-٢٥- لِقاءٌ بعد فُراق

ابدأ من البداية
                                    

" لِمَ ؟ أيحق لك حتى السؤال عن الأسباب؟ أوليست أسبابي واضحة و ألا يحق لي الابتعاد عمن سبب لي الأذى ؟ "

" لكنك تعلم بأنني أحبك و بِضع كلماتٍ مُزيفة لن تُغير من حبي لك أبداً "

تردد صَوت ضِحكته الساخرة في أرجاء المكان ، كَتف ذِراعيه و نَظر بملامحٍ لا أستطيع وصفها بالغاضبة أو المُستَهزِئة و لكن ما أنا مُتأكدٌ مِنه هو نظرة عينيه التي تَصف خيبة أمله الكبيرة و التي آلمتني كثيراً

" يبدو بأنك لم تَفهم حقاً سَبب هِجراني لك جيمين ، ابتعدت عنك لأنك تُحبني و لأنك أقحمت نقاء مَشاعرنا في لُعبتك هذه ، و في وقتٍ من الأوقات التي قَضيتها وحيداً أُفكر بك خَطر في بالي سؤالٌ مُهم ... هل كان حُبك لي كافياً أم أنني أكثر من يُحب هُنا  "

لا بل المؤلم هو عدم ثِقته بمقدار حُبي له و أنا الذي قد أقدم الكون كُله لأجله ، الجميع يظن بأنني مُتهورٌ في أفعالي لكنهم لا يعلمون كم  أُقاسي الآمَرِّين و كم مَرة أموت قبل ارتكابي لأي فِعل

إرضاء نَفسي و إرضاء مشاعري في الوقت ذاته صَعباً للغاية ، لست انساناً يتخذ قَرارتٍ بكل سُهولة و  يعيش حياةً طبيعية

دوماً ما أقع في ذات الخيارات و المُقارنات و إن نَظرت خَلفي طالباً المُساعدة فلا أحد يُجيب لأن لا أحد خلفي أساساً و هذه هي الوِحدة القاتِلة التي أتحدث عَنها 

أضع أمالي جميعها على الجنرال كَسَندٍ لي في هذه الحياة و رغم كُل ما حَصل ما زِلت أعتبره مَسكناً أمناً لي و ما زال صَدره الدافئ هو مَوطني و الى حيث أنتمي

" لا أعلم إن كانت هذه الكلمة قد تُصلح حِطام قَلبك فأنا لم أستخدمها سابقاً لكنني أسفٌ على أذيتي لك و أسِفٌ على ما سببته  لك مِن جُروحٍ قد لا تُشفى و أسِفٌ لك و لنفسي أيضاً لأنك لا تَثق بحبي و هِيامي بك"

" كيف لي أن أثق جيمين و أنت لا تُفكر سِوى في الانتقام ، لِمَ لم تُخبرني حينها عن ما يجول داخل رأسك ؟"

أخفضت رأسي و ابتسمت ساخراً على سؤاله

" ماللذي أُخبرك به ؟ أنني أرغب بقتل والدك و استعادة حقي و حق عائلتي الذي سَلبَه ، رغبت دوماً باخبارك لكنه والدك يونغي بالتأكيد ستمنعني عن فعل ذلك "

" أمنعك ؟ و أنا اللذي كُنت أعلم بجميع أفعالك ، الرسائل و هانس و مَقتل صوفيا و ذلك الشاب المَدعو جين و لِقاءاتك المُتكررة مَعه بجانب الكَنيسة بعد مُنتصف الليل "

وَسعت عيناي من ذِكره لجميع ما كُنت أخفيه عنه
" لكن كيف؟"

" أتظن بأن رِسالة آلفريد هي من كَشَفت أفعالك؟ لا صغيري لقد كُنت على عِلمٍ بكل خُطوةٍ تَخطوها داخل القصر أو خَارجه و على الرغم من كُل هذا لم أمنعك بل سَمحت لك بفعل ما تَشاء
و حتى أنني دَعمتك في الخفاء ، عامَلتك بِلُطف شديد و أظهرت لك كُرهي للحزب النازي و أنني مِثلك مُجبرٌ على الكثير ، مَهدت لك الطَريق كي تُخبرني برغبتك الحقيقية و السِر خَلف كُل أفعال التجسس الواضحة هذه "

آنجِيلوس١٩٤٠ || YMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن