|الفصل الثاني و الخمسون|

4.2K 279 34
                                    

إستمتعوا بالفصل وعلقوا على الفقرات
لنبدأ:

{ قال شخص للمرأة التي يحبها:
ليس عليكِ أن تكوني أول إمرأة أحبها لتكوني حبي الأول، عندما تبدأين في حب شخص ما فهذا جديد وتشعرين كأنه الحب الأول، يأتي الحب بأشكال مختلفة في كل مرة عندما تكونين واقعة في الحب}

الموت في خدمتك

___________________________________________________________
____

جلس الإثنان بجانب بعض فوق ذاك المقعد الخشبي الطويل بإحدى الحدائق العامة
هو بجسده العضلي القوي و هي بجسدها الأنثوي و قوامها الممشوق
عينيها الرمادية شاردة في البحيرة ذات المياه الصافية أمامها أما هو كان شاردا بجمالها الرباني الذي لم يرى مثيلا له، بشرة صافية حنطية لامعة، عينان واسعة ذات لون رمادي صافي مع أنف مرفوع بشموخ يليق بها
شفتين رقيقتين أما طابع الحسن الذي يزين ذقنها فهو حكاية أخرى
شهد الجبالي كانت إمرأة إستثنائية في حياته
تنهيدة عميقة خرجت من فمها أخرجته من شروده بجمالها ليحول نظره للأمام يسألها بجدية
" ساعتين كاملتين لم تنبسي بكلمة، هل من الصعب أن تمنحيني إجابة؟! "،أغمضت شهد عينيها بألم يعتصر قلبها وجسدها بل كيانها بأكمله
هو لا يعرف ما مرت به سابقاً لذلك هو يتساءل ببساطة عن ردها لكنها قررت فتح قلبها له
لأول مرة ستستمع لقلبها وسترى إلى أين يأخذها
وعند هذه النقطة أخذت نفسا عميقا ثم زفرته تبدأ بالحديث الذي سيطول بينهما غالباً
" كنت في الثامنة من عمري عندما شهدت خيانة والدي لوالدتي في منزلنا وفي غرفتهما بل فوق سريرهما
أرأيت مثل هذه النذالة من قبل، هه لا أظن ذلك …"
أنهت حديثها بسخرية مريرة مستمرة في النظر للأمام غير قادرة على مواجهته فإن فعلت ستضعف وتتوقف عن الكلام وهي بالبداية فقط
بالنسبة لآسر سماعه لكلامها كان مؤلما للغاية، أن تمر بهذه الصدمة في ذلك العمر الصغير كارثة عظمة
" لقد رأيت مثلي الأعلى وسندي في الحياة يشوه صورة أمي أمامي، كلماته ضحكاته تصرفاته كانت بشعة للغاية وكأنها تنتمي لشخص آخر، كنت منصدمة بأن هذا الرجل البشع المخيف هو نفسه والدي المحب و الحنون كيف يمكن أن يلعب دوران ويمتلك شخصيتان مختلفتان بهذا الشكل، الأمر كان بغاية الصعوبة بالنسبة للطفلة ذات ثماني سنوات، أن ترى ذاك المنظر البشع و تضطر للصمت تحت تهديد والدها المخيف،  كان يخيفني بكلامه ونظراته لي،  لم أستطع إخبار أمي أو أسد ظننت بصمتي أن كل شيء سيتحسن وكم كنت ساذجة فوالدي أصبحت تصرفاته لا تطاق، أصبح مدمن على الخمر بعدما تدهورت أحوال الشركة وقد أوشك على الإفلاس، أصبح يضرب والدتي كل يوم صباحا و مساءاً أمام أنظارنا، تلك اللحظات كانت مرعبة للغاية أصوات الحزام تجلد جسدها الضعيف، صرخاتها المستغيثة وعندما يتدخل أسد كان يلقى نصيبه هو الآخر ، كنت صغيرة لكنني شهدت أمورا أكبر من سني بكثير وقد نضجت فجأة ، رؤية والدتي غارقة في دماءها كل يوم كان مؤلما للغاية، رغم ألمها و إنكسارها لكنها حاولت التماسك من أجلنا مثلما فعلت ألماس من أجل ملك،  والدتي و ألماس متشابهتين للغاية يمتلكان نفس الماضي بإختلاف بسيط، والداي جمعتهما قصة حب إنتهت بشكل مأساوي أما ألماس أجبرت على تلك الحياة ،عندما سمعت بما مرت به ألماس أقسمت على مساعدتها و تخليصها من حسام وقد فعلت
وعدي لها في الحقيقة كان وعداً لملك الصغيرة أيضا هي لن تكبر لتعرف أباً  كوالدي  ،هي لن ترى معاناة والدتها ولن تنكسر و تفقد ثقتها بجنس الرجال ،ملك ستكبر سعيدة و متفائلة بالحياة و بالناس "
توقفت عن الحديث لكن دموعها لم تتوقف عن النزول كأنها تطهر روحها المتألمة و المنكسرة
غطت وجهها بيداها تفقد السيطرة على نفسها تجهش بالبكاء بحرقة شديدة
تبكي على السنوات التي أمسكت دموعها بها، تبكي على المرات التي كتمت ألمها وصوت بكاءها، تبكي على الطفلة المنكسرة التي لازالت تعيش بداخلها
نار حارقة تعصف بقلبه وهو يرى إمرأته منهارة بهذا الشكل الجديد عليه، فهو رآها شامخة دائما واثقة من نفسها وجريئة
لم يتعود على الجانب الضعيف منها لكنه لم يكرهه أيضا بل تأثر معه، ليجد نفسه يقترب منها ويجذبها برفق لتتوسد صدره تكمل بكاءها بينما يمسح على ظهرها و رأسها بحنان إحتاجت له بشدة في هذه اللحظة
دفنت شهد وجهها بصدره العريض تتمسك بسترته من الخلف بكلتا يديها تخرج صرخاتها المتألمة بعدما دفنتها طويلا بداخلها
أراح آسر ذقنه فوق رأسها يغمض عينيه بألم لألمها وهناك دمعة وحيدة نزلت من عينيه تشاركها الوجع
" إبكي حبيبتي علكِ ترتاحين قليلاً "،حدثها بخفوت يستمر بالمسح على شعرها بحنان كما فعل مع ألماس عندما إنهارت في حضنه سابقاً
" من الصعب للغاية أن أنسى ماعشته يا آسر ومن الصعب أن أمنحك الإجابة الذي تريد سماعها مني ومن الصعب أن أمنحك الثقة ومن الصعب أن أرى نفسي عروسة ومن الصعب أن أطلب منك أن تنتظرني ومن الصعب أن أخبرك أن تفكر بإمرأة غيري لتصبح زوجتك إعتبرها أنانية لا أكترث لذلك فأنا أنانية للغاية عندما يتعلق الأمر بك،  أنا أحبك جداً لكنني لست مستعدة لهذه الخطوة يا آسر " ،أنهت حديثها تشد على عناقه أكثر وقد شعرت بتصلبه من إعترافها لأول مرة بهذا الشكل المباشر
وكما هو متوقع من شخصية كآسر إبتسم بخفة يطبع قبلة عميقة على رأسها متحدثا بصوته الرجولي العميق
" لا أنكر بأنني غير متقبل تماما لفكرة الوقت لكنني سأحترم قرارك و أساندك به، فقط إعلمي من الصعب أن أعلم بأن المرأة التي أحبها لا تثق بي ومن المستحيلات أن أفكر بغيرك أن تصبح زوجتي، أنتِ أو لا أحد يا شهد "
إبتلعت ريقها بعدما سمعت كلامه الأخير المفاجئ لها لكن كان البلسم لقلبها ورغما عنها تسللت إبتسامة سعيدة على ثغرها بسبب كلماته و وعوده
" إذن أنتَ أو لا أحد يا آسر "،ردت عليه بالمثل بينما تعانقه بشكل أقوى تنعم بدفئ حضنه ورائحته الرجولية العطرة.
__________________________________________________________
_____

|ندوب إمرأة| حيث تعيش القصص. اكتشف الآن