-٢٤- ليلة موسِيقية قَصِيرة

Depuis le début
                                    

" لا تبكي و تُرهق نفسك أنا أرجوك تايهيونغ ، لا تتشائم و تستنج أموراً قد تكون واهية ، ألم تتعب عيناك و يَجف دمعها من كثرة البُكاء "

قال لي جونغكوك و هو يتقدم نحوي و يجلس على رُكبتيه أمامي ، رفع يده و مَسح دموعي و أثارها على وجنتي ليبقى وجهي عابساً و ينذر بأنني قد أبكي في أي لحظة

" أخطأت في حَقه و لم أعطيه من الحب سِوى القليل ، رَغبت بالحفاظ عليه لكن بسببي انفعالي و تَسرعي خَسِرته "

" لِمَ تُلقي اللوم على نَفسك دوماً تايهيونغ فما عساك بفاعل إن تم كَشف أخاك و خُططه من قبل الجنرال ، أنت لا شأن لك "

أخفضت رأسي و ابتسمت بأسى فلا أحد يعرف هذه الحقيقة سِواي ، حَقيقة أنني من سَلَم رِسالة آلفريد للجنرال ، حقيقة أنني كُنت خائناً لأخي و لم أحفظ سِره

و في ذات الوقت جَرحت يونغي الذي لم أعرف بأن ما يجمعه هو و جيمين أكبر من مجرد عازفٍ وسيده بكثير و لم أعلم بأن مشاعره حَقيقة و جياشة الى ذلك الحد و أنا بِكل بساطة أعطيته رِسالةً تُمزق قَلبه

كُنت لَئيماً بحقهما و حَولت سعادتهما الى جحيمٍ مؤلم ، أنا أرغب و أتمنى رؤيتهما مُجدداً لكنني لا أستطيع

و لا يتسنى لي سوى الاستماع لكلمات جونغكوك المُهَدِئة و التي تُساعدني على تجاوز هذه الأيام العَصيبة

" جيمين لم يكن حَذراً يا صغيري بل كان مُتهوراً و نسبة اكتشاف افعاله كانت كبيرة جداً ، بالإضافة الى أن الانتقام قد أعمى عيناه ، لقد اعتبرني واعتبر نامجون و هوسوك أعداءً له ، كان يعتقد بأن ما يفعله هو الصحيح فقط "

أمسك جونغكوك بيدي و همسَ بكلماته بينما ينظر داخل عيناي مُباشرةً

زَممتُ شفتاي و نَفيت له

" بل كان يتألم ، لقد كُسرت أجنحته حين كان يُراقب عذابنا من بعيد ، أتعلم كم كان الصُراخ عالياً آنذاك و الجميع يُنادي جيمين و جيمين و لكنه كان عاجزاً و مُقيداً بين أيادي الجنود ، لم يستطع اغلاق عينيه و في كُل مرة حاول إبعاد نَظره كانوا يجبرونه على الرؤية ، أنا كُنت أصرخ باسمه أيضاً حينها و كنت مُقيداً مثله لكن بشكلٍ مُختلف ، أنا و جيمين فقدنا أرواحنا برفقة عائلتنا في ذلك اليوم و ما تراه مِنا الأن ليست سِوى أجسادٌ تمشي بِلا رُوح "

حُضنٌ دافئ قَدمه لي جونغكوك بعد انتهائي من حديثي و سردي لذكرياتي الحزينة

مُحاوطته لجسدي بين ذراعيه كان كافياً ليجعلني ساكِناً و مُطمَئِناً في هذه اللحظة على الأقل لذا تّشبثت به أكثر و بحثت عن المزيد مِن الدِفئ لعلي أزيح التّكهُنات السيئة عن ذِهني

آنجِيلوس١٩٤٠ || YMOù les histoires vivent. Découvrez maintenant