مراجعة نقدية "لا جثة، لا جريمة"

53 4 10
                                    

نقد قِصة قصيرة: لا جثة، لا جريمة.
للكاتبة:  theskeletonpetra

تَمتعت القِصة بِتشويقٍ يَجعل من يقرأ يُنهي العمل في جَلسةٍ واحدة لِحماسه، ولاستمتاعهِ بِاللغة والسرد، والذان سيكونَانِ الضَيف السائد هاهُنا في النَقد.

- اللغة:

كانت بسيطة غير مُعقدة لِلقارئ، سهلةَ الفهم لِمن يُريد أن يَنفصل عن واقعهِ، مُنغمسًا في جمال الكلمات.

لكن لاحظتُ فقط بِضع أخطاءٍ هَينةً التعديل، فكانت علامات الترقيم موضع لَبسٍ لكِ ككاتبةٍ لِلقصة، فتارة تكتبينها بِشكلٍ مُتناسقٍ مُناسبٍ لِلجمل، وتارةً لا تَضعين فصلاتٍ بين الجُمل، وتارةً لا أجد نُقطة بِنهاية الجُمل التامة.
وكانت الفصلة المنقوطة غير متواجدةٍ رَغم احتياج بعض الجمل لها!

فكانت الجُمل بِسبب خَلل الفصلات مُلتصقة بِبعضها بِشكلٍ غير مُتجانس، مُخربةً تَوصيل المَعنى بِشكلٍ أمثَل.

أيضًا علامة الترقيم تَلتصق بِما قبلها مُفترقة عن ما بعدها، لا مُفترقةً عما قبلها وبعدها كما كان عِندكِ.

وبِوصف القصة لاحظت استخدامكِ نِقاطًا أربع لا ثلاث دلالةً على الحذف وتَحفيز خيال القارئ.

لكن ذلك بَسيط، يُمكن تعديله عِند المُراجعة السريعة للفصول، وإليكِ نَبذةً عن الفصلات بِشكلٍ مُبسط:

الفاصلة (،) :

- بين الجمل المتصلة في المعنى، مثل: محمد ولد مجتهد، ولا يتكاسل أبدًا.

- بين الأقسام المختلفة للشيء الواحد، مثل: تحتوي الحقيبة على كتبٍ، وأقلامٍ، وكراساتٍ.

- بعد لفظ المنادى، مثل: يا محمد، أغلق الباب.

- بين القسم وجوابه، مثل: والله، لأقرأن القرآن.

الفاصلة المنقوطة (؛) :

تستخدم الفاصلة المنقوطة في موضع واحد فقط وهو:
بين جملتين الثانية منهما سبب الأولى أو العكس، مثل: استغفر الله؛ يغفر لك.

وشيئًا أخر لاحظته لدى الكاتبة، التفرقة بِمتى تُوضع الياء في آخر الكلمة، ومتى تُحذف وتُوضع كَسرةٌ مَحلها.
فكانت قد كتبت: (اتصالاتِ) عوضًا عن (اتصالاتي) بِوضع ياء المُتكلم.
وكِتابتها (كِتابتِ) عِوضًا عن (كِتاباتي)، فهي اسم أيضًا وتُوضع ياء المُتكلم بِلا حذفٍ.

وإليكِ القاعدة بِشكلٍ مُبسط:

- لا تتصل ياء المخاطبة بالفعل الماضي، فنكتب (قلتِ، كتبتِ) ولا يصح (قلتي، كتبتي).

- وتتصل ياء المخاطبة بفعل الأمر، وبالفعل المضارع، مِثل: (قولي، اكتبي)، (تقولين، تكتبين، تقولي، تكتبي).

- وتتصل ياء المتكلم بالاسم، مِثل: (سمائي، أرضي، ورقي).

وأيضًا النِقاط: (...)
هي علامة الحذف، أو علامة القطع، أو علامة الانقطاع، وتدل على كلام مقصوصٍ أو يدل على وجود تتمةٍ لِلجملة.

فتُكتب في الحوار:

- لتمثيل تردد.
- إشارة إلى وجود ضمني في الجملة السابقة.
- التماس خيال القارئ.
- للإشارة إلى عدم وجود رد أو تعليق.
- لتمثيل الصمت.

-وفي السرد فتُستخدم لِلدلالة عن محذوف، أو استثارة خيال القارئ وتَشويقه لِما هو قادم.

وأنصحكِ بِعمل بَحثٍ مُستفيضٍ عن علامات الترقيم حتى تُتقنيها بِلا لَبس مُستقبلًا.
___

- السَرد:

كان السرد ذُو طابِعٍ مُميزٍ بَسيط، سَلس الوَصف مَرنٌ في الانتقال مِن مكانٍ لِأخر، وكان ذلك ما تحتاجهُ حَبكة القِصة، الانتقال مِن مَشهدٍ لِآخرٍ بِسلاسةٍ تَجعل القارئ مُستمتعًا.

ولاحظت تَحسنكِ بِالسرد مُقارنةً بِبداية الفصل الأول، ونِهاية الفَصل الأخير، كان التقدم مَلحوظًا لي، جاعلًا إياي أتحمس بِداخلي لِما قد يَصل إليه سَردكِ في أعمالٍ أُخرى قادمة!
إن استمررتِ؛ أوقن بِأنكِ سَتُصبحين شيئًا مُذهلًا قريبًا جِدًا!

وأوقن أيضًا أنه إذا استفضتِ بِوصفكِ لِمشاعر الشخصيات وما تَمر بِه بِشكلٍ مُتوغلٍ مُستعينةً بِكلماتٍ بَليغة التَعبير يَجعل القارئ يَتلبس مشاعر الشخصية؛ فسيُصبح عملكِ حقًا مُذهلًا بِلا نقاش.

كذلك لن أنسى طَريقة وَصفكِ لِ(آيستي) صَديقة البطلة بِالمقهى، وَصفكِ لِملامحها وتعبيراتها جعلتني بِموضع المُستغرب المُتمتم بـِ«ذكية!»، فكانت طريقة وَصفكِ لها مُميزًا بِطريقةٍ ما، وبِشكلٍ نال إعجابي بِصدق.
___

الحبكة:

لن استطيع التحدث عنها باستفاضةٍ كونها مُقتبسةً بِالكامل مِن أغنية، لكن استطيع أن أُخبركِ أنكِ أجدتِ وَصف الأحداث بِشكلٍ مَنطقي مُتناسق، سَلس الأحداث بِلا إسهابٍ أو تَسرّع، فكانت طَريقة عرضكِ لِلفكرةٍ حَسب الحبكة مُناسبًا بِشكلٍ يجعل القارئ مُستمتعًا مُتحمسًا.

___
وخِتامًا نأتي لِلاسم والوصف والغُلاف:

فكان الاسم مُناسبًا مُشوقًا لِقراءةِ قِصته.

والوَصف كان مُحمسًا مُعبرًا عن طِيات الحبكة، جاعلًا القارئ يأخذ فِكرةً صحيحةً عن مُحتوى القِصة، فَيدلَف مُرتاح البال بِلا صَدمات مُغايرةً لِما توقعه وتَحمس لِأجله.

والغُلاف كان لا بأس بِه، مُعبرٌ إلى حَدٍ ما عن قِصته، يَحمل إيحاءً لِلجو المُحيط والسائد لِلأحداث، لكنه لم يُوحي إلي بِشيءٍ بِه قَتل، جُثث، أو انتقام، كان فقط؛ هادئًا وغامضًا.
لِذا إن استطعت تغييره بِغلافٍ يُوحي بِشيءٍ مِن الجريمة أو القتل؛ فسيكون ذَلك رائعًا.

وخِتامًا؛ أؤكد عليكِ بِرجاء مُعجبٌ لَكِ ولِسردك؛ أن تَستمري بِكتابة أشياءٍ تَستَقصد السرد البَليغ، فـمشاعر الفَخر التي راودتني عِندما أنهيت القِصة وتطور سَردها الملحوظ لي يَرُن بِأذني هامسًا لي بِأنكِ ستُصبحين شيئًا عظيمًا.

وأخيرًا، دُمتِ في تَفرَد.

أوبالوسWhere stories live. Discover now