-٤- المَعزوفة الرَّابعة ( اختناق)

Начните с самого начала
                                    

هل لو أنني ألمانيٌ مسيحي لرأيت جمالية هذا المكان؟ أم أن السواد الذي يُغطي عيناي هو من يمنعني عن مُلاحظة الأشياء الجميلة

الحي الذي أسكن به في بولندا و رُغم فقره كان جميلاً و كيف لي نِسيان طفولتي هُناك

و لكن ما يُضحكني أكثر هو جلوسي الأن برفقة من سلبوني هذه الطفولة و هذه الحياة

الأيام و ألاعيبها و الزمن و ظروفه الذي قادني للتعاون مع أعدائي ، قادني لمُصافحتهم يداً بيد

كم أشعر بالقذارة و كم أقرف نفسي

أتساءل هل راودت هذه المشاعر رافائيل و هو يُشاهد هؤلاء القتلة كُل يوم ؟ المُجرمين اللذين أعدموا أخاه أمام أعين عائلته فقط لأنه كان مُعاقاً و لا يستطيع السير على قدميه

يؤسفني يا صديقي إخبارك بأنني أعيش ما عايشته أنت تحديداً و كم أتمنى لو أننا الأن نضحك سوياً بينما نسير في أحياء زغورغيلتس الجميلة

كُنت في السابعة عشر حين فقدتك و كانت مرتي الأولى في مواجهة هذا الأمر و لكني الأن يا رفيقي بِتُ مُعتاداً على الفقدان و كأنه جُزءٌ لا يتجزأ مِن يومي

" آنجيلوس لقد وصلنا"

الجنرال بجانبي قاطع غرقي بالمزيد مِن الأفكار مُخبراً إياي عن وصولنا الى منزله الأساسي حيث سأسكن لمدة ثلاث سنوات

بالطبع إن استطعت الصمود دون أن يكتشف الجنرال بأنني جاسوسٌ تابعٌ لثوار اليهود

تقدمت من المدخل الرئيسي و توقفت مُشاهداً ما كُنت أعتقده منزلاً لكن تبين بأنه أكبر من ذلك بكثير

" قصر؟ حقاً؟ لا بُد بأن قِصص العصر الفِكتوري تُثير اهتمامك أيها الجنرال ، في الأمس تأتيني بعربةٍ وخيل و اليوم تأخذني لقصرٍ خيالي"

قهقه و أومأ لي
" حسناً أنت مُحق ، القصص التاريخية الملكية تستهويني و سترى ذلك في مكتبتي التي مَلَأتُها بِرواياتٍ مِن هذا النوع"

سبقني هو في المشي لألحق به راغباً بالسير بجانبه لكن السيد سِباستيان أوقفني
" لا يجب عليك الوقوف الى جانب السيد آلبير، فالتدع مساحةً بينكما دوماً"

رفعت حاجبي و ابتسمت بسخرية
" فالتِملي هذه الأوامر على الخدم ، أنا عازف و أسير حيث يحلو لي حسناً ؟ و السيد آلبير ليس ملكاً بل جنرال "

لطالما كَرهت أن يُلقي أحدهم بالأوامر ، نبرة السيد سِباستيان تملؤها الخضوع لكنني لست كذلك

آنجِيلوس١٩٤٠ || YMМесто, где живут истории. Откройте их для себя