IV

105 10 2
                                    

                                 "وما كنت ممن يدخل العشق قلبه، ولكن من يبصر جفونك يعشق."


ومرت أربع سنين على هذا الموقف وقد أصبح فتانا شاباً مراهقاً على وشك الالتحاق بالجامعة 

فتانا قد أفاق أخيراً وقرر أن ينسى حبه وأن يكون أكثر بروداً وأن يدفن قلبه لو تطلب الأمر 

قرر نسيان كل شيء وأن ينتظر حتى يصيبه سهم من سهوم كيوبيد 

ولكن لا شيء يحدث لأنه يرى جميع فتيات الأرض متشابهات لا فرق أبداً ربما اختلفوا في درجة جمالهم 

لكن لم يكن الجمال من معاييره فالجمال لا يُغني عن حاجة المرء لعقل امرأة تحتويه وفوق كل ذلك ملكته جمالها لا يُوصف 

فلم يُبد لهم أي اهتمام لأنه يُحسهم مثل أخواته لم يحس كما كان سابق العهد 

وكأن الوقت تجمد عنده ولا يستطيع تخطّي حبه لملكته أبداً فصارت هي المعيار الذي يقيس به الفتيات 

وكأنه غارق في بحر مشاعره لا يستطيع أن يصل لشاطئ النسيان أبداً فقلبه مُتعلق بالماضي ولا يمكنه النسيان أبداً 

 فأصبح الفتي مهموماً مرة أُخرى أيعقل أنه سُلبت منه نعمة الحب؟؟ ولماذا يحس وكأن ملكته أخر نساء الكون؟؟

ولكن ما فرج عنه قليلاً أنه لم يعد يجد في نظرات ملكته أي كره أو تجاهل كما كان من قبل ربما نسيت أو ربما تغاضت عن الأمر فأحس بإمكانية التغيير 

ولا بد له أن يفعل المستحيل 

أسيظل خانعا منتظراً إلى أن يُقام حفل زفاف ملكته أمامه؟؟ 

لا وألف لا فهو يأبى ذلك ويدعو الله أن يكون هو بجانبها آنذاك 

فالفتى متمرد ولن يستسلم بسهولة 

فإذا كان الألماس الذي يبهر العيون أصله فحم أسود فليس ببعيد على الفتى أن يُحول مشاعر اللامبالاة والكُره تلك إلى تعلُق وحُب 

ولكن كل ذاك في إطار الشرع فهو يبتغي توفيق الخالق _ عزّ وجلّ _ فكيف يظفر بها إذا لم يلتزم بدينه؟؟ 

ولكن ليس بعد فالفتى في الطريق يبني لنفسه مستقبلاً جامحاً يكون فيه إنساناً مسؤولاً لكي يظفر بملكته ولكي يبدأ في تحويل هذه المشاعر لحُب وتعلُق 

تحتم على الفتى أن يعرف اهتمامات ملكته ويثقف نفسه بها 

فالنساء تحتاج لمن يُظهر لها الاهتمام فعثر على حسابها مرة أُخري بعدما أغلقت الأول 

لكي يعثر على طرف الخيط من أين يبدأ فوجدها كاتبة وهنا أيقن شعوره فعلاً أنها مختلفة عن جنسها 

فيكاد يستحيل أن ترى فتيات يبدون اهتمام للقراءة فما بالك الكتابة فلا شك أنها نجمة وسط هذه الكواكب الباهتة 

والفتى من محبين القراءة، ولكن لم يعهد أن يقرأ قصص رومانسية من قبل، ولكن كما قلت سيبلع الشوك من أجل ملكته 

وشرع في قراءتها ولم يجدها سيئة كما كان يتوقع، بل أعجبته 

ولم يقل الفتي ذلك لالتماس رضاها فليس معني أنه يحبها أنه سيكذب لذلك 

والحقيقة كانت تستحق التصفيق 

لأنك يا عزيزي يجب أن تضع في الحسبان أن كاتبة القصة لم تتعدي العشرين حتى وهذه أول كتابتها 

فالطبيعي أن تكون قصة رديئة أو سيئة الصياغة، بل كانت بداية موفقة جداً 

حتماً لها مستقبل عظيم 

وكان الفتى يدعمها وينتظر منها إنهاء القصة وفي النهاية قام بإعطاء رأيه في القصة وإدلاء العيوب التي واجهها، بل وينتظر جزء ثاني للقصة فملكته اولي بكل الدعم.


                              "الحبّ ليس أعمى، فالعاشق يرى في محبوبته أكثر مما يرى كل الناس."


وكلنا نعلم أن الحزن هو سنة الحياة وأن الدنيا هي دار الشقاء 

ولكن هذا لا يمنع أن الإنسان قد يرى لحظات سعيدة في حياته ولو كانت معدودة 

فنرى فتانا قد أنهى قراءة القصة ولا ليس في خططه أي شيء بعد ذلك لكي تأتيه قُبلة من القدر تنسيه أحزانه قليلاً 

ليجد ملكته ترسل له رسالة تشكره على دعمه لها وتسأل عن سبب إعجابه بالقصة ولماذا يريد جزءً ثانياً؟؟

ملكته لا تعلم مقدار الفرحة التي أوردته في فتانا فهو يطير من الفرحة 

لكن هذه المرة لم يفصح الفتى عن هويته اكتفى بكونه عاشقً صامتً مرة أُخرى 

وكانوا يتناقشون حول القصة والفتى كان يعرف اهتمامات ملكته من قصتها فحسب اعتقاده أن الناس يرسمون أمانيهم ورغباتهم الدفينة في قصصهم 

والذي أكد اعتقاده هو أن ملكته أقرت ما قاله عن شخصيتها 

وبينما يتناقشان حول القصة إذ يقتبس الفتى بمقولة من قصتها وهي (الحب يتلاشى بمرور الزمن.. ما بالك بالإعجاب') فالفتى لا يتفق إطلاقا مع هذه المقولة، أتعلمون من يُبطل هذه المقولة؟؟ 

الفتى نفسه هو الجواب بالطبع فكان أولى أن ينساها بمرور الزمن لو كانت هذه المقولة صحيحة 

بل مر على حبه لها سبع سنين لا يكل ولا يمل ولا ينسى أبداً 

فلم تتفق معه ملكته، ولكنه برر بذلك أن الحب هو أنقي المشاعر التي يمكن أن يحظى بها المرء على الإطلاق وأنه من المستحيل للإنسان أن ينسى حبه الأول والحقيقي 

فسألته ملكته إذا كان لديه حب حقيقي ونقي لهذه الدرجة وهي لا تعلم أنها هي الجواب 

وكانت إجابته هي أنه لديه الأنقى والأصعب على الإطلاق هو الحب من طرف واحد معللاً أنه مهما طال الزمن فالعاشق المخلص سيظل عاشقا واتفقت معه أخيراً 

وهي لا تعلم أن الكلام موجه لها أساساً فسأل الفتى ملكته إذا كانت بَنَتَ اعتقادها على تجربة سابقة فنفت ذلك والفتي سعيد جدا بذلك لأن كل تساؤلاته انتهت اخيراً.

المتمرد و الملكةOn viuen les histories. Descobreix ara