-٢٠- السُوناتا التَاسِعة و الخَمسُون

Start from the beginning
                                    

تم احراق المؤسسة المسؤولة عن إنتاج هذه الجريدة بعد انتشار هذا المقال في كل مكان و كم أجده مُضحكاً بأن فِكرة توعية الناس على حقوقهم كانت تُرعبهم

و لكن و بعد مَعرفتي بالجنرال اكتشفت بأن لِكل قاعِدةٍ شواذ

فأنا و بِكل بساطة أستطيعُ رَبط الحُب و الحُرية سوياً

مثلاً قُيود الجِنرال حولي
هي قيودٌ ليست بصالحةٍ لِلإستعمال أو بِمعنى أخر انا أشعُر بالحرية أثناء مُمارستي للحِب معه و برفقته

على الرُغم من عَدم وجود كلماتٍ صَريحة قد أدلينا بِها و على الرُغم مِن أن الكلِمات المَعسولة البَسيطة هي كُل ما تفوهنا به الا أنني أعتبر أن ما أُشّارك الجِنِرال بهِ هو حُباً عميقاً و مفردة جديدة للحُرية

فَحُبي لِلجنرال آلبير ليس سِجناً بل هو الحرية و مَنفَسِي بحد ذاته ...

قبل عِدة أيام أرسلتُ خِطاباً الى جونغكوك أخبره فيه عن مكاني الحالي و عن ضَرورة لِقائي به فأنا أحتاج مُساعدة أحد رِجاله في خِطتي القادمة

و مازلت حتى الأن أنتظرُ قُدومه الذي أتمنى بأنه لن يطول كَثيراً

الجنرال في إجازةٍ لمدة شهرٍ كامل لذا يجب أن أستغل غيابه عن الاجتماعات الحزبية و التي ستتحول لبحرِ دِماءٍ في ما بعد
كما أتمنى ..

.

لأول مرةٍ مُنذ مدة أعزف لحناً سعيداً بل ربما هذه مرتي الأولى على الإطلاق

لطالما تجنبت عَزف معزوفات فرانس هايدن بسبب إتِباعهِ لِلأُسلوب السعيد و المُبهج إلا أنني اليوم إنتابني شعورٌ و رَغبة كبيرة بِعزف ألحانه و السوناتا التاسعة و الخَمسون كانت خياري لهذا اليوم

آلبير و بعد إصرارٍ كبيرٍ مني قد أحضر لي هذا البيانو البُني
و الذي يُعد من أكبر أعداء الجِنرال الذي يغار من اهتمامي بالعَزف أكثر منه

إيثان كان مَشغولاً بِقراءة أحد كُتبه في غُرفته

و جمهوري و مُستَمِعي المعتاد لهذا اليوم هو مَحبوبي الجنرال الذي كان شارداً اليوم بشكلٍ غريب و أثار اهتمامي

" ما بك؟"

رفعت أنظاري له لثوانٍ و سألته عن سبب حاله ثم أعد أنظاري الى مفاتيح البيانو البيضاء و السَوداء

تنفس بِعمقٍ حين استفاقَ من شروده ثم فرك وجهه بكفيه مُتنهداً

" أسَمِعت بعملية الليلِ و الضَباب؟"

آنجِيلوس١٩٤٠ || YMWhere stories live. Discover now