نظرا لي كليهما في ذات الوقت، وكأنني قاطعت تفكيرهما العميق. "آه، نسيت أمرك." قال دومينيك بادراك ونبرة وقحة. رفعت حاجباً للأعلى باستنكار، "هل أثر الكبر على ذاكرتك؟" قلت بذات النبرة الوقحة ليرفع أحد حاجبه ايضاً.

قلب آدم عينيه ليرمي الورقة أمامي على الطاولة الزجاجية. اتكأ للخلف مشيراً بسبابته عليها قائلاً، "هذه الرسالة رقم أربعة التي تصلنا من الألفا سلفادور.. رفيقك بالمناسبة وليس والده." أنهى آدم كلامه مؤكداً من الشخص الذي يتكلم عنه.

ذلك الطفل أرسل لهم أربعة رسائل؟!

أمسكت الورقة، التي اتضح بأنها رسالة رسمية.. للغاية.. موجهة من ألفا السلفادور لألفا جونز. كانت الرسالة عبارة عن مجرد سطرين مباشرين للغاية، يطلب فيها قدومي لمجموعتهم.. ليتم مراسم الرفض التي كان من المفترض ان تحصل منذ عشر سنوات!!

لحظة! ان كان يقصد حينما يتم سن البلوغ وهو الثامنة عشر، هذا يعني بأنه أكبر من آدم بسنة!! أي انه في الثامنة والعشرين من عمره الان.

"أول رسالة كانت قبل عشر سنوات، قبل أن أصبح الألفا. كانت دعوة لبلوغه سن الرشد ولإتمام الاتفاق بينكم.. عن الانفصال،" قال آدم يفسر أمر الأربع رسائل السابقة، توقف متفحصاً اياي ما ان ذكر أمر الانفصال قلقاً.

ماذا به؟! انا من رفض الأمر منذ البداية وليس هم، أمر الانفصال والرفض تم تأجيله لأجلي فحسب، فلما سأنزعج وأتألم لهذا؟

رفعت حاجباً باستنكار لما يفعله. بدى مندهشاً لوهلة على عكس دومينيك الذي بدى انه توقع ردة فعلي هذه. أكمل بجدية بعد ان نظف حلقه، "لست متأكداً بما رد أبي حينها، لكن رده حتماً جعلهم غاضبين للغاية وساءت علاقة مجموعتينا مجدداً."

أنهى آدم كلامه بحاجبين معقودين بانزعاج واضح ليكمل دومينيك، "لكن الأمور تغيرت حين استلم ابن السلفادور مكان والده الألفا مالكوم.. تغير جذريّ،" نظرت باستغراب لدومينيك الذي بدى منذهلاً كلما تذكر الأمر!

أكمل لتصيبني الدهشة، "صحيح ان والده كان الفا رائع للغاية، الا ان ابنه تفوق عليه بشكلٍ واضح. هو بضرف سنة ونصف جعل مجموعة السلفادور أقوى مجموعة وأكثرها شهرة بين المجموعات.. حتى الذئاب الضالة كانت تحذر من الاقتراب من حدودهم، لا يمكن لشيء أن يحدث دون علمهم وموافقتهم باختصار.. أخذوا مركزنا الأول."

هذا.. شيء لم أتوقع سماعه! نحن كنا اقوى مجموعة، الكل قد سمع عنا ويحسبون لنا حساباً. وكل شيء كان يحدث تحت إشرافنا.. التجمعات، الاجتماعات الطارئة وحتى الأعمال والتبادل المشترك كله كنا نحن المسؤولون عن تنظيمه والاهتمام به، وحتى رأي مجموعة جونز كان الأهم فيها.. لكنه سلب عمل عائلة جونز بسنة ونصف فحسب!!

هربت ضحكتي جاعلة من كليهما يستغربا، سألت بفضول زاد من استغرابهما، "كيف كانت ردة فعل ماركوس جونز؟"

Gabriella || جابرييلاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن