الفصل العشرون (قبل الأخير)

4.4K 132 14
                                    

الفصل العشرون (قبل الأخير) من رواية:للخوف قيود.
بقلم/رولا هاني.

تلاحقت أنفاسها ليعلو صدرها و يهبط بصورة سريعة من لهاثها، و بعد عدة لحظات صرخت بإنهيارٍ هي الأخري لتلومه بقسوة غير مكترثة لعبراته التي غمرت وجنتيه:

-هتخطب "تيا" إزاي يعني مش فاهمة!؟

جفف دموعه و هو يطرق رأسه هروبًا من عينيها التي تعاتبه بصورة ألمت قلبه فلم يستطع مواجهتها، بينما هي تضرب صدره بكفها عدة مرات حتي ينظر لها و هي تصرخ بإنفعالٍ:

-بُصلي و فهمني، إنتَ كنت بتضحك عليا!...يعني مبتحبنيش!...كل دة كان كدب!

هز رأسه نافيًا و هو يهمس بنبرته المبحوحة، و هو مازال يهرب بعينيه من عينيها:

-"هدير" إفهمي أنا..

قاطعته صارخة بنبرة جحيمية لم تخرج منها من قبل:

-مش عايزة أسمع صوتك، أي حاجة هتقولها بعد كدة بالنسبالي هتبقي كدب.

رفع وجهه لينظر نظرة أخيرة لعينيها التي كانت تميل للحمرة أثرًا لعبراتها الحارة التي تهاوت علي وجنتيها، تنهد و هو يتمني إستطاعته و قدرته علي إخبارها بكل شئ و لكنه لن يستطيع...والده لن يرحمه إن فعلها!... تمني أن يضمها لصدره الآن و لكن حالة الإنهيار التي كانت فيها كانت لا تسمح بما يريده، إزدرد ريقه بعد عدة دقائق ليقرر وقتها إخبارها بإن خطبته تلك ستكون مزيفة و لكنها لم تعطه فرصة خاصة عندما همست و علي وجهها تلك الإبتسامة المريرة التي لن ينساها أبدًا:

-مبروك.

ثم تابعت بألمٍ قبل أن تخرج من الغرفة بخطواتٍ سريعة و قد أصبح قلبها محطم بصورة لم تختبرها من قