2-/المهاجع/

748 65 151
                                    

كنت أظن أن وجود حفرة عملاقة في مكان الرواق و السُلمين كان اكبر صدمة، لكنه لم يكن لأن الصدمة الحقيقية كانت عندما مشى ذلك الرمز فوق الحفرة و لم يسقط فيها هو فعليا مشى فوق الفراغ! ثم نزل في الحفرة كأنه ينزل في درج خيالي !بعد وقوفي بفم مفتوح لمدة دقيقتين استوعبت ما يحدث، هذا ليس حقيقي أنه خيال الكتروني -صورة فقط- الحفرة ليست حقيقية و السلالم و الجدران لاتزال موجودة الصورة فقط تخفيهم، تبعت الرمز و حاولت القيام بنفس حركاته لكي لا اسقط و انا انزل في السلم الخيالي

"سنعود للكافتيريا أولا ثم نبدأ الجولة التعريفية السخيفة " ذلك كان الفتى الرمز! اقسم أنه تكلم، تكلمت معي!!
"حسنا" اكتفيت بقول هذا لا أريد ازعاجه

"انتظري هنا" بعد وصولنا للكافيتيريا امرني ذلك الرمز، لن انكر لم ارد ابتعاده رغم أنه لا يتكلم أبدا لكنني على الأقل اعرف اسمه - او كيف ينادونه-
مرت 10 دقائق و هو لم يعد بعد لذا قررت ان اشتري شيئا لآكله و أيضا لأتجنب نظرات بعض الطلاب، توجهت لآلة البيع تلك و لم اجد فيها ازرار او فتحة نقود، ألن تكتفي هذه الأكاديمية من جعل كل شيء غريب، انا أغضب عندما اجوع لذا الحل الوحيد الذي وجدته هو ..ضرب آلة البيع، و كانت تلك اسوء فكرة اقوم بها طول حياتي البائسة لأن كل من في القاعة يرمقونني بنظرات غريبة جدا و انا ارمقهم بأخرى في المقابل إلى ان قطع تواصلي البصري معهم شخص يمسك بيدي و يضع كفي على آلة البيع، لقد كان فتى ذو شعر اسود ناعم و كثير مرفوع للأعلى، فك حاد على شكل حرف v زرقاء مع رموش طويلة، حسنا يبدو ان كل من في هذه الأكاديمية وسيمون

"ماذا تريدين ان تأكلي "
"هاه؟" لا اعلم اذا كان سؤاله غير مفهوم ام انا اصبحت بلهاء فجأة
" أتيت لكي تأخدي شيئا من الآلة لتأكليه أليس ذلك؟ ماذا تختارين ؟"
" اوريو" كنت اريد اخد اشياء اخرى كثيرة و لكنني خجلت سأكتفي بالأوريو
"فيدا واحد اوريو " بمجرد قوله لهذه الجملة نزل الأوريو و هو أعطاني إياه ، لن اسأل من هي فيدا لأنني اعرف الجواب، آلة البيع و يبدو انها تستشعر بصمات كف اليد بطريقة او بأخرى!
"شكرا " همست الكلمة بخجل و الحمد لله أنه سمعها لأنه اومئ بخفة، عكس نمطي فأنا خجولة .
"سايبر، تشرفت بمعرفتك" هو يريد التعرف علي!؟ لنتجنب حقيقة أنه وسيم، لكن هل هناك حقا شخص يريد التعرف علي في هذه الأكاديمية، كنت أظن انني لن اتعرف على احد، انا سعيدة .

سعادتي لم تكتمل طبعا، لانني عندما كنت على وشك رفع يدي لمصافحة سايبر، اتى ذلك الرمز و امسك بيدي يسحبني خلفه، ما مشكلتهم مع الأيادي !، رغم انه كان يجرني بسرعة الا انني إلتفت لفتى آلة البيع، و هو بدوره ابتسم لي ابتسامه خفيفة ثم إلتفت في الإتجاه المعاكس مما سمح لي برأية سترته من الخلف (اينتب، هيموفوبيا) هذا يفسر لما اتى للتكلم معي، لأنه اجتماعي، يعاني من الهيموفوبيا-الخوف من الدم- لم اتوقع ذلك .

اكاديمية تشارما | Charma AcademyWhere stories live. Discover now