنا قاعد معاكى النهاردة .. ده أنا ما صدقت خدتى أجازة من الشغل .
رفعت ليال كوب الحليب و إرتشفت منه و قالت له مؤيدة :
- عندك حق الشغل بقا كتير بعد ما غزل و أحمد فتحوا مركز العلاج الطبيعى تحت العيادة .. الضغط بقا صعب جدا .. ده غير يوم النص بيبقى الضغط over .
تطلع أمامه بشرود و هو يقول بإعجاب :
- بس غزل دى بنت حلال .. إنها تخلى يوم بنص تمن الكشف و العملية و خصوصا لأهل الحارة .. بجد ربنا يكرمها.
ثم عاد بعينيه ناحيتها و قال بضيق :
- و يهديها لجوزها الغلبان لخلاص جاب آخره .
لاكت ليال ما بفمها و قالت بجدية :
- سيبها تربيه يستاهل .. هو فاكر نفسه إيه علشان يوجعها كل مرة و يسبها و يمشى .
ثنى رامى ركبته أسفله و قال بحدة :
- هو عصبى و متسرع آه .. بس بيحبها و هى لازم تقدر ده .. و لا هو علشان بيعاملها كويس هتسوق فيها .
رفعت ليال حاجبيها بضيق و نظراتها بها كل اللوم و المعاتبة على أنانيته و رأيه العنصرى بعض الشئ ...
أدرك أنه أخطأ من نظراتها الحادة المتوجهة نحوه .. فزم شفتيه بضيق و هو يقول بترفق و تفكير :
- آسف مش قصدى .. بس أنا نفسى إنهم يرجعوا لبعض و بس علشان مهاب كمان .
عادت ليال لتناول فطورها و هى تقول مؤيدة كلماته الأخيرة :
- لو على مهاب فمعاك حق .. رغم إنه مرتاح جدا مع غزل و هى كمان مرتاحة أكتر معاه .
إرتسم على شفتى رامى شبح إبتسامة .. و طأطأ رأسه قليلا و هو يعبث بأنامله و قال بشجن :
- عارفة يا لولو .. موقف غزل مع مهاب بيفكرنى بموقف ماما زينب معايا .. عمرها ما حسستنى ثانية إنها مش أمى .. و لا فرقت فى معاملة بينى و بين ولادها بالعكس كانت دايما تبقينى عنهم .
تركت ليال ما بيدها على الصينية و لفت وجهه ناحيتها و تطلعت داخل عينيه بعمق و هى تقول بتأكيد حانى :
- معاك حق .. بس ماما زينب مش كانت بتعاملك .. كانت بتحبك .. حبتك يا رامى علشان كده كانت أم ليك و يمكن ربنا زرع حبك جواها علشان تعوضك حنان مامتك الله يرحمها .
إتسعت إبتسامته و لامس وجنتها بأنامله و قال برقة :
- و ربنا بيحبنى قوى برضه إنه عوضنى بيكى يا أحن و أجمل و أنعم ست فى الدنيا و أم حبيبة قلب بابا نغم .
أطرقت ليال بعيناها .. فرفع وجهها ناحيته لتتقابل أعينهما مجددا و فيهما نظرات جعلت ليال تجفل لثوانى و زادت دقات قلبها بشدة و هى تتلقى كلماته بكل حواسها و هو يقول بنبرة آمرة ذات سطوة دافئة و حنونة حد الجنون :
- ما تبعديش عنيكى عن عنيا أبدا حتى لو مكسوفة .. بصى ليا أكتر و دوبى فيا أكتر و حسى بيا بقا و خلصى أم الفطار ده أنا على أخرى .
تعالت ضحكات ليال و هى تتمسك ببطنها مجددا و قالت له بمزاح ساخر :
- ما تعرفش تبقى رومانسى أبدا .. لازم تضيع اللحظات الرومانسية كده عليا .
حمل الصينية عن ساقيها و وضعها على طاولة بمنتصف غرفتهما و إلتفت ناحيتها و قال بنبرة حادة منذرة :
- ده أنا هوريكى رومانسية ماشوفتهاش قبل كده .. عارفة رومانسية الأفلام الفرنسية .. إستعدى بقا .
زمت ليال شفتيها و حركتهما يمينا و يسارا و قالت بتوجس :
- ﻷ لو كده أرجع الشغل أحسن .. أنا أصلا مش بحب الرومانسية .. مش لايقة علينا أصلا .
جلس بجوارها و قرب رأسه من رأسها .. فعادت بظهرها للخلف بينما قال لها و هو يلتهم كل ذرة بوجهها بعينيه :
- طب جربى الرومانسية بتاعتى .. هتعجبك و الله .
وارت إبتسامتها بصعوبة .. و هى تقول متصنعة الجدية :
- مش عاوزة .. و يالا نزلنى عاوزة أقعد أشم هوا فى الجنينة تحت .
طالعها مطولا بضيق .. ثم تحكم بإنفعلاته و إقترب منها أكثر بوجهه و قال بمداعبة :
- إنتى ليا لوحدى النهاردة سواء بمزاجك أو غصب عنك يا قطة .
رفعت سبابتها أمام وجهه و قالت بنبرة محذرة جادة :
- رامى لو ....... .
و سكتت ليال عن الكلام المباح بعدما إستقر الطير المتملك على عشه جاذبا إيها برحلة طيران على متن جناحيه الحنونتين لأماكن لم تتخيلها يوما ممتلئة بعشقه و شغفه ....

تمرد أسيرة القصر (كاملـــــــــة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن