الفصل الثامن عشر: بشرى

190 55 16
                                    

بعد أن سمع كلا من حسام ولبنى ذلك الكلام الذي وقع على آذانهما كصوت الرعد يصمها من قوته، نظرا إليه لدقيقة وهما لا يستطيعان استيعاب ما تفوه به إبراهيم وبخاصة حسام الذي أخذ يضحك بقوة بعد تلك الدقيقة وهو يقول:

هههههههههههههههههههه لا حلوة منك بجد والله يا إبراهيم بيه ههههههههههههههههههه.

ثم هدأ من نوبة الضحك تلك وأكمل قائلا في سخرية:

آه وعرفت تحبكها إزاي بقى ومين ساعدك يا والدي العزيز؟

فأمسك إبراهيم يده وهو يقول في ارتباك:

لا يا حسام أنا....

فنفض حسام يده بعنف وهو يقول في غضب عارم:

أنت إييييييييييه هاا إييييييييييه قول لي جيبت الجبروت إللي إنت فيه ده منيييييييييين قوووووووووول.

ثم أكمل قائلا في قهر:

أنت إزاي قلبك قاسي للدرجة دي مش فاهم والله، هو علشان أنا قلت أني مش حاسس برجلي يبقى خلاص مش هأمشي عليها، طب إزاي قدرت تقولها لي عادي كدة زي ما تكون بتقول لي مثلا أني هأروح أنام، والله أنا ما فاهم إيه مشكلتك معايا بالظبط، ولا صحيح ما هو أنت مش معتبرني ابنك أساسا وكل حاجة عندك لازم تكون لسيف بس، مش كدة ولا أنا غلطان يا بابا؟

قال آخر كلماته في تهكم واضح جعل إبراهيم لا يستطيع أن يرد عليه، ولكنه حتى إذا أراد ذلك فحسام لم يعطه الفرصة قط، حيث أنه ضغط على ذلك الزر الموضوع أعلى الفراش وهو يقول في إصرار:

دلوقتي الدكتور هييجي وهنشوف إيه الحكاية.

وبعد قليل حضرت إحدى الممرضات بسرعة إلى الغرفة، وقبل أن تتفوه بأي حرف قال هو بلهجة غير قابلة للنقاش:

أنا عايز دلوقتي حالا أشوف الدكتور المسؤول عن حالتي.

عند يزن كان قد ذهب هو وعايدة إلى الغرفة التي تنام بها ميرا والتي استيقظت للتو، فأسرعت إليها عايدة وهي تقول في حنان:

ميرا حبيبتي أنت كويسة؟

فقالت ميرا في هدوء مريب دون أن تنظر إليها:

علا فين أنا عاوزة علا.

فقال يزن في هدوء وبسرعة لكي ينقذ عايدة من ذلك الموقف العصيب:

علا هتشوفيها النهار ده بالليل إن شاء الله.

ثم أكمل قائلا في حماس:

إيه رأيك لحد ما الليل ييجي ونشوفها نخرج ونتمشى في الجنينة علشان أنا بصراحة زهقت من جو الأوضة الكئيب ده وعايز أجري.

تحمست ميرا لتلك الفكرة كثيرا ومن ثم هبت مسرعة من فراشها وهي تتجه نحو الباب، فتبعاها حتى خرجوا إلى الحديقة.

نعم أنت حبيبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن