|الفصل التاسع و الأربعون |

Start from the beginning
                                    

______________________________________________________
____

|منزل الرافعي|
إجتمعت العائلة في غرفة المعيشة متوسطة الحجم
الخالة سمر تتسامر مع آسر بمواضيع متعددة، أدهم قد إختفى ليجيب عن إتصال عمل مهم
أما ريماس كانت جالسة بجانب حور تغيظها كالعادة لكن هذه المرة هاهي تسألها بكل جدية و إهتمام

" إذن كيف تسير أمور الجامعة يامجعدة"،تساءلت ريماس بإهتمام بينما تجلس بجانب حور التي تضع ملك في حضنها وتلاعبها بكل طفولية وتبدو كلتاهما طفلتان صغيرتان
" الجامعة جيدة لكنني قد إبتليت بأستاذ جاحد، وجه القرد "،ردت عليها حور بغيض طفولي تضيق عينيها الخضراء لتبدو كقطة غاضبة جاعلتا من ريماس تقهقه عليها بإستمتاع شديد
"حور حور"،هتفت الصغيرة ملك بمرح تتمسك بخصلات حور المجعدة ببن يديها لتشهق ريماس متفاجئة بأن الصغيرة قد نطقت إسم حور دون أن تقطع منه شيء لترفع إصبعها في وجه الصغيرة مؤنبة إياها كالمجنونة
" أيتها الخائنة لماذا ناديتها بإسمها كاملا بينما نحن قطعتي نصفه ها؟! "،طبعت حور قبلة قوية فوق وجنة الصغيرة المكتنزة ثم أخرجت لسانها في وجه ريماس تغيظها لتزم الأخرى شفتيها بعدم رضا
حرك أدهم رأسه بيأس من تصرفات إمرأته الطفولية ومن يراها الآن لايقول بأنها طبيبة نفسية تساعد المرضى في حل مشاكلهم العصيبة
وقف وراءها تماما ليضرب رأسها من الخلف بخفة مؤنبا إياها
" كفاكِ طفولية يا عسلية"،إلتفتت ريماس سريعا ترمقه بأعين يتطاير منها الشرار لنعته لها بالطفولية
" أنت أسكت ياشلال الجليد "،بهمس خافت ردت عليه تضيق عينيها العسلية في وجهه
تنهد بعمق ثم دار حول الأريكة يأحذ مجلسا بجانبها لتنطق والدته سمر بإبتسامتها اللطيفة
" هل أنتما متحمسان لحفلة الخطوبة؟! "،نظرت ريماس لأدهم بارد الملامح ذو وجه البوكر لتنطق بسخرية بينما تنغزه بكوعها
" نكاد نطير حماساً أليس كذلك أدهم؟! "،رمقها أدهم بنظرات باردة لوهلة ثم رفع يده ليقرص وجنتها بقوة رادا عليها بسخرية مماثلة
" نعم ياعيون أدهم"،تأمل أدهم ملامحها الجميلة المغتاظة حاليا وهي تفرك وجنتها التي إحمرت قليلا
أما الشتائم التي تقذفها بهمس قد وصلت إليه جعلته يكتم ضحكته محافظا على قناع البرود
أما ريماس التي لعنته آلاف المرات بداخلها قد صمتت الآن متذكرة شيئاً بالغ الأهمية بالنسبة لها
رمقت الجالس بجانبها بنصف عين ثم تحركت قليلا مقتربة منه لتمسك ذراعه تلتفت إنتباهه ليرفع حاجبه في وجهها
" أنا أيضا أريد سيارة "،إبتسم بخفة على غيرتها الطفولية لأنه أهدى حور سيارة ليغيظها بقوله
" لماذا، الميني كوبر الظريفة تليق بك "،زمت شفتيها بضيق وعقدت حاجبيها ترمقه بنظراتها الغاضبة المضحكة بالنسبة إليه

بالنسبة لآسر كان غارقا بأفكاره حول تلك الإنسانة التي قلبت عالمه رأسا على عقب، لقد أعطاها المساحة و الوقت كي تفكر على مهل لكن جانبه الأناني المتملك يرفض ذلك بشدة ويتمنى أن تمنحه الإجابة التي يريد بأسرع وقت
وفجأة بينما هو غارق في أفكاره شعر بكف دافئة بلمسة ناعمة تحط فوق كتفه ليرمش بخفة ملتفتا للجانب ليجد خالته سمر ترمقه بنظراتها الدافئة بينما تسأله بإهتمام
" آسر هل أنت بخير بني؟! "وعلى إثر سؤالها تسللت إبتسامة خافتة على ثغره متذكرا والدته الراحلة عندما كانت تسأله بنفس طريقة خالته
خالته و والدته يتشاركان الملامح التصرفات والشخصية، هما حقا توأم قلبا و قالبا
إحتوى يدها الدافئة بين يديه مبتسما في وجهها مطمئنا إياها بكلامه
" بخيـر خالتي العزيزة، وأنت كيف حالك؟! "،رد عليها بصوت طبيعي لكن عقدة حاجبيها لم تختفي بل نظرت إليه بدقة أكثر تحاول إكتشاف مايخبئه عنها
" لا تغير الموضوع يا ولد، لاتبدو لي بخير البتة مالذي يضايقك ها؟ "،أصرت عليه بسؤالها ليتنهد بإستسلام من طباع العناد فيها ويبدو أن ألماس ورثت العناد منها
" هناك إمرأة تجعلني غارق في التفكير كالأبله هكذا "
أجابها مستسلما أمام عنادها لتختفي عقدة حاجبيها تحل مكانها إبتسامة عريضة وسعيدة بما سمعته لتوها
" آه ياولد لقد وقعت في الحب إذن "،عض آسر على شفته مفكرا مع نفسه بأن حقا قد وقع في الحب مع إبنة الجبالي التي ستتعبه كثيراً في المستقبل.
________________________________________________________
_____

|ندوب إمرأة| Where stories live. Discover now