تنهد و نظر لي ثم أعاد نظر للحقيبة ، كان متوتراً و يبدو بأنه لا يثق بخطتي التالية لكن لا بأس ، المُهم هو أن تَصل هذه الرَسائل الى مَكانها الصَحيح
" لِمَ تفعل هذا فجأة جيمين ؟"
شَتت أنظاري و بهمسٍ شِبه مَسموع أجبته
" أشعر بأن الجِنرال سيكتشف أمري قريباً ، نحن نقترب الى النهاية لذا ستكون هذه أخر مُهِمةٍ لي "
" تَشعر بالخطر من جِهته و ما زِلت في منزله ، تَصرفاتك تُربكني جيمين "
كُنت على وشك إجابته لكن هَمساً بعيداً أوقفني ، وسعت عيناي وأضطربت أنفاسي عندما مَيَزتُ صوت الجنرال من بين هذه الهمسات
" أرحل بسرعة أو اختَبئ في مكانٍ ما "
قُلت له ثم التفت بِسُرعة و سَلكتُ الطريق الى الباب الخلفي حيث القبو الذي يضع فيه الجنرال زُجاجات النبيذ خاصته
استعجلتُ خُطواتي قبل أن يدخل الجنرال الى المنزل ، و من شِدة توتري لم أنتبه لِصَف الزجاجات أمامي حتى تَعثرت بها و شظاياها أصابت باطن كَفي و رُكبتي
اختلاط المَشروب الكُحولي مع جُرحي كان مؤلِماً للغاية و لا أستطيع الصراخ حِفاظاً على نَفسي
أخفيت يدي الدَامية داخل جَيب سُترتي ثم عُدُت للمشي بِسرعة حتى أصل الى الُغرفة أو أي جُزءٍ من المنزل قبل وصوله
شعرت بالرطوبة على يدي و عَلِمت بأنها تَنزِف بِشدة و كأن هذا ما كان يَنقصني
عِند إمساكي لِمقبض باب الغُرفة فُتِح باب المَنزل لأزفِرَ براحة
خلت على عجل و تمددت أسفل الغِطاء مُغمِضاً عيناي و أستمع لصوت الخطوات البطيئة تَقترب من الغُرفة
أعطيت الباب ظهري و أغمضت عيناي حال دُخوله الغُرفة و خبأت كفي أكثر مُتَمَنياً عدم مُلاحظته
موسيقى الأورغِن للعازف يوهان باخ المُرعبة و التي تُدعى توكاتا و فوغ كانت تُعزف داخل رأسي مع مرور اللحظات
كُتمت أنفاسي المُضطربة و الألم الناتج عن اللسعات الخَفيفة في كَفي و لكن ما لم أستطع التَحكم به هو نَبضات قلبي العنيفة و التي أخشى وضوحها أمام الجنرال
شَعرتُ بجسدٍ يقف بجانب السرير مِن جهة نومي ، أتظاهر و أتظاهر و أدعو في داخلي أن لا يكون تَظاهري سيئاً و سهل الانكشاف
YOU ARE READING
آنجِيلوس١٩٤٠ || YM
Fanfictionكُنت على عِلمٍ في البداية بأن خُطاي في هذا الطريق ستقودني لِنهاية مَسدودة و جهودي في صُنعِ حياةٍ خالية من الألم ستذهب هباء الريح لكني حاولت أقلاً و اكتشفت أن الراحة لم تُخلق لأمثالي لذا توقفت عن الكِفاح و قررت الجلوس ساكناً مُنتظراً أجلي آنجيلوس عام...
-٢١- مُوسِيقى الأُورغن الشَهيرة
Start from the beginning