الجزء الثاني «الفصل الخامس»

Start from the beginning
                                    

وضعت يدها على فاها..ثم قالت بدهشة مصطنعة..

-Oh My God

وعلى حين غُرة إلتفت ذلك الوحش الكاسر..وعينا تُطلقان الشرر..وأخيراً إستطاعت قدماه التحرك..وإلتهمت خطواته الأرض إلتهاماً..تفاجأت دينا من قدومه..وتذبذبت عيناها عندما رأت تلك النظرة المخيفة في حدقتيه..ينظر لها بغضب عارم..أمسك خصلات شعرها بقسوة بالغة..ثم هدر بعنف

-جوز مين يا بنت الـ****..جوز مين يا ****..

جحظت عينا فريدة بشدة..ولكنها تيبست في مكانها..بينما تأوهت دينا بشدة

-ااااه...سيب شعري يا مالك
-نطق من بين أسنانه..ثم قبض على فكها بقوة كاد أن يُهشمه بيداه:
-‏_شعرك!!..ورحمة  جدي يا أقذر ما خلقه ربنا لو ما مشيتي دلوقتي لاكون مقطعك وراميكي لكلاب السكك..

ثم دفعها بحدة..إرتدت على إثرها إلى الخلف وسقطت فوق الأريكة..أمسكت فكها بألم ..ثم ضحكت وقالت بنبرة ماكرة

-إيه خايف تقول قدام مراتك إننا متجوزين!!..ولا الأيام اللي قضيناها سوا!!..

نهضت ثم أمسكت ياقة قميصه بدلال..وقالت بهمس شيطاني..

-نسيت أول مرة بوستني فيها..ولا اول ليلة ما بينا

وصل إلى مسامع فريدة ما ألقته تلك الحية..لتفغر فاها من الصدمة..وتجحظ عيناها من فرط الدهشة..أما مالك..فلا داعي لذكر ما هو عليه الآن..وجهه خالي من التعابير..ولكن عيناه..تباً..تحولت إلى سواد..سواد يُغلفه ظلام دامس..ترقبت دينا ما هو رد فعله..وليتها لم تفعل..باغتها بصفعة مدوية

وضعت فريدة يدها على فاها..تكتم شهقتها..ولكنه لم يتوقف عند ذلك الحد..صفعة..فصفعة..وأخرى..يده تلطمها بلا هوادة..تتبادل يداه على وجنتيها..لا يرحم ولا يهدأ..ويداه تنزلان بقسوة وأكثر قسوة مما سبقتها..تحركت فريدة سريعاً تُمسك يده..فـ إن لم تمنعه سيقتلها..أمسكت يده فكاد أن يصفعها هى الأخرى..شهقت..فتراجع..تلك اللحظة لم تعرف مالك..تحول إلى وحش وكأنها لم تعش معه مُطلقاً..قالت بصوت مبحوح

-دا أنا يا مالك إهدى..

نظر مالك لتلك القابعة تضع كِلتا يدها على وجنتها..الدماء تسيل من أنفها وفمها..ولكن ذلك لم يمنع تسلل إبتسامة إلى شفتيها..نظر لها مالك بنارية وقال بقتامة

-لو عندك ذرة عقل..إمشي يا ****..

نهضت وهى تبتسم بخبث..ثم قالت بصوت يملؤه الدلال

-همشي بس أكيد هنتقابل..يلا باي باي يا بيبي..

ثم رحلت..نظرت فريدة إلى مالك دون نبس كلمة..أزاح يدها عنه..ثم أخذ مفاتيحه وخرج.......

نظرت فريدة في الفراغ الذي خلفه ورائ مالك..وهى لا تزال واقفة..تذكرت مُنذ دقائق..عندما كاد يصفعها..تذكرت ملامحه..كانت سوادء بشدة..وعيناه تمتلأ بالظلام..أختفت ملامح معشوقها..وظهر شخص..لا ليس شخص بل وحش..تحولت ملامحه..ولم تستطع التعرف عليه..جلست على الأريكة..ثم حدقت بتلك الويثقة..حدثت نفسها قائلة

"ضريبة عشقها" Where stories live. Discover now