In Another World《H.S》

بداية

كل شخص منا يظن أن حياته اقسی من غيره ويتمنى أن يعيش حياة تشبه حياة صديقه أو قريبه أو أي شخص .. نحن لا نعلم مدى القسوة التي يعيشها غيرنا ، أومن تماما بأن كل شخص علی وجه الكرة الأرضية يشعر بنفس الشعور بنفس الألم بنفس السعادة لكن بمواقف مختلفة وأماكن مختلفة و مع أشخاص مختلفين أومن تماما أن كل شخص به نوع من الطيبة مهما كان هذا الشخص سارق قاتل أو حاكم ظالم ، السارق ما كان ليصبح سارق لو حصل علی الطعام الذي يشبعه أو الملابس التي تدفئ روحه أو السكن الذي يحميه كلنا نكره من يسرق و يقتل و يظلم لا أحد يفكر لماذا لماذا يفعل الشخص شيء سيء مع أنه يعلم تماما انه سيء لماذا لا نحاول أن نعامل غيرنا بقليل من الرحمة والمحبة لماذا لا نحاول حل كل المشاكل بالحب مثلاً .. إن كل شخص يحتاج الی الحب .. الحب يغيرنا يغير الكره و القسوة يعيد لنا طفولتنا يجعلنا كاطفال نجري بين العشب الأخضر يجعل لمرارة الحياة طعماً حلواً يجعلنا نرقص بدون لحن .. ربما لو علمنا كم يعاني غيرنا ربما سنفهم كم نحن سطحيون لو علمنا أن البعض يحاول فقط أن يستمر بالحياة وان يقاوم الجوع والألم و البرد و القذارة و الضرب فقط ليعيش ما كان فكر أحد بالانتحار فقط لأن شخص يحبه تركه أو أنه تعرض للخيانة .. كم أصبح الناس سطحيون أصبحوا يعتبرون الشخص الذي يمسك كتابا في يده إنسانا قديم الطراز والذي يسمع الموسيقى الكلاسيكية أيضاً قديم الطراز و الذي يقوم بسماع الموسيقى او قراءة الكتب يكون شخصا تافها و منبوذ أصبح الناس مختلفين أو بصيغة اخری متخلفين ، يؤذون أنفسهم و يبكون و يتصنعون المرض و يكذبون ليكسبوا قلوب الناس ليكسبوا الحب لكنهم لا يدركون فعلا أن كل الذي يكسبونه هو الشفقة فقط لا غير وان الناس عندما يكتشفون الاعيبهم سوف يعتبروهم مرضی نفسيين .. يمكن لك أن تقف عندما تسقط و أن تنجح بعد أن ترسب و أن تنجوا من الظلم و الألم فقط عندما تريد ذلك عندما تقف لتصرخ بوجه كل شخص أمامك .. عندما تصمت كثيرا و تتحمل كثيراً عندما تكون في أمس الحاجة للبكاء و تقاوم ولا تبكي أن يقال عنك ما ليس فيك و تصمت و لا تدافع عن نفسك عندما تشبه بشخص انت لا تشبهه ذلك سيجعلك اقوی سيحولك من شخص ضعيف الی شخص قوى شخص غير مبالي شخص قاسي سيتحول صمتك و دموعك التي تمنعها من النزول عندما تتحمل كل شيء و كل الآلم سوف تصرخ بأعلى صوتك "كفی ، لست عبدا عند أحد ، لا أريد ، لن أفعل ، لا يمكنك إجباري" عند إذ ستكون تخطيت مرحلة الخوف أن لكل بداية نهاية ونحن لا يمكننا أن نضع البداية إذ لم تكن هناك نهاية.. النهاية هي الهدف .. الهدف الذي نسعی ورائه لنحققه لولا وجود الهدف (النهاية) لما كان للبداية معنی .. حينما تتعرض للقسوة لا تهرب فوراً بل اصرخ و أحرق الدنيا بما فيها اجعل الجميع أمام الأمر الواقع اجعلهم يعلمون انك سإمت منهم و انك راحل بدون عودة اجعلهم يعلمون انك لم تعد خائفاً منهم "انت تستحق أكثر من ذلك" لا تنسى .