الفصل السادس عشر

16 5 0
                                    

نظرت له فى صمت  يأست تيسير من أن يفهما فحاولت الوقوف والنزول  من فوق الفراش ساندها احمد وعلم انها  مصرة على الذهاب الى هناك فاطاعها وصل بها الى غرفة والدتها
فتح الباب وهو يساندها لكى تعبر اولا وقبل ان ينظر  سمع صوت صراخ تيسير لينظر اليها ويراها تحدق بشى ما نظر الى ماتنظر له فوجد ما لم يستطيع ان يصدقه رأى محمد ملقى على الارض والدماء من حوله وصباح على السرير غارقه فى دمائها والوساده تخفى وجهها
جذب تيسير فى سرعه الى خارج الغرفه وضمها الى احضانه وكانت تصرخ وتبكى بحرقه على ما رأته تشبثت به اكثر
نادى احمد باعلى صوته قائلا: حد يلحقنا دكتور بسرعه تجمع عدد كبير من الممرضات والاطباء حولهم  ليروا ماذا يحدث نقلوا محمد الى غرفه العمليات فى سرعه وبعد وقت ليس بطويل خرج الطبيب  وهو يقول بسرعه : فى حد هنا فصيله الدم بتاعته A
اجاب احمد بسرعه: اه انا يادكتور
اجاب الطبيب  فى عجله : طب اتفضل معايا بسرعه محتاجين دم
دخل احمد خلف الطبيب الى غرفه فارغه
جلس على الفراش وغرست الممرضه الابره داخل جسده لتأخذ الدم الكافى منه 
بعد ان انتهى خرج ليجلس بجانب تيسير التى اصبحت لا تدرك ما حولها كانت تردد فقط بعض الكلمات  " انا كنت عارفه ان كل ده هيحصل ... كنت عارفه انه هينتقم منى فى اعز حاجه عندى ...بس كنت بكدب نفسى وبقول هيبعدوا عنى وينسونى .. ملحقتهمش ملحقتش انقذهم .. انا السبب فى كل اللى بيحصل ده... ياريتنى ماعرفت حاجه وكنت بعدت من الاول "
ظلت تردد هذه الكلمات مراراً و تكراراً والدموع  تنهمر على وجهها بغزارة
جلس احمد بجوراها وربط على كتفها قائلا : خيرا بأذن الله اهدى انتى بس  ياتيسير انا جانبك متخفيش و هفضل جنبك اهدى انتى بس ارجوكى هتتعبى كده
لم تسمع له بل ظلت تبكى وتصرخ بنفس الكلمات مرة اخرى  
جذبها احمد الى  احضانه وهو يحاول ان  يجعلها تهدأ ويبث بها الامان والراحه
بعد مده ليست بقصيرة  لا يعلموا كم  مر من الوقت خرج الطبيب من غرفه العنايه المركزة  ركضت تيسير ومعها احمد ليسألها عن ما حدث
قالت تيسير بسرعه والقلق واضح بصوتها : بابا حصل له اى يادكتور
قال احمد : هو عامل اى دلوقت يادكتور
اجاب الطبيب والحزن ظاهر عليه : اممم مش عارف اقولكم اى بس ...
قالت تيسير بعجله : بس اى يادكتور طمنىى بابا وماما حصلهم اى
اجاب الطبيب باسف : البقاء لله ياجماعه شدو...
ولم يكمل الطبيب كلماته لتسقط تيسير مغشى عليها حملها احمد بسرعه واشار له الطبيب لغرفه ليدخل بها ويضعها على الفرش ليفحصها الطبيب وقف احمد  فى قلق وينتظر الطبيب لينتهى
بعد وقت قصير انتهى الطبيب ليقول احمد فى سرعه : مالها يادكتور 
الطبيب : بص انا ادتها مهدئ تعاله ونتكلم برة تمام
خرج احمد خلفه وهو يردد : تمام  
بدا الطبيب الحديث قائلا: هى عندها انهيار عصبى زى ما قولتلك قبل كده وانا ادتها مهدئ مش هتفوق غير بكرا المهم دلوقت ان مدام صباح دلوقتى جثتها فى المشرحه  وحضرتك لزم تفتح محضر
احمد:  معاك المقدم احمد محمود تقدر تقولى دلوقتى  اى سبب الموت
الطبيب: اتسرفت بحضرتك يافندم لما شرحنا الجثه عرفنا انه فى حد ضربها بالسكينه فى قلبها وقبل ما يضربها حاول يخنقها
احمد : تمام والرجل اى الى حصله 
الطبيب : هو فى العناية المركزة حد ضربه بسكينه فى مكان  قريب من القلب بس لحقناه الحمد لله فى الوقت  المناسب هو دلوقت دخل فى  غيبوبه
احمد : تمام ممكن يادكتور تخلى حد يقعد مع تيسير عقبال ماروح الاوضه اللى حصل فيها الجريمه ومتخليش حد يخشلها 
الطبيب : تمام مفيش مشكله
احمد :تمام
ذهب احمد الى مكان وقوع الحادث ظل يسير به ينظر الى كل ركن يحاول العثور على الادله وهو يردد فى نفسه قائلا: الموضوع غريب فى حاجه انا مش فهمها عن العيله دى وتيسير وأبوها هما اللى فى ايدهيهم الحل لكل الالغاز دى  بس الواضح ان الرجل ده جه من الشباك وعلى حسب كلام الدكتور حاول يخنقها الاول بس هىكانت بتقوم  فا هفترض ان جوزها دخل  فى الوقت ده وهو ضربه وبعدهت تقرببا ضربها ده واضح من الخطوات اللى على ادم  وبعدها جرى نط من الشباك
وفيما هو ينظر فى المكان وجد  قلاده حملها من على الارض حاول الذكر اين رآها  من قبل لكن ليس هناك فائده 
ذهب فى سرعه الى المعمل واعطها للطبيب قائلا: عاوز البصمات او اى حاجه عليها
بعد ان أعطها للطبيب ذهب  احمد الى الغرفه التى توجد بها تيسير جلس بجانبها ينظر لها بحب وهز يقول لها  " الموضوع كان صعب عليكى انا عارف بس هفضل جانبك ومش هسيبك لوحدك ابدا ..... انا معرفش تفسير اللى انا فى  ده اى بس .... انا هجبلك حققك من اللى عمل كده  .. انا حسك مسئوله منى " اقترب منها قليلا وامسك كفيها بين راحه يده وقبلهما واكمل حديثه قائلا : ملاك وانتى نايمه مش قادر ابعد عنك كل ما اجى ابعد بحس فى حاجه بتجذبنى ليكى مش عارف هى اى بس بتمنى تبقى احسن وتقدرى تعظى الازمه دى
وفيما هو ينظر لها و ذهنه شارد شعر بيدها وهى تتحرك بين يديه نظر لها وجدها مازلت نائم فشرد مرة اخرى ولكن فجاء سمع صوت صراخها
تيسير :مامااااااا
تطلع عليها احمد بدهشه وقام فى سرعه واخذها بين احضانه وتشبثت به وهى تصرخ وتبكى قائله : قتلوهم ياحمد انا السبب لو كنت سمعت كلامهم واتقيت شرهم ماكنش كل ده حصل انا السبب فى موتهم كنت عارفه وعاندت معاهم ونشفت راسى وادى النتيجه امى وابويا ماتو وبعدوا عنى
ظلت تصرخ وتبكى قال احمد وهو يحاول ان يجعلها تهدأ : اهدى ياتيسير ابوكى كويس هو فى غيبوبه بس مامتك هى اللى ماتت ربنا يرحمها اهدى انا معاكى ظل يردد هذه الكلمات وهيمرر يده بين خصلات شعرها ويحادثها ببعض الكلمات التى يحاول ان يطمئنها بها  :  اهدى انتى لزم تكونى اقوى عشان باباكى وعشان تجيبى حق مامتك مش تبقى ضعيفه كده عارف انه صعب بس خليكى قويه بباكى محتاجك دلوقت لما يفوق لزم انتى اللى تطمنيه

