-٧- تضحية مُوسيقية

5.5K 514 944
                                    

Enjoy
************

جيمين

يُمكن للكلمات أن تُحدث فرقاً و يمكن للحظات و الدَقائق أن تُشكل فجوةً زمنية بين حَدَثٍ و أخر

عند هروبي و نامجون من مُعسكرات الإبادة أو كما تُعرف باسم 'الهولوكوست' علمت بأننا خُضنا المعركة الحقيقة مع أنفسنا و تحررنا من الخوف و صِدقاً النجاة من أيدي الطُغاة كانت كجائزة ذهبية بعد الفوز بسباق الزمن

'الضحايا في القبور و نحن في وجه المَدفع'

اعتاد نامجون على قول جُملة طوال الوقت و لم أفهم مغزاها حينها و لكن أظن بأنني أفعل الأن .

لكن التقدم دوماً له ضريبة و دفع ثمن كُلِ خَطوةٍ لن يكون سهلاً كما توقعت و ربما مُقارنة نفسي برافائيل و باقي من خاضوا هذه الحرب هي من أودتني لموقعي الحالي

خلف الستارة مُتصنماً لا كلام و لا حتى النَفَس ، لا أعلم ما الطريقة التي يجب أن أواجهه بها بعد أن سَمعت اسمي من بين شفتاه أثناء مُمارسته الجنس مع أحدٍ أخر

شعرت بأنني صغيرٌ في هذا العالم و شعرت بأن أعظم انتصاراتي و بطولاتي لم تكن سِوى مَحض هراء

و إن تم سؤالي عن ما تكون انتصاراتي فسأخبرهم بأن وجودي على قيد الحياة حد هذه اللحظة بحد ذاته مُعجزة

و تخيلت لوهلة لو أن آلفريد هو من جاء الى حانة الموت فما ستكون ردة فعله حينها  أو ما ستكون ردة فعلي أنا ، و على الأغلب كُنت لأشتمه و اقلل من شأنه و ينتهي الأمر بقتلي

لكن من جاء الى الحانة كان الجنرال آلبير رفيع الرتبة و ذو السُمعة السيئة ، بكل احترامٍ قدم لي عرضاً و خيرني دون أن يُجبرني

و لكن رغم ذلك ، أنا لم أستطع تشكيل فِكرة جيدة عنه
لأنني تساءلت

أكان الجنرال يطارح الناس على سريره في كُل ليلة بينما أنا كُنت أُغتَصَبُ مِن قبل الحياة

و هذه الحادثة ذكرتني حينما كنت أتشارك مع عددٍ كبيرٍ من الرجال غُرفةً داخل المُعسكر ، كانت بحجم المساحة التي وضع بها هذا البيانو

و أذكر ذلك الرجل من مدينة وارسو الشِبه مجنون   الذي اعتاد على سرد لنا لياليه المثيرة برفقة زوجته الراحلة و تفاصيل جسدها الرائعة و عن شعوره بأنه قد فاز باليانصيب الجنسي

كان بعض الرجال هُناك يتوقون لحديثه هذا من أجل إخماد شهواتهم و لكنني كُنت أنعزل لوحدي و أتقرف ثم أحزن على حال زوجته التي يتم التحرش بها حتى بعد موتها

آنجِيلوس١٩٤٠ || YMWhere stories live. Discover now