part 24|غريبُ الأطوار

Start from the beginning
                                    

مرحبا ..
_ مرحبا .. كيف حالك ..؟
_ اه .. اهلا ايفان .انا بخير كيف حالك انت ..؟
_ بخير . هل انتهت مدرستك ..؟
_ نعم واسمع عندما اراك سوف اريك شهادتهي . انها حقا رائعه
سمعته يضحك عليها - حقا .. هذا رائع
_ لماذا تضحك ..؟
_ طريقتك جميله عندما تتحمسين
اخجلها فلم تعرف ما تقول لذا غيرت الموضوع - هل وقعت العقد ..؟
_ ليس بعد .. ربما غدا
_ هل ما زلت متردد في توقيعه ..؟ اعتقد انها فرصه رائعه ان تعيد تصوير دراما قديمه بهذه الشهره ..
_ ربما .. اسمعي الان دعكي من هذا .. ماذا لديك اليوم ..؟
_ اليوم ..؟ لا شيء لماذا ..؟
_ لم نلتقي منذ مده طويله .. اريد ان ادعوكِ للعشاء .. ما رأيك ..؟
_ ااه .. لا اعرف يجب ان اسأل امي اولا ..
_ كما تشائين .. المهم انني سوف اكون امام منزلكم في السادسه ..
_ سأرسل لك رساله بعد ان اسأل امي .. ولكن حتى لو وافقت امي فأنا كما تعلم لا استطيع التأخر بعد الثامنه
_ اعرف ايتها الطفله .. هيا الان يجب ان اغلق
_ حسنا .. وداعا
_ الى لقاءً قريب عزيزتي
اغلق بعد هذا .. تنهدت وهي تشعر بالتعب . هي تحب ان تتحدث مع ايفان وتحب ان تخرج معه ايضا فهو دائما
ما يأخذها الى اماكن جميله ويحاول اسعادها بكل الطرق ولكنه ايضا احيانن يتحدث ويتعامل معها بعاطفيه وهذا ما لا تحبه ..
تخجل ان تقول له شيء ولكن مع هذا فهي لا تحب ان يتصرف معها بتلك الطريقه ..
كلوديا تضن انها طريقته في التعامل مع الجميع .. لهذا هي لا تستطيع
تغير هذا الشئ ..
اتصلت بوالدتها ولكنها لم تجب .. يبدو انها مشغوله حقا ..
عندما وصلت للبيت وبعد ان غيرت ملابسها واكلت ذهبت قليلا لتستلقي امام التلفاز فرن هاتفها ..
كان المتصل روزا ..
_ ماذا هناك عزيزتي .. انا مشغوله اليوم هل تريدين شيء ..؟
_ لا لاشيء امي ولكن كنت اريد ان اقول لك انني سوف اخرج اليوم مع ايفان للعشاء .. ما رأيك ..؟
_ اه حقا .. هذا رائع .. اذهبي واستمتعي بوقتك عزيزتي ولكن لا تتأخري .. يجب ان اغلق الان وداعا .
واغلقت الهاتف .. اثار هذا استغراب كلوديا هل يعقل ان تكون مشغوله
لهذي الدرجه .. انها لم تسأل حتى عن شهادتي
او اين اكلت .. رمت رأسها للخلف ..
_ يبدو ان عملها متعب حقا ..
ارسلت لأيفان رساله كتبت فيها انها سوف تخرج معه للعشاء قبل ان تنسى ونامت بعد هذا ..
نامت نوما طويلا وعندما استيقضت وجدت الساعه تعدت الخامسه .. هبت واقفه .. جيد انها لم تتأخر اكثر في النوم
توجهت لغرفتها و فتحت الخزانه كي تختار شيء ترتديه .. لم تفكر كثيرا اخرجت ملابس تليق بلقاء عشاء مريحه ..
فكرت انها لو كانت ستخرج مع لوي لكانت وقفت ساعه امام الخزانه تختار الملابس فقط ..
نفضت عنها هذي الافكار وتوجهت لتضع بعض مساحيق التجميل على وجهها ..
لم تكثر بل وضعت القليل القليل جدا وانتهت .. مازال هناك وقت طويل متبقي ولكنها تشعر بالملل ..
لم يكن لديها شيء تفعله في المنزل حتى التلفاز ملته .. ليس لديها واجبات مدرسيه وليس لديها المزاج لفتح اي كتاب
مدرسي اصلا .. جلست على الكرسي في المطبخ جهزت لها كأس عصير .. لم تأكل جيدا وهي الان جائعه ولكن
ان قامت لتطبخ شيئا الان لن تستطيع ان تتعشى مع ايفان وهذا سوف يكون وقح جدا ..
سمعت هاتفها يرن فتمنت ان يكون ايفان يخبرها بأنه سوف يأتي لأخذها .. لقد ملت الجلوس ..
رفعته دون ان ترا من المتصل ..
_ الو ..
قالتها بسرعه قبل ان تسمع حتى صوت المتصل .. فرد عليها ادوارد ببرود
_ اين انتي ..؟
عند هذا الحد توقفت عن الحركه والكلام .. جمدت للحضه حتى استوعبت انه لوي فعادت تتحدث بصوت مرتفع
_ أه .. أنا في البيت ..
_ استطيع ان اسمع بقليل من هذا الصوت ايضا .. هل لديك شي ..؟
كما هي العاده يجب ان يقول شيئ يزعجها .. ردت ببرود هي ايضا
- شيء..؟ ماذا تقصد ؟؟
_ هل لديك شيء تفعلينه الان ام انك غير مشغوله ..؟
فكرت قليلا بانها ان قالت له انها مشغوله لن يخبرها بالشيء الذي يريده منها بل سوف يقوم باغلاق السماعه
وحسب ولكن ان لعبت معه قليلا في الحديث سوف يقول ..
_ حاليا لست مشغوله لماذا ..؟ هل هناك شيء ؟
_ حسنا جهزي نفسك اذن سوف اتي لأخذك لتلتقي بربة عملك ..
كاد ان يغلق السماعه كما تبين لها من صمته فصرخت بسرعه قبل ان يغلق - لا لا لا لحضه
_ ما بك ماذا هناك ..؟
اخذت نفسا عميقا وقالت بسرعه - قصدت انني الان لست مشغوله ولكني على موعدا مع ايفان للعشاء ..
اغلقت عينيها وهي جاهزه لسماع كلامه المزعج خصوصا بعد هذا الموقف والذي سوف يعتبره ادوارد موقف سخيف
طفولي غير مسؤل كما يفعل دائما عندما يحمل الامور اكبر من حجمها ..
ولكن خرجت منه كلمه واحده وبعدها اغلق السماعه قال فقط ( حسنا ) ..
ارتاحت انه لم يقل شيء وتعجبت ايضا .. يبدو انه لم يكن متحمس لأخذها ورفضها جاء في الوقت المناسب ..
هذا جيد جدا ..
في الخامسه والنصف اتصل ايفان بها ليرى ان كانت مستعده للخروج ..
_ نعم انا جاهزه .. لقد كنت انتظر منذ فتره جيد انك اتصلت لانني مللت الجلوس بمفردي في البيت ..
لم تمضي عشرون دقيقه حتى كان ايفان يقف في الباب ينتضرها .. لقد كان الطريق من الفندق اللذي يسكنه الى هنا طويل
يجب ان يكون قد اتصل عليها وهو في منتصف الطريق .. ارتدت معطفها وخرجت معه مباشرة لم تدعوه للدخول ليرتاح حتى ..
_ تبدين جميله ..
قال لها بلطف مع ابتسامته المميزه واللتي تسحر جميع من يراه .. لم تعرف ما تقول فهزت رأسها محرجه ودخلت
للسياره .. وصلو لأحدى المطاعم الجميله والفخمه للغايه .. هي لا تحب ان تذهب معه لأماكن غاليه كهذي ولكنه دائما
ما يقول لها انه اعتاد على الذهاب لهذي المطاعم وهي لن تؤثر عليه ان ذهبت معه ..
دخلو ووجههم النادل لطاوله يبدو ان ايفان حجزها مسبقا .. كانت في اخر المطعم بقرب نافذه كبيره تطل على البحر
المنظر كان جميلا جدا في ذلك الوقت ..
_ ان هذا حقا رائع
قالت هذا وهي مأخوذه بالمنظر اللذي تراه من النافذه بينما ضل هو يحدق بها مع ابتسامه هادئه ..
احضر النادل المقبلات واخذ طلباتهم .. كانت جائعه جدا فلم تكن تريد
ان تتحدث كثيرا قبل ان تأكل .. بينما ايفان
كان يسألها طوال الوقت عن اخبارها وماذا تخطط ان تفعل في العطله وماذا فعلت في الايام السابقه وكل شيئ يخصها ..
خيم بعد هذا الصمت عليهم .. رفعت عينيها له فرأته ينظر لها بتأمل .. عقدت حاجبيها
_ ماذا هناك ..؟
_ انتي مختلفه
تمتم قائلا فلم تفهم ..
_ ماذا ..؟
حرك رأسه وكأنه كان يحلم ولكن نظرته الحالمه لم تختفي واكمل - لم اشعر من قبل هكذا .. اشعر بعدم التوازن معك
استغربت طريقته في الحديث ولم تعجبها اصلا لم تعرف ماذا يقصد بحديثه .. رغم هذا لم يخطر لها شيء لتقوله ..
فأكمل هو بهدوء - لقد تعرفت على فتيات عديدات في ما مضى ولكني لم اشعر يوما انني اريد لقائهن هكذا .. هل تفهمين ..؟
انزلت رأسها وهزته علامة عدم الفهم .. ضحك هو وارجع رأسه للخلف
كان سيقول شيء ولكن الطعام وصل الان فتوقف قليلا عن الحديث حتى يضع النادل كل الطعام ..
عندما انتهى وذهب لم ترفع رأسها وهي تشعر بمغص في بطنها .. لم تعد
تريد اكمال السهره ماذا يحدث لأيفان ..
لما يتصرف بهذي الطريقه الغريبه .. قال لها - لما لا تأكلين ..؟
_ ... .. لا شيء .. سوف أكل ..
بدأت بالاكل وبدأ هو ايضا بدون ان يكمل حديثه .. لم تتحدث ولم يفتح
هو ايضا اي حديث ..
اعادت كلماته لعقلها وهي تريد ان تفهم ما قصده .. فكرت بعد هذا انه ربما كان يريد ان يقول فقط انه يرتاح
لها كما تشعر هي ولكن طريقته كانت غريبه بعض الشيء .. حسنا هذا لا يهم لم يكن هناك شيء على الاطلاق ..
رغم تفكيرها بهذي الطريقه لم يكن هناك شيء تتحدث به معها بعد حديثه لذا قررت ان تصمت الى ان يتحدث هو ان
شاء .. اكلو وبقو طوال فترة الاكل صامتين .. كان هذا غريبا لم تفهم
لما لم يتحدث ..
بعد الانتهاء من الطعام وضعت ادوات الطعام على الطاوله وشكرته بهدوء على الوجبه اللذيذه ..
_ جيد انها اعجبتك
قال مبتسماً فلم تعرف لما خجلت من هذا .. اعتذرت منه للذهاب للحمام
متحججه بغسل يديها فدلها عليه وعاد للطاوله ..
دخلت للحمام ووقفت امام المرأه تتنفس بقوه .. - يالهي ما به .. ماذا يحدث لي لما يتصرف هكذا ..
غسلت يديها ووجهها كي تهدئ .. انها تبالغ في ردت فعلها الرجل لم يفعل شيء سيء .. هدئت نفسها وعادت له ..
جلست بهدوء وحاولت ان تعود لمرحها السابق ولكن كما يبدو ايفان لا يريد لها ان تهدء
_ ماذا حدث ..؟
_ ااه ..؟
لم تفهم ماذا فقال - تبدين متوتره .. هل ازعجتك ؟؟
_ لا بدا .. ليس هناك شيء .. لست متوتره
صمتو للحضه اعاد بعدها ايفان التحدث بهدوء كما هي عادته - كلوديا ما رأيكِ في السفر ..؟
_ السفر ..؟ اعتقد انه شيء جميل جداً .. ولكن لماذا تسأل هكذا فجأ ..؟
_ لقد خطر ببالي فقط ان تسافري معي في المره القادمه
عقدت حاجبيها وهي تنظر له مستغربه - ماذا ..؟
_ مابك ِ ..؟ لماذا هذا الاستغراب ..؟
_ هل تتحدث جاداً .. اعتقد انك تشعر بالنعاس ام ماذا
_ كلوديا لما هذا كله ..
_ لان هذا مستحيل
_ لماذا ..؟
_ لانه مستحيل وحسب ..
_ ماهو اللذي يجعله مستحيلا
_ كل شيء
_ مثل ..؟
_ ايفان توقف عن هذا .. هل انت حقا جاد ام انك
_ نعم انا جاد مالعجيب في هذا
_ حسنا ابسط شيء .. بصفتي ماذا سأسافر معك ..؟
سألت وهي تريد ان تحرجه فتراجع بكرسيه للخلف ركز عينيه على كلوديا
وهو يفكر كيف يبدأ حديثه
ولكنه قرر اخيرا ان يقول ما يريد بدون مقدمات - بصفتك خطيبتي
ابتسمت في البدايه وهي تنوي ان تضحك ولكن عندما رأت ملامحه الجاده واللتي كانت تبين لها
انه لم يكن يمزح جمدت في مكانها وهي تنظر له .. لم تستطع قول شيء فأنزلت رأسها وهي تحاول التفكير بما قاله
ولكنه اكمل - هذي هي الحقيقه كلوديا هذا ما اريده منك .. ان تبقي معي بصفتك خطيبتي .. اعرف ان هذا مفاجئ
ولكني لا اطلب منك شيء الان .. لا اعرف ماهي مشاعرك تجاهي ولكن اريد منك ان تعرفي ان مشاعري لم تتحرك
قبل رؤيتي لكِ .. لم اشعر من قبل بأني اريد التحدث لشخص بأي شيء مهما كان المهم التحدث معه الا معك ..
كانت تنظر له وهي مصدومه من كلامه ولم تعرف ماذا تقول .. هذا كثير لماذا يقول هذا الكلام كله فجأ .. ليتوقف الان ..
لم تعد تستطيع النظر لوجهه وبدت متوتره ومنزعجه جدا .. وقف ايفان واخذ هاتفه من الطاوله فرفعت عينيها له مستغربه
_ هل نذهب ..؟
هزت رأسها بسرعه ووقفت .. كادت ان تسقط من سرعتها فأمسك بها كي لا تقع .. عندما توازنت ابتعدت عنه بسرعه قافزه للخلف .. - ارجوكِ كلوديا لا تتصرفي معي هكذا
احست بالخجل من طلبه .. يبدو انها تتصرف كالاطفال مره اخرى .. سار امامها فتحرك خلفه بسرعه وهي صامته ..
دخلت السياره ولم تقل شيئا .. لم يفعل هو ايضا ..
عندما رأت الساعه وجدتها السابعه .. لم تعد والدتها بعد والليل كان قد خيم .. اوقف السياره ببدايه المنطقه اللتي يسكنونها ونزل ليكمل الطريق معها سيرا .. عرفت انها حتى لو طلبت منه عدم فعل ذلك
سيقول انه سيوصلها حتى باب المنزل فقررت الصمت ..
وصلو للبيت فلم تعرف ماذا يجب عليها ان تقول .. ولكن جيد انه تكفل بالامر - سأراك لاحقا .. كان عشائا رائعا ..
استدار بعدها ليذهب .. وقفت تنظر له حتى اختفى فتحت بعد هذا الباب
ودخلت لترمي معطفها ارضا وتتوجه لغرفتها .
جلست على السرير واعادت كل ما حدث صرخت بعد هذا وهي ترفع رأسها - اللعنه عليك لوي
غطت بعد هذا وجهها بيديها وهي تصرخ - لماذا افكر به الان لمااذااا .. لقد جائتني الفرصه لأنساه فماهذي الحماقه اللتي
ارتكبها .. انساه ..؟
فكرت قليلا بهذي الكلمه الدخيله على مشاعرها .. كيف انساه وكل ما كنت افكر فيه هو لوي .. ماذا ستكون ردة فعله ان عرف
ماذا كنت سأفعل انا لو كان هو من قال ذلك الكلام وليس ايفان .. كم انا حمقاء
كيف استطيع ان افعل بفسي هذا .. انني حقا مثيره للشفقه ..
بدأت دموعها تتساقط فرمت بنفسها على الوساده وبدأت بالبكاء .. ماذا ستفعل الان
هل من الصواب ان تعيش هكذا .. لا تحب احدا سوى لوي اللذي يستطيع
ان يحب اي شخص عداها ..
نامت من دون ان تشعر بنفسها ..
عندما عادت روزا للمنزل كانت تعتقد انها ستجد كلوديا مستيقضه فنادتها فور دخولها ..
عندما لم تسمع جوابا منها توجهت لغرفة نومهما فوجدتها نائمه بطريقه عابثه جدا حيث انها ماتزل في الملابس
اللتي خرجت بها كما يبدو وحتى حذائها لم تكن قد نزعته .. ابتسمت وهي تراها في هذي الحال ولكن عندما اقتربت منها
وجدت اثار الدموع اللتي اصبحت سوداء من فعل اختلاطها بالكحل على وجنتيها وعلى الوساده ..
مسحتهم بحزن وهي لا تعرف ماللذي حدث لفتاتها الصغيره اللتي باتت في
الأونه الاخيره كثيره الشرود وقليلة المرح ..
لقد حزنت لانها تعرف انها لم تعد تجلس كثيرا مع كلوديا ولا تتحدث معها سوى في الامور الضروريه ..
عملها يأخذ منها وقتا طويلا لهذا هي لا تجد وقتا كافيا لأبنتها ..
---------------------------
سلام.
اسفه جداً جداً جداً على هذا التأخير معليش كنت معزومه امس ونسيت.
وان شاءالله يكون البارت طويل واعتذار.
وشكراً💕.

power and influence.Where stories live. Discover now