مر الوقت وتيسير بين احضانه وهو يحاول أن يجعلها تهدأ بشتى الطرق  الى ان هدأت وتحدثت بصوت ضعيف  يغلبه البكاء قائله: ماما ماتت ... يعنى مش هشوفها تانى ... مش هتحقق وعدها ليا انها اللى هتلبسنى فستان فرحى ....ازاى تسبنى فى وقت زى ده ...ازززاى
احمد :  اهدى ومتزعليش خليكى مؤمنه ياتيسير انتى عارفه ان ربنا قال "لم يصبنا الا ماكتب الله لنا " اكيد ربنا لى حكمه فى كده ارضى بقضاء ربنا وهى فى مكان احسن صدقينى ادعلها بالرحمه هى اكيد مش مبسوطه وهى شيفاكى كده
تيسير :  انا عارفه طبعا انها فى مكان احسن وانها مش مبسوطه باللى انا فى بس مش قادرة على بعدها وحشتنى وحشنى حضنها و صوتها ونظرتها ليا وحشنى كلامها ونصحيتها مش قادرة على فرقها قالت هذه الجمله وبكت بمرارة ظل احمد يربط على ظهرها لتهدأ ويمرر بيديه على شعرها الى ان غفت بين احضانه من تعبها وضعها على الفراش وجلس بجانبها مرة اخرى دخل الطبيب الى الغرفه لكى يرى حالتها ويفحصها
قال الطبيب بجديه : عوزك بره
احمد: حاضر ثوانى
خرج احمد وراء الطبيب وبدا الطبيب حديثه قائلا.....

يتبع 

حب المجهول| Love of the unknownWhere stories live. Discover now