PART _2_

7K 234 62
                                    

أوصل يونغي الفتى اللطيف الذي قابله صباحا إلى صفه ثم إتجه إلى السطح و رمى بحقيبته على الأرض ثم إستلقى بجانبها و أغمض عينيه.
إستنشق بعض الهواء النقي و ملأ رئتيه بالكثير منه.

هو فقط يشعر بالتعب...
بالإرهاق...
بالغضب...
بالحزن...
و بالنعاس كذلك....

منذ عودته إلى البيت يوم أمس، هو بدأ بإعداد العشاء لأبيه و حين إنتهى بدأ بتنظيف البيت أو بالأحرى القصر بأكمله لوحده حتى ساعة متأخرة جدا ربما الرابعة صباحا... ذلك لكبر القصر و إرهاقه الشديد.
قام بكل شيء على أكمل وجه حتى...
حتى إنتهى من غسل الصحون، هو و بغير قصد جراء نعاسه الشديد أوقع إحدى الأطباق.

و بالطبع فوالده إستيقظ...
و لإستيقاظه فلن يغفر له ذلك و لن يرحمه... أبدا...
هو دخل على الولد ممسكا بحزامه و بدون أي مقدمات فهو شد شعره و دفعه على الجدار بزاوية المطبخ و بدأ بجلده...
دون السماح له بالتبرير...
و لا الدفاع عن نفسه...
و لا حتى البكاء بعدها...

جلدة تلو الأخرى، بسرعة و بلا توقف حتى إنقطعت أنفاس والده و بدأ يلهث.
حتى إنسلخ جلد يونغي من شدة الجلد عليه.

أبوه طبعا لم يكتفي بذلك القدر بل رمى كل الصحون و الكؤوس التي وجدت أمامه على إبنه....أو بالأصح فهو كسرها عليه واحدة تلو الأخرى حتى إمتلأ جسده بالجروح و أخيرا هو أمره بأن ينظفها بيديه فقط...
دون الإستعانة بأي شيء آخر...

و من هناك والده عاد لسريره الدافء و غط بنوم عميق كأنه لم يفعل شيئا بينما بدأت رحلة عذاب أخرى ليونغي بتنظيف الزجاج المكسور و الحاد... بيدين عاريتين...

و في تمام السادسة صباحا هو إستحم و ضمد جروحه بنفسه ثم إرتدى زيه المدرسي و إنطلق للمدرسة... كأن شيئا لم يكن أو حدث...

و هاهو الآن مستلق على السطح يحدق في الفراغ، رفع يديه إلى الأعلى و نزع القفازات أولا و الضمادات أسفلها تاليا...
بدأ بتأمل يديه المجروحتين بشدة...
كانتا مخيفتين له كثيرا...
لونها لم يكن يوما حليبيا كما عرفها، مؤخرا لونها يندرج من الأحمر القاتم إلى الأزرق المائل للبنفسجي.... ذلك ناهيك عن الجروح التي تشفى أحداها لتنوب عنها عشرة أخرى غيرها.

زفر الهواء بخفة و أعاد القفازات بعد رمي الضمادات في الهواء....هو فضل الألم الفظيع الذي تسببه القفازات عند إرتدائها على أن ينظر لحظة واحدة إلى يديه.

رن الجرس معلنا عن إنتهاء الحصة الأولى من اليوم المدرسي الذي سيقضيه حتما على السطح ككل يوم طبعا.
هو لا يخرج من البيت إلا للمدرسة، فلما عليه أن يقيد نفسه بالدروس و الحصص و الأساتذة و الواجبات؟ ... هو و إن لم يستغل الساعات القليلة التي يمكنه فيها الإستمتاع بنور الشمس و نسمات الهواء المراقصة لخصلات شعره الحريري فسيكون حتما شخصا غبيا و للغاية.

DON'T TOUCH HIM || ⲠYG || {ⲦⲎⲈ VIⲤⲦⲒⲠ}✔ Where stories live. Discover now