نعم أنت حبيبي

الفصل السادس: اختفاء

بعد ست ساعات قضتها كلا من علا وميرا في ترتيب البيت أكثر من مرة بسبب عايدة التي كانت تقف لهما بالمرصاد، جلستا تستريحان بعد ذلك العناء ثم قالت ميرا في إجهاد وتعب بسبب ما فعلته عايدة بها وبعلا:

آاااااااااااااااه يا ظهريييي، آااااااااااه يا رجليييييييييي، آاااااااااااه يا كليييييييييييييي يلي الولية المفترية دي ما رحمتكش آااااااااااااااااااااه، ربنا يساااااااااامحك يا عاااااااااايدة على اللي عملتييييييييييه فيييينااااااااا.

ثم قالت في نبرة باكية:

حرام عليكي والله يا ماما، ضيعتي عليا الخروجة مع ريهام وزهرة ولُجَين.

فقالت عايدة وهي تنظر إليها في شماتة:

لا يا أختي الخروجة ما ضاعتش ولا حاجة.

فقالت ميرا في غيظ من تصرفات والدتها:

لا والله ما ضاعتش إزاي بقى إن شاء الله وأنت مشقياني من الصبح أنا والبت علا الغلبانة دي، وهما زمانهم قربوا يرجعوا خلاص.

فقالت عايدة في برود:

بصي وراكي وأنت هتفهمي أنا بأقول لك كدة ليه.

توترت ميرا قليلا بسبب ذلك البرود الظاهر على وجه عايدة، ولكنها قررت بعد لحظات أن تنظر خلفها، فلما التفتت ألجمتها الصدمة مما رأت، وبلا وعي قالت:

هو أنتوا مين؟

غبيييي والله العظيم غبي يا حسام، حد يعمل إللي أنت عملته ده؟ حد يرفض فرصة زي دي وهي إللي جاية له لحد عنده؟ ابقى قابلني بقى لو فكر يعبرك تاني بسبب غباءك يا متخلف.

ذلك ما قاله المجهول لحسام في غضب بعد أن قص عليه الحوار الذي دار بينه وبين والده منذ ساعات:

منذ أربع ساعات تقريبا:

جلس حسام بجانب إبراهيم ثم قال في توتر حاول أن يخفيه:

خير يا بابا حضرتك كنت عاوزني في إيه؟

صمت إبراهيم قليلا ثم أجابه قائلا بعد أن تنهد بعمق:

شوف يا حسام، أنت عارف كويس أوي أن إللي باقي في عمري مش قد إللي راح، وما حدش عارف حياته هتخلص أي متى, علشان كدة أنا قررت قرار.

نظر إليه حسام في اهتمام وهو يفكر في ذلك القرار الذي لا يعرفه حتى الآن وماذا يمكن أن يكون و....

قاطع استرسال أفكاره صوت إبراهيم وهو يقول في حزن:

أنا عارف أنك مستهتر، بس عارف كمان أنك قاصد تكون كدة لغرض أنت وبس إللي تعرفه، بس رغم كدة أنا كتبت لك كل أملاكي باسمك: القصر إللي إحنا عايشين فيه والشركة بتاعتنا بكل فروعها وممتلكات تانية ما تعرفش عنهم حاجة، كل ده ليك أنت، بس أكيد طبعا أنت مش هتظلم سيف وهدير وأحلام صح ولا إيه؟