-٣٠- حانةٌ في مَانهايم

Start from the beginning
                                    

الساقي سارع باحضار كأسٍ نظيف حال سماعه لكلمات الجنرال و لاقترابه منه

" نمتلك نبيذ عتيق مِن عام ١٩٢٠ إن كُنت تَرغب "

" بالطبع "

نَظر للنبيذ و هو يُسكب داخل كأسه و تجاهل صوت الموسيقى الذي بات مُزعِجاً عند اندماجه مع الضِحكات الثملة الصادرة من مجموعة رجالٍ و نِسائهم في الطاولة المُجاورة له

أخرج عُلبة السجائر مِن جَيبه و وَضع إحداها في فَمه ثم نَظر للساقي الذي أشعر عُوداً مِن الكَبريت و قَرب شُعلة النار الصغيرة مِن فوهة السيجارة كي تَشتعل

" شُكراً لك "

القى آلبير نَظرةَ على الساقي أمامه و كان شاباً يُماثل آنجيلوس عُمراً و بطريقةٍ ما هَيئته بَدت مُشابهة لِمن يَشغل أفكاره

" هل أَطلب منهم الخروج من الحانة سَيدي "

سأل الساقي عِند مُلاحظته لِشكل الجنرال المُنزعج لكن آلبير نفى

" لا بأس دَعهُم يَمرحون "

" عادةً الضُباط ذوي الشأن الرفيع يُخلون الحانة و يتفاخرون بمناصبهم أمام الجنود الأقل رُتبة لذا رَفضُك كان صَدِماً قَليلاً أيها الجنرال"

ابتسم آلبير للساقي ثم تجرع ما في كأسه بهدوء

" لابد و أنك أيها الساقي قابلت الكثير من أنواع البشر بِحُكم عَملك لكن يجب أن تعلم بأن البَشر مُختَلفون و أنا لستُ بِمُحبٍ لأمور التفاخر بما أملك "

" إن عَملي كَساقٍ لم يجلب لي سِوى فائدة واحدة و هي حِفظ الأسرار ، أتعلم عَدد الضُباط الذين أتوا و أفصحوا بأكبر أسرارهم أثناء غياب وَعيهم بسبب كَثرة الشُرب"

الحديث بدأ يأخذ المَجرى المُناسب للِجنرال ، فَسبب قُدومه الأساسي كان من أجل استخراج بعض المعلومات

" و ألم تُفكر يوماً بإفصاح أسرارهم مُقابل المَال؟"

الساقي نَفى و أمسك بزجاجة النبيذ مُعيداً ملء كأس الجنرال الذي أوشك على أن يُصبح خالياً

" يا سيدي الجنرال أنا رَجُلٌ لا يُهمني سوى الحِفاظ على زوجتي و طِفلاي بَعيداً عن الأذى ، أفعال الشُجعان و المُتمردين لا تُثير اهتمامي "

" أنت مُعاكِسٌ لأحدٍ أعرفه حَق المَعرفة "

ابتسم الساقي و طَرح السؤال الذي خَطر في باله

آنجِيلوس١٩٤٠ || YMWhere stories live. Discover now