2

267 8 0
                                    

الثاني

استطردت ناني وفي نبرتها عتاب لطيف
-انت لا تسمعنني يا ايف
انتفضت السيده الشابه لقد كان هذا صحيحا لقد كانت غارقه في افكارها لم تسمع الذي قالته لها المربيه
قالت مرتبكه
-اسفه هذا صحيح كنت افكر في المعجره التي جعلتني اقابل ادجار يالهي بدونه مالذي كان سيحدث لي؟
ارتعشت عندما تذكرت القاعه الكئيبه في المستشفى على الرغم من طيبه ولطف البروفيسور سولييه لا تستطيع ان تنسى غرباء الاطوار لذين كانوا يسكنون في الجناح النفسي حيث كانت تعالج
فقط سمعت ناني اسم طفلها العزيز الذي ربته عادت الى شفتيها الابتسامه التي غابت عنها مداعبه ل ايف
اجابت
-هذا صحيح لقد كانت معجزه حقا
ارجو المعذره لاني قلت ذلك يا ايف ولكن لو لم تفقدي ذاكرتك مؤقتا ما قابلت زوجك اذن من يدري ربما يكون هذا سوءا اريد به خير
قالت ايف في نفسها بحزن
-زوجي ..يا ناني المسكينه لو تعرفين الحقيقه...
ومن الجديد غاصت في ماضيها القريب وهي ترتشف كوب الشاي
لماذا هربت هكذت في الغابه عندما صارحها ادجار بحبه؟
وعندما لحق بها ارتمت بين ذراعيه باكيه كالطفله الحزينه التي لا تستطيع ان تفسر حزنها لقد كانت تحتاج في ضعفها الى قوه تستند اليها وشعرت بانها ستجد هذه القوه في ذلك الرجل...ولكن هل كان ذلك هو الحب؟ كما ان لا شئ سوى هذه الكلمه يجعلها ترتعش في قلق لا تستطيع تفسيره
استطرد اجار في رفق
-ارجو المعذره يا ايف فانني اخرق..فلقد تعارفنا توا واحدثك عن الارتباط بي برابطه الزواج! اني افهم لماذا هربت من امامي
ضحك كان الامر لم يكن سوى مزحه ولقد زال ذلك التوتر عن الفتاه
ابتسمت بن دموعها
-لا انه انا الحمقاء لكني لم اكن اتوقع ذلك
منتديات ليلاس
ثم اضافت
-وعلى الرغم من ذلك اود ان ابقى الى جوارك دائما
امسك ذراعها في مرح
-اذن نحن لم نفقد شيئا يا فتاتي الصغيره! سنتحدث في كل ذلك اجلا اما الان فدعينا لا نفكر سوى في الاستسمتاع بهذه الامسيه الخريفيه غابه بولوني لم تكن قط بهذا الجمال
خلال حوالي شهر كان ادجار يصطحب ايف الى الغداء مرتين او ثلاثا في الاسبوع تاره في مطعم كبير في باريس وتاره في مطعم صغير مشهور بماكولاته واحيانا عندما كان يجد الوقت فراغ بين اعماله كانا يذهبان الى ضواحي المدينه
ثم ذات عصر في بدايه الشتاء الذي جرد الاشجار من اخر اوراقها وبعث النيران في المدفاه اعادت الحديث في ذات الموضوع
حتى ذلك اليوم كان يكتفي بالخروج معها كصديق حسن الصحبه دون ان يظهر اي اشاره الى انه عاشق لها لدرجه ان ايف كانت تسال نفسها اذا كان تصريحه لها بالحب لم يكن سوى حلم
انتهيا من تناول الغداء وكانا يجلسان في اوبرج رائع بالقرب من شانيتي ومن خلال النافذه كانا يشاهدان الخيول يقودها الجوكي للتدريب او الى الاصطبل
فجاه وضع ادجار كربه على الطاوله وقال
-هل عدت التفكير فيما قلت لك منذ شهر يا ايف؟
نظر اليه بدهشه لم تفهم في البدايه ثم تورد خداها عندما تذكرت ماحدث
قال ادجار متظاهر بالهدوء الذي تكذبه نظره عينيه المفعمتين بالعاطفه
-مازلت ارغب في الزواج بك
وعندما لاذت بالصمت استطرد
-انني لا اطلب منك ان تحبيني يا ايف ..ليس الان على الاقل اريدك فقط ان تثقي بي ..وان تكوني عاقله!..لا تستطيعين ان تبقي طوال عمرك في المستشفى فهذا ما ينتظرك اذا لم تستعيدي الذاكره ولم تعثر الشرطه على عائلتك ليس امامك امل في حياه طبيعيه اذا تزوجتني وهذا لا يشكل اي مشكله بما ان لديك اوراق تحقق شخصيتك فلن يعرف احد الحقيقه باستثناء البروفيسور سولييه وناني ووالدي اللذين يجب ان اخبرهما لن يلقى اليك احد نظرات الدهشه والتساؤل التي تؤذيك تؤلمك...هل انا مخطئ؟
لا بالتاكيد انه ليس مخطئا لن تحتمل الفتاه ان تكون محط انظار الفضزليين حتى اذا كانت تتلقى الرعايه من الممرضات والاطباء وكل موظفي المستشفى الذين كانت تمثل
لهم حاله
بالاضافه الى ان ايف كانت معجبه به حقا ..فرجولته ووسامته كانتا بعيديتين عن الا تؤثران في ايف لقد كانت تكن له اعجابا حقيقيا خاصه انها كانت تحتاج الى هذه القوه التي تحميها من عالم تجهله تماما وتشعر بالخوف من حقيقته
-لماذا تتردد اذ ن في ان تقول نعم؟
متظاهره بعدم ملاحظه هذا التحفظ استطرد ادجار
-ستعيشين الحياه الطبيعيه لفتاه في مثل سنك ستخرجين وسيكون لك اصدقاء وستسافرين
واضاف بصوت منخفض
-وستجدين من يحبك بشغف
لم تكن قد قالت نعم حتى الان ولم تكن قد رفضت ايضا وكان البروفيسور سولييه هزم هذا التردد
لقد استدعى ايف الى مكتبه المهيب
بمجرد ان جلست امامه قال لها بهذا الصوت المحايد الذي يتميز به الاطباء الكبار عندما يتحدثون الى مرضاهم صوت لم يكن حدثها به من قبل هذه اللحظه
-لقد اخبرني ادجار برغبته بالزواج بك
افرغ غليونه في مطفاه السجائر ثم نفض لحيته واستطرد
-سيكون ذلك افضل حل لك من الناحيه الطبيه اعتقد ان حياه طبيبعيه ستساعدك على استعاده ذاكرتك
اخذ غليونه من جديد فحصه بعنايه كانه شئ جديد لم يره من قبل
كانت ايف تسمعه في توتر هل ينصحها بالزواج على انه علاج جديد؟ كانت تعرف انها ستقول لا بشكل قاطع انها تفضل ان تكون مريضه في هذا المستشفى على ان تكون زوجه ادجار المجنونه
استطرد البروفيسور في هدوء
-على الرغم من اني نصحته بعدم اتمام هذا الزواج
نظرت اليه ايف في دهشه ناسيه ان هذا ماتريده على الرغم من كل شئ لقد ادركت حاله العدم التي تعيشها واهميه نزهاتها مع ادجار كيف ستكون حياتها بدونه؟لانه اذا لم يستطع ان يتزوجها فليس هناك اي سبب لكي يستمر في الاعتناء بها
شعرت بان العالم يدور حولها وتحققت من وحدتها بدون صديق او عائله في هذا المستشفى فكرت ساصبح مجنونه على
الرغم من انها منذ دقائق كانت تعتقد بانها تفضل ذلك على ان تكون زوجه ادجار
قالت في مراره
-لقد فكرت في ان امراه مثلي ليست الزوجه الماموله لرجل مثل السيد دوبوليو لنثق بانني افهم ذلك تاما
قالت دون ان تخفي الحقيقه
-انني حتى لم اتخيل مثل هذا الارتباط
ولكن الان وقد تقرر كل شئ فقد اعتراها حزن شديد واشار لها البروفيسور بالجلوس واستطرد محتفظا بنبرته التي اتخذها منذ بدايه الحديث
-انت مخطئه تماما يا طفلتي انني لم افكر في حفيدي عندما نصحته بعدم الزواج بك لكني فكرت فيك انت قبل كل شئ مريضتي
نظرت اليه دهشه وهي لا تفهم شيئا
-انه في مصلحتك عندما نصحته بعدم الزواج بك مالم...اشعل الثقاب واخذ نفسا طويلا لم تستطع ايف ان تمنع نفسها من ان تساله
-مالم ماذا؟
-ان يقبل بالاتكوني زوجته بالمعنى الجسدي للكلمه اذا اردت ان يكون لك غرفه منفصله حتى تقبلي من نفسك طواعيه بان تكوني له
صمت وفي عينيه نظره الطبيب الذي يعطي تشخيصه للمريض وهو يفكر في اي شئ اخر
اما ايف فكانت دهشه مثل المريض الذي يسمع وصف الطبيب الذي سيعيده ليقف على قدميه كيف عرف البروفيسور سولييه انها كانت تخاف من ذلك بما انها هي نفسها لم تكن تعرف حتى كشف البروفيسور بنفسه هذه الحقيقه؟
انها الان متاكده من هذه الحقيقه انه الخوف من هذه العلاقه الجسديه الذي منعها من ان تقول نعم ل ادجار حتى الان
وفي نفس الوقت شعرت بتعلق عميق وسالت البروفيسور
-..بماذا اجابك؟
رفع الطبيب كتفيه
-لدهشتي الكبرى قبل هذه الشروط ...غير الانسانيه على ايه حال هذا لايعني احدا سواه..وسواك
اعترت ايف سعاده غامره هكذا ستحقق ما كانت ترغب فيه لا شعوريا منذ البدايه سوف تكون زوجه ادجار دونان تكون زوجته
ختم الطبيب في هدوء كلامه بعد ان انتهى من استشارته
-انني اعطيك الاذن الطبي بان تتزوجي بشرط ان تحترمي انت نفسسك وزوجك الشرط الذي وضعته لهذا الزواج
اخذ كتابا...وهكذا انتهت الاستشاره باشاره من راسه حيا بها الفتاه التي انسحبت
مالم تره ايف تلك الاشارات التي قام بها البروفيسور بعد حيلها انها اشاره تشبه اشاره النصر ثم طلب رقم التليفون
-لقد كسبت على الصعيدين من الناحيه الطبيه لم اكن مخطئا انه خوف من العلاقه الزوجيه ومن الناحيه الشخصيه يمكنك ان تستعد للزواج ياصغيري...اتفقنا..ان تحترم الشرط الذي وضعته مهما بدا قاسيا انتبه لان نفسيه هذه الطفله حساسه للغايه وصدمه غير متوقعه قد تدمرها تماما الى الابد
قالت ناني
-..واني اشعر بالضيق
مره اخرى لم تكن ايف تتابع حديثها لقد كانت مستغرقه في ذكرياتها سالتها في ود
-مالذي ضايقك؟
-ماقلت لك توا يا طفلتي العزيزه من المستحيل ان نجد طباخه لقد رايت ثلاثا هذا الصباح واحده قادمه من بريطانيا ولا تعرف الا عمل حساء الكرنب الثانيه اسبانيه لاتعرف سوى طهر الارز اما الثالثه فهي برتغاليه ولا تتحدث كلمه فرنسيه واحده! ماذا سيقول ادجار عندما يعود!
رفعت ذراعيها الى السماء في حركه كوميديه اضحكت ايف التي قالت
-سيقول انه يفضل ان تقومي انت بنفسك بالطهي ..وانا ايضا مع نفس الراي
اضافت في رقه
-صحيح ان ذلك سيزيد من اعبائك بالاضافه الى ان السيده التي تقوم بالنظافه مريضه فيما اعتقد...
-لقد ذهبت هذا الصباح الى والدتها لا عرف اخبارها...المسكينه ترقد في السرير وحرارتها مرتفعه انها مصابه بالذبحه ويقول الطبيب انها لن تشفى قبل اسبوع على الاقل
كان المنزل الذي يعيش فيه ادجار وايف منزلا كبيرا مكونا من خمس عشره حجره ...عمل ثقيل بالنسبه ل ناني عندما تقوم بمفردها على الرغم من ان ايف التي برهنت على انها ربه بيت ممتازه لم تترد في مساعدتها
-انني سعيده لان ادجار متغيب لمده حوالي ثمانيه ايام لانه لو عاد فساصاب بالجنون
لقد كان ادجار في رحله عمل الى لندن
استطردت ناني
-ان ما يضايقني اكثر هو ان اتركك بمفردك يوم السبت والاحد لاباس ساتصل باختي واخبرها بانني لا استطيع ان احضر حفل زواج ابنتها لا اريد ان اتركك في هذا المنزل الكبير بمفردك
حتى البستاني لن يكون موجودا اذا احتجت الى شئ اذ انها عطلته الاسبوعيه
زواج ابنه اختها...ان ناني لاتتحدث الا عن ذلك منذ شهر وان تضحي بذلك فهذا تضحيه كيره
قالت ايف في تصميم
-لا مجال لذلك استطيع ان ابقى هنا بمفردي ثماني واربعين ساعه لست طفله صغيره ..والثلاجه ممتلئه بشكل كاف لتغذيتي!ستذهبين الى زفاف ابنه اختك سيغضب ادجار حين يعلم انك لم تذهبي
ترددت ناني بين واجبها ورغبتها في الاستمتاع بهذا الحفل العائلي
وعلى الرغم من حبها ل ايف فان الاختيار الاخير قد تغلب
-حسنا سا سافر مساء الجمعه وساعود صباح الاثنين ولكن على الرغم من ذلك اشعر بالضيق لانني ساتركك بمفردك خلال عطله نهايه الاسبوع في هذا البيت الكبير

نهايه الفصل الثاني

🍃🌸من انا؟🌸🍃 🍁كريس بيبر 🍁عبير دار ميوزيك Where stories live. Discover now