9

1.4K 7 0
                                    

في صباح اليوم التالي ، صحيت و ما لقيت عبير في الغرفه ، شلت لي غيار و طلعت برا الغرفه لأنو حمامهم في زقاق صغير كدا ، دخلت استحميت و اتسوكت و طلعت اتوضيت في الوضايه البرا ، لمن رجعت الغرفه لقيت عبير قاعده ، قالت لي صباح الخير ، ما رديت عليها شلت المصلايه فرشتها و قعدت أصلي لمن انتهيت لقيتا طلعت ما طولت كتير جات راجعه تاني و جايبه معاها شاي و بسكويت ، ختتهم و قالت لي تعالي نشرب الشاي ، قلت ليها ما عايزا ، اتنهدت و قالت لي قولي الليله ما شربتي الشاي و اليوم كلو ما أكلتي و بكرا برضو عملتي كدا ، حتستفيدي شنو!؟ ما هو العرس دا خلاص تم تاني كان بكيتي كان سكتي كان خليتي الأكل ما حيفرق عشان كدا ريحي نفسك يا مها و تعالي اشربي الشاي قبل ما يبرد ، قلت ليها ما عايزا ياخ ، سكتت خلتني شربت الشاي حقها و طلعت ، مشيت رقدت في السرير و اتغطيت ، بعد شويه سمعت صوت وحده بتقول عروستنا! صباح الخير ، زحيت الغطى عن وشي ، شفت بت كدا واقفه قدامي أول مره أشوفها ، قالت لي معليش امبارح شالتني نومه و ما استقبلتك ، ما رديت عليها ، بقيت اعاين ليها بس ، و هي اتغاظت عشان ما رديت عليها ، عبير جات داخله و قالت ليها انتي هنا و أمي من قبيل بتناديك! ....عبير عاينت لي و قالت لي يا مها دي عسجد أختي ، كان كلمتك عنها قبل كدا جاتنا قبل اسبوعين للبكى ، برضو ما قلت حاجه ، عسجد عاينت لي بغيظ كدا عشان سكوتي دا ، قالت لـ عبير الشاي دا حق منو؟.....يعنى قالت ما عايزاهو؟ طيب تمام ح اشربو انا شالتو و طلعت من الغرفه ، عبير شكلها اتحرجت من تصرف أختها عشان كدا قالت لي عسجد دي أصلها كدا ما تركزي معاها ، بعدها قالت لي اممم ما عارفه اقول ليك شنو يا مها بس انتي مضطره تجهزي نفسك لحدي الفطور كدا جاراتنا حيجوا عشان يشوفوك ، قلت ليها ما عايزا أشوف أي زول انا ، قالت لي بس.....قلت ليها دا آخر كلام عندي و انا من هنا ما طالعه ، المهم عبير مشت بعد ما أكدت ليها اني ولا يمكن أطلع من هنا ، افتكرت انو حيجي زول منهم و ينق لي في راسي و يشاكلني  أو يغصبني على الطلعه برا الغرفه بس الحمدلله ماف زول جا و كان في هدوء غريب حاصل ، تقريباً مر ربع ساعه أو اكتر و انا لسه في الغرفه ، شويه كدا جات عبير جاريه على دولابها ، طلعت ملابسها سريع سريع و حشرتهم في شنطه متوسطة الحجم و شكلها ما كان طبيعي زي المخلوعه كدا ، مع إني ما كنت حابه اتكلم بس الحاله الكانت فيها هي الجبرتني ، قلت ليها مالك في شنو؟
ما ردت علي ، شالت الشنطه و طلعت و انا لبست لي توب و لحقتها و انا بسأل فيها لحدي ما وصلت الصالون  اتفاجأت بيهم كلهم قاعدين هناك حتى الفقر داك و أمهم دي ماسكه راسها و بتبكي بحرقه و بتقول حيييا انا يا أخوي الفارقتنا و حرقت قلوبنا عليك .....المره دي إلا بتها عسجد جات مسكتها و حاولت تهديها و رامي بقول ليها استغفري يا أمي استغفري و هي شغاله تقول كيف يعني مات يموت كيف و هو لسه ما عرس و ما شاف أولادو يموت كيف و هو لسه شاب صغير ، أمبارح القريبه دي قال لي انو خلاص جاي و ناوي اعرس ، كيف يقولوا لي مات ، كيف يعني عمل حادث ، ما شفتو يا خواني دفنوهو و ما شفتو حيييا انا يا قلبي حيييا انا يا ربي ، عمي صلاح الدين قال ليها يا مره هوووي استغفري دا كلام شنو البتقولي فيهو دا الموت علينا حق ، طبعاً من كلامهم عرفت انو أخوها اتوفى ، لا قدرت ارجع لا قدرت أخش ليهم ، في الآخر رجعت غرفة عبير و قعدت هناك ، يمكن بعد ربع ساعه كدا سمعت صوت الباب ، قلت احتمال دي عبير بس لما فتحت الباب ، لقيت راشد في وشي ، من غير ما يعاين لي قال لي أطلعي ، قلت ليهو امشي وين؟ قال لي بنهره قلت ليك اطلعي ياخ ، قلت ليهو ما طالعه و.....ما خلاني أتم كلامي طوالي جراني بالغصب من يدي و طلعني برا الغرفه و قفل الباب و بقى سايقني معاهو  انا ما عارفه هو موديني وين، بس شغاله ليهو فكني ياخ ، يا فقر يا كريه و هو جاريني بقوه لحدي ما وصلنا باب الشارع فتح الباب و طلعني ، و هو ذاتو طلع وراي و قفل الباب بالمفتاح ، و رجع مسكني من يدي تاني و ركبني في عربيتو و جا ركب و انا ما فاهمه حاجه،  قلت ليهو موديني وين؟
ما رد علي ، دور عربيتو عن سكات ، يمكن دقيقه أو اقل بعدها وقّف عربيتو قصاد بيت عمي رضوان الكان فيهو بكى جدي ، نزل قبليني و قال لي يلا أنزلي،  قلت ليهو في شنو و جايبني هنا ليه ؟
قال لي حتقعدي هنا لحدي ما نحنا نرجع ، قلت ليهو انتوا منو و ترجعوا من وين؟ ما رد علي ، ضرب الباب فـ جات إسرء و فتحت لينا، أشر ليها علي و ركب عربيتو و مشى و انا ما فاهمه الحاصل ، إسراء فضلتني جوه لـ حبوبه ، الضمتني  عليها ، قالت لي مبروك ليك و ربنا يهنيكم يا بتي حتى لو ما موافقه لكن الستره دي ماف حاجه اسمح منها بس أولادي ديل انا عتبانه عليهم و مليانه للحد منهم ، أبوهم ما تم الأربعين و أمهم لسه محبوسه يمشوا يسوا ليهم حالة عرس؟و أبوك دا بكبرو و شيبو دا مشى  عرس  ليهو بنيه أصغر منكن؟!! و.....و....و ، غيتو حبوبه كانت زعلانه شديد منهم ، و انا زعلانه أكتر منها ، شويه كدا و أم إسراء جات داخله ما بعرف اسمها منو لأني ما حفظتو في التلات أيام الجينا فيها ديك ، دخلت سلمت علي و قالت لي الواحد ما عارف يقول ليك مبروك العرس ولا البركه فيكم لأنو اخو نسيبتك اتوفى ، عموماً ألف مبروك و البركه فيكم ، ما عارفه اذا هي قاصده تقول كدا عشان توصل لي فهم معين ولا لا بس كل العملتو اني هزيت ليها راسي ، قالت لي ناس عمتك مشوا؟
برضو هزيت ليها راسي بس بمعنى ايوه  مع اني ما متأكده بس بما انو الفقر داك جابني هنا و قفل بيتهم معناها هم مشوا لأهل أمهم للبكى ، كل البعرفو إنو أمهم من "ربك " يعني هي ذاتا ما مننا ، عشان كدا عمي آدم شايلها معاها هي و أمي من زمان دا حسب الحكتو لي أمي...
قالت لي طيب حيرجعوا متين؟ قلت ليها ما عارفه ، قالت لي غريبه قبيل جينا لمن سمعنا الخبر بس ما شفناك هناك ، ما رديت عليها ، حبوبه قالت ليها مفروض تضيفيها  أول شي و بعدين تقعدي تسألي فيها ، أم إسراء قالت ليها ما بتوصينا يا عمتي ، إيلاف بتجهز في الضيافه ، شويه كدا إيلاف جات داخله و هي شايله صينية فيها عصير و كيك، ختتها و جات سلمت علي و باركت لي ، أمها قالت ليها ما تنسي يا إيلاف قولي ليها البركه فيكم ، إيلاف قالت ليها نسيت والله البركه فيكم و إن شاء الله آخر الأحزان ، قلت ليها آمين و بس ، قدمت لي العصير و للباقين ، ما كنت عايزا اشرب بس كلهم كانوا بعاينوا لي و حسيتهم مستغربين ليه ما شربت من العصير ، عشان كدا شربت منو ، أم إسراء قالت لي غيتو عرسكم بتاع كلفت كلفت دا فاجأتونا بيهو والله كنا مخططينا نعمل عمايل في عرس راشد ، طبعاً دا  بعد ما عمتي تتم عدتها لكن نقول شنو! والله مستغربه شديد في عرستكم دي ، يعني ليه فجأه كدا عقدوا ليكم و جابوك بالطريقه دي كأنهم لامنك من الشارع!
طبعاً كلامها وجعني وجعني شديد و هي واضح إنها بتلمح لحاجه و عندها فهم معين عايزا تتأكد منو ، قربت أبكي  حسيت حلقي اتقفل عديل من شدة الزعل و اظن دا كان واضح من ملامح وشي ، بالجلاله قدرت اقول لـ إسراء حمامكم وين؟
قالت لي ارح أوريك ليهو ، لمن دخلت الحمام و طلعت قالت لي ما تركزي كتير مع كلام أمي ، قلت ليها ولا يهمك حصل خير ، المهم رجعنا قعدنا معاهم و أمها طول قعدتي شغاله فيني مطاعنات !!
انا بستغرب من الكراهيه و العداوه البتجيك من غير سبب! يعني فجأه كدا تلقى الناس دي كلها ما بطيقك و كلها عندها مشكله معاك و الشي الغريب انو نفس الناس دي ماف شي بينك و بينها و اساساً ما كنتوا بتعرفوا بعض قبل كدا ، فشنو البخليهم يعادوك ساي و من غير سبب ؟ ما عرفت  هل هي ما بتطيقني ولا اصلاً بتحب تاكل  لحم الناس كدا؟! بس سبب واحد يخليها ما تطيقني ماف! اصلاً نحنا اسامي بعض ما بنعرفها ، يمكن مضايقه مع جيتي دي؟ بس انا اساساً ما قاعده ليها و ما جيتها بإرادتي ، المهم بعد ما كملت ونستها قصدي مطاعنتها طلعت مننا و شويه كدا بناتها طلعوا وراها بقينا أنا و حبوبه بس ، قالت لي مرة عمك دي كعبه أعملي حسابك منها ، في سري قلت ليها كلكم نفس الطينه و العجينه و كل واحد أكعب من التاني ، هزيت ليها راسي بمعنى حاضر ، قالت لي هسي قعدتي في بيت ولدي دي مضايقاها و كل يوم لامه لي خشمها لكن ما شغاله بيها مش بيت ولدي ! و والله ما اطلع منو إلا جنازه....زي الساعه 7 مسا كدا أمي اتصلت علي ، رديت عليها و قعدت أبكي ، قالت لي حيييا انا من أبوك دا ، حيييا انا منو حرق قلوبكن بالعرسه دي و حرق لي قلبي معاكن ، معقوله يعرس ليكن بالطريقه دي و يرميكن زي الحاجه الوسخانه أو الرخيصه ، حتى انا أمكن ما كلمني ، ما عرفت إلا من أخوي عثمان باليل ، بقت تتكلم و تبكي قلت ليها مرام اتصلت عليك كذا مره بس انتي ما رديتي يا أمي ، قالت لي الشبكه كانت كعبه و أصلاً تلفوني دا بقى ما بالحيل ، قلت ليها المهم تعالي سوقيني من هنا ما عايزا اقعد دقيقه وحده معاهم ، قالت لي بجيك يا بتي بكرا حأكون في الأبيض ، قالت لي بس انتي أصبري و ما تخافي ، ان شاء الله امو ما اتسوت معاك ؟ قلت ليها حالياً ما موجودين ، عندهم خالهم اتوفى و كلهم مشوا "ربك " و انا حالياً مع حبوبه ، كان نفسي احكي ليها الحصل كلو و نفسي احكي ليها عن الشفتو في اليوم الواحد دا بس دا ما وقتو ، قالت لي ، ربنا يرحمو ،  ما اتصلتي على اختك مشتهى؟
قلت ليها لا ما اتصلت عليها ، قالت لي حسبي الله في أبوك دا هسي دي شافعه يعرس ليها؟ هسي حالتها حتكون كيف و هي ما متعوده على عيشة القرى دي ، حسبي الله و نعم الوكيل فيهو ، قلت ليها و انا بمسح دموعي ما عارفه ، قالت لي خلاص هسي بتصل عليها ، قلت ليها طيب ، قالت لي يلا خلي بالك من نفسك لحدي ما اجيك مع خالك و سلمي لي على حبوبتك  ، على كدا قفلنا بقيت حاضنه التلفون و ببكي ، شويه كدا و اتصلت علي مرام عشان تطمن علي بكيت ليها كويس و حكيت ليها الحاصل كلو ، قالت لي أبوي دا أصلو ما استخار والله ما استخار و بقت تبكي ، يعني بدل ما هي تهّديني بقيت انا بهدي فيها ، سألتها اذا اتصلت على مشتهى أو لا ، قالت لي اتصلت عليها قبيل و شكلها مبسوطه شديد مسكينه ما عارفه الراجيها شنو قايله العرس دا حنه و دخان و ما عارفه المسؤوليات الراجياها شنو ، خاصة انها ساكنه في قريه و هي ذاتا ما بتتحمل الشغل ، قلت ليها مش براها قالت عايزا تعرس خليها تجرب المهانه دي عشان العرس دا ذاتو يطير ليها من راسها ، ياخ هي عمر كم لمن تقول عايزا تعرس ؟ اذا هي نحنا الكنا بنجهز ليها أكلها و بنغسل و بنكوي ليها ملابسها عرس شنو الحتقدر عليهو؟
قالت لي ان شاء الله أمي و خالي يقدروا يعملوا حاجه ، قلت ليها إن شاء الله ، اتكلمنا مسافه كدا و قفلنا ، قمت صليت العشا و نمت و انا شبه مطمنه شديد و منتظره يوم بكرا دا يجي بفارق الصبر عشان أطلع من هنا ، في اليوم التالي امي اتصلت علي و قالت لي الليله ما بنقدر نجي بسبب الأمطار و الشوارع مقفوله ، زعلت شديد و بكيت ليها قدرتي ، قالت لي ما تبكي والله كان علي أطير طير لحدي ما أصلكم انتي و أختك ، ما مشكله يا بتي لو ما جينا الليله بنجي بكرا ، قلت ليها بزعل كدا طيب ...
المهم قعدت معاهم تلات أيام و أمي لسه ما جات و الشبكه ذاتا بقت كعبه مع الأمطار الشغاله دي ، في التلات أيام دي حسيت نفسي كأني قاعده في جمر ما في بيت من شدة المطاعنات و المعامله الزفته مع إنهم تلات أيام ، بس وروني قدر شنو الناس دي كعبه و نفوسها وسخانه ، بقن علي اتنين ، أم إسراء و مرة أخوها الإكتشفت إنها بت خالتهم عشان كدا بتتفق مع خالتها يلي هي أم إسراء ، لحدي اللحظه دي ما عارفه اسمها منو و ما عايزا اعرف ، كرهتهم كلهم و كرهت قعادي معاهم ، من غير أي سبب عادوني و من مطاعناتهم وصلوا لي فكرة إني نحس عشان أول ما جيتهم هنا خال ناس عبير إتوفى ، عشان يعرفوهم ناس جاهلين كيف! هسي دا كلام بتصدق و بدخل العقل؟ معقوله زول يموت بسبب زول جديد دخل على حياتو أو حياة ناس قريبه منو؟ ....انا لو علي دقيقه وحده ما أقعدها هنا بس منتظره أمي تجيني ، انا كنت بسكت و ما برد على زول بس حبوبه أي زول يطاعنها بكلمه بترد عليهو عديل في وشو ، شكلها متعوده عليهم و واضح انو في خلافات كتيره بيناتهم بس انا الدخلني شنو فيهم!؟ حتى لمن يختوا الأكل بقعدوا يطاعنوا فيني و انا أصلاً الأكل دا من يوم ما جيت هنا مسخ لي و بقى لي زي الحنظل ، اقسم بالله بدخل لقمتين بس و الباقي بغلبني بخلي الأكل و بشرب مويه و كفى ، في نفس اليوم دا انا زهجت و فاض بي و كرهت الحياة دي كلها ، جوه البيت دا بقيت بحس نفسي مخنوقه و كاتمه نفس ، لبست توبي و قلت احسن أطلع الشارع ، أول ما فتحت الباب كدا أحس ليك بعربيه جات و وقفت قدامي .....

يتبع........

مسكن ألمWhere stories live. Discover now