تأبّقت الغبطة منذ أزل ،أصدر حكم المؤبد على قلبي متواريا خلف حجاب دامس ، رضخت لما آلت إليه أوضاعي و رحّبت بالجنازة القائمة على رأسي ، خلت أنني سأوفّق بإخراجه غانما من كربي لكني تهورت لأخذل و أرتطم بالمزيد مما يعيق علي المُضِيَّ نحو الأمام.
راودني الكثير من عذاب النفس آخر فترة ، صاحبتني بشاعة الأحلام معكرة بذلك صفاء راحة بالي ، سوء مظهره اتخذ فسحة بمنامي مسببا لي الكثير من الصداع ، يُبَثُّ هدوء صوته بي و هو يدعي الكثير ممّ أجهله عن نفسي . مقاطعٌ لا تنجثّ عن إعادة نفسها بي مرارا بالقرب من آذاني ،جعلتني طريحة تأنيب نفسي لنفسها في عدم السعي خلف مصداق قضيته و لو قليلا.
شكوكي تفرض حالها على ساحة فكري المُرتاب فيميني يصدق باحتمالية كونه مغلوبا و شمالي يناقضه الرأي و يضمن سلامة ما التقط يومها بمكان الجرم .
برحت مكان اضطجاعي و وضّبتُ متاعي أتجهز للسفر نحو صرح العائلة بجزيرة هاينان ،عسى أن ينفعني الفراق عن بكين و أهلها فأتوقف عن الإنقياد خلف حمق ما يشغلني .
انطلقت و مُساعدي لينغ برحلة قرّرتها ألا تتعدى خمسة أيام بدءا من اليوم ،و قد قضيت قبل ذلك أمر سجيني بالإمساك عن المساس به بضرّ لحين موعد رجعتي لذرائع ما عرفت هويتها ."عين أفلت تحت سطور الغفوات و فؤاد صحى على وقع ما خلفته الهفوات "
ذلك الإنسيّ أخذ عقلي بأصليّته و لم يعبئ إن تركني متلوهة العقل أم متزنة الفكر ،فجعني في بشاشة روحي و أحالها لانصباب منتظم على خدي الأسيل ،حتى غدوتُ ممن تمكنت منهم صروف الدهر فخدشت بواطنهم و قلبت معتقداتهم.
فررت بجلدي من فوضى الخلق بالمدينة ، راجية قضاء فترة أنقه فيها ما يجول بخاطري ، لكن وجدتني أحضى بصحبة جديدة داهمت خلوتي بنفسي .
لقاء جمعني بالشخص القابع قبالتي على حين غرة ، بعدما تعطل محرك مركبته وسط الغاب بوقت المغيب . حينها قصدت حديقة الدار بغية تفقد شتلاتي الصغيرة ، لمحته يفك و يعيد تركيب تلك القطع المعدنية ببعضها دون أن يأتي الأمر بنتيجة ، عرضت عليه المساعدة بيد أنه اعترض بحجة علو كبريائه ، لم يدم الأمر طويلا حتى أوكلت لينغ أمر التكفل باستضافته و تقديم وجبة دافئة له ، حتى و إن كان دخيلا فنحن قد خلقنا من صلب وطن واحد و الإتسام بالإنسانية تظهر براعمه في مواقف مشابهة."إذا آنسة جين ، أرى أنك تبدين اهتماما بالزراعة؟ "
تكلم برزانة مخرجا عقلي من الضوضاء التي اجتاحته ، هززت رأسي مؤكدة سؤاله لأرجع لسكوني المعتاد.تنحيت بكُلّي مهاجرة نحو الإنزواء بنفسي و قد أيدت خطى ضمور الإئتمان بظواهر البشر المرصعة بالكمال . كل نفس تتوارى خلف ستار نسج بخيوط أصيلة من علو الشأن الزائل بعد أول تلامس له مع خبث الذات . بالرغم من معتقدي هذا إلا أنني أرى بهذا الغريب خيرا ، لين نظراته يدحض تبني معنى الخيانة بداخله ، حشمته و تروّيه في التفكير أعطيانه وقارا نمى بمقلتي و نمق بصري تجاهه ، راعتني طريقة تناوله للأمور من كل جانب كأنه حكيم مخضرم أردى عن السبعين .
لستُ أعد محاسنه فهو ليس بقريب مني لكني عهدته أنيسا جديدا عرض علي مقدارا ضئيلا مم يضيّق على صدره لأكتشف أنني و إياه نشترك في كم وفير من وجع الأسقام التي ما رأفت و لا رحمت قلة حيلتنا ."أنا أيضا من هواة الإعتناء بالزرع ، و خاصة الورود على أصنافها"
استرسل مزينا ثغره بخط ابتسامة ودودة ، قابلته بالمثل ثم استقمت بصدد الإنصراف لغرفتي .
"سيد شين باي، أرجو أن تنال قسطا من الراحة ، إذا لزمك شيء يمكنك طلبه من لينغ في أي وقت . طابت ليلتك"
انحنيت بأدب تاركة إياه يستريح بالصالة .
أنت تقرأ
أَصْفَاد بكين
Fanfictionو ما كان بين يديْها إلاَّ سَقيم النُّهى ، يَبتسِل لها طوعًا و تُسايره كُرهًا . أظَلمْتُكَ كثيرًا؟" "لا ، على العَكس ! تَأسَّلْتِ بالفاروق " ■ زانغ ييشينغ. ■ لي واي جين . ذات فصول قصيرة . كل الحقوق تعود لي ككاتبة أصلية للقصة.