-٢٧- جُزئية الشِتاء

Start from the beginning
                                    

و إن المواقف اليومية و على مر الزمان هي من تُكون شَخصيتنا و مُستقبلنا ، فأنا لم أكن لأكون بهذا الجموح يوماً لولا الجنود اللذين حاولوا إخضاعي و أنا لست بخاضعٍ في أي حال ...

يَدٌ امتدت تُغلق فمي و تَسحبني بَعيداً عن سَرير آلفريد  بل و عن غُرفته بأكملها ، لم أُقاوم فأنا أعلم من يكون هذا الشخص

أدخلني الجنرال الى غُرفته الخاصة  و ألصق ظهري بالحائط ، حاجباه شَكلا عُقدةً تَدل على غَضبه مني و لكنني لم أكترث
بل أبعدت يده عن فمي و بادلته حِدة نَظراته ، نحن و رُغم حُبنا العميق لِبعضنا الا أن الشِجار هو جُزءٌ مُهمٌ و أساسيٌ أيضاً في علاقتنا

المُشكلة تَقبع في رَغبات كِلانا المُتضاربة و كِلانا يرفض الاستماع لرأي الأخر ، أُحاول حمايته و هو يفعل كذلك

لكن حتى أستطيع حِمايته بعيداً عن الآذى يجب أن أقتل آلفريد

و حتى يَحميني هو يجب أن يُبعدني عن قَتل آلفريد

نحن على هذا الحال منذ لِقائنا بعد ذلك الفراق الأليم و بعد انكشاف جميع الحقائق و الأهداف

" توقف عن الوقوف في طَريقي يونغي فأنا لستُ طِفلاً ، إن رَغبت بقتل والدك لفعلت ذلك مُسبقاً "

وضعت يداي على صدره و دَفعته بعيداً عني لكنه لم يتزحزح من مكانه بل أمسك ساعدي و رفع ذِراعاي للأعلى

" كيف تَسللت خارِج غُرفتك ، لقد أقفلت الباب بإحكام "

ابتسمت له ساخراً و مُنتصراً

" أظننت بأن بابٌ خَشبي سيمنعني من تحقيق ما أرغب به ، عزيزي أنا هَربت من مُعسكر الإبادة و هَربت منك سابقاً على الرغم من أن الكثير من الجنود كانوا يُحاوطون المنزل لذا إياك و أن تَظن بأنك قادِرٌ على رَدعي "

" لكنه يبقى الحَل الوَحيد حَتى أستطيع حِمايتك ، أعلم بأن رَدعك و السَيطرةُ عليك أمرٌ صَعب الا أنني أحاول قد الإمكان إبعادك عن الأذية  "

أخفضت رأسي مُقهقهاً و نفيت له
" تَحمي مَن مِمَن ؟ يَجب أن توفر الحماية لوالدك عَزيزي فَهو مَن سَيموت هنا لا أنا "

" هو لا يُهمني إن تَعفن في الجحيم و لكن أنت من يُهمني و لا أرغب بِرؤية يداك مُلطخة بالمزيد من الدماء "

نَجحت بافلات يداي من قَبضته و كَتفت ذِراعاي مُتحدثاً بِبرود ، أنا أكره التحدث اليه و أنا على هذا الحال و لا أرغب مِنه سِوى برؤية جانبي اللطيف

آنجِيلوس١٩٤٠ || YMWhere stories live. Discover now