أظهر لنا لينوكس و ريكاردو صورة الإخوة المسالمين بدون شجار واحد ، ولقد كان يوماً مثالياً بعيداً عن الفراق في المستقبل .
'غداً ، سيكون من الصعب رؤية الإثنان لعدة سنوات .'
إنهم إخوتي الأعزاء اللذين قبلوني كأخت حقيقية لهم و أصبحوا أحد أفراد أسرتي .
على الرغم من أننا سننفصل لبعض الوقت فقط ، إلا أننا لم نفترق أبداً لفترة طويلة لذا غلبنا الإكتئاب .
'لا أستطيع النوم .'
حاولت التقلب كثيراً في السرير لكنني لم أستطع النوم لأن لدىّ الكثير من الأفكار .
'يجب أن أشرب كوباً من الحليب الدافئ .'
قمت بحذر حتى لا أوقف كيكي الذي كان نائماً و نهضت من الفراش و خرجت من الغرفة .
أومأت رأسي بشكل مرضي و أنا أنتظر إلى الباب المغلق بصمت ثم نزلت إلى غرفة المعيشة في الطابق السفلي .
عندما وصلت إلى غرفة المعيشة كان هناك شخص يجلس على الأريكة .
"دافني ، ألم تنامي ؟"
ابتسم لينوكس و استقبلني .
"هاه ؟ دافني ، ألم تنامي بعد ؟"
ربما لم يكن وحده ، خرج ريكاردو من المطبخ .
عندما رأيت دخاناً دافئاً يتصاعد من الأكواب بدى لي أن كلاهما لم يستطيعا النوم أيضاً .
أومأت برأسي و جلست بجانبهما .
"لا أستطيع النوم ."
"لماذا لا تستطيعين النوم ؟"
"لأنه أمر محزن أن إخوتي ذاهبون ."
ابتسم الإثنان بإشراق على ردي السريع .
"هل أنتِ حزينة لأن إخوتكِ ذاهبون ؟ لما فقط لا نذهب ؟"
"لا ، ليس كذلك ."
هززت رأسي بشدة على صوت ريكاردو المرح .
أطلق لينوكس ضحكة صغيرة وهو ينظر لنا نحن الإثنان .
الشيء الوحيد الذي أضاء غرفة المعيشة المظلمة هو الضوء الصغير المنبعث من المصباح لكنه كان يسير على ما يرام مع الفجر الهادئ .
من خلال هذه الأضواء الخافتة ، كان بإمكاني رؤية الإثنان يبتسمان .
إنها إبتسامة لن أراها بداية من الغد ، لذا علىّ أن أحتفظ بها في رأسي .
الفصل 89
Depuis le début