-٢١- مُوسِيقى الأُورغن الشَهيرة

Start from the beginning
                                    

تنهد و نظر لي ثم أعاد نظر للحقيبة ، كان متوتراً و يبدو بأنه لا يثق بخطتي التالية لكن لا بأس ، المُهم هو أن تَصل هذه الرَسائل الى مَكانها الصَحيح

" لِمَ تفعل هذا فجأة جيمين ؟"

شَتت أنظاري و بهمسٍ شِبه مَسموع أجبته

" أشعر بأن الجِنرال سيكتشف أمري قريباً ، نحن نقترب الى النهاية لذا ستكون هذه أخر مُهِمةٍ لي "

" تَشعر بالخطر من جِهته و ما زِلت في منزله ، تَصرفاتك تُربكني جيمين "

كُنت على وشك إجابته لكن هَمساً بعيداً أوقفني ، وسعت عيناي وأضطربت أنفاسي عندما مَيَزتُ صوت الجنرال من بين هذه الهمسات

" أرحل بسرعة أو اختَبئ في مكانٍ ما "

قُلت له ثم التفت بِسُرعة و سَلكتُ الطريق الى الباب الخلفي حيث القبو الذي يضع فيه الجنرال زُجاجات النبيذ خاصته

استعجلتُ خُطواتي قبل أن يدخل الجنرال الى المنزل ، و من شِدة توتري لم أنتبه لِصَف الزجاجات أمامي حتى تَعثرت بها و شظاياها أصابت باطن كَفي و رُكبتي

اختلاط المَشروب الكُحولي مع جُرحي كان مؤلِماً للغاية و لا أستطيع الصراخ حِفاظاً على نَفسي

أخفيت يدي الدَامية داخل جَيب سُترتي ثم عُدُت للمشي بِسرعة حتى أصل الى الُغرفة أو أي جُزءٍ من المنزل قبل وصوله

شعرت بالرطوبة على يدي و عَلِمت بأنها تَنزِف بِشدة و كأن هذا ما كان يَنقصني

عِند إمساكي لِمقبض باب الغُرفة فُتِح باب المَنزل لأزفِرَ براحة

خلت على عجل و تمددت أسفل الغِطاء مُغمِضاً عيناي و أستمع لصوت الخطوات البطيئة  تَقترب من الغُرفة

أعطيت الباب ظهري و أغمضت عيناي حال دُخوله الغُرفة و خبأت كفي أكثر مُتَمَنياً عدم مُلاحظته

موسيقى الأورغِن للعازف يوهان باخ المُرعبة و التي تُدعى توكاتا و فوغ كانت تُعزف داخل رأسي مع مرور اللحظات

كُتمت أنفاسي المُضطربة و الألم الناتج عن اللسعات الخَفيفة في كَفي و لكن ما لم أستطع التَحكم به هو نَبضات قلبي العنيفة و التي أخشى وضوحها أمام الجنرال

شَعرتُ بجسدٍ يقف بجانب السرير مِن جهة نومي ، أتظاهر و أتظاهر و أدعو في داخلي أن لا يكون تَظاهري سيئاً و سهل الانكشاف

آنجِيلوس١٩٤٠ || YMWhere stories live. Discover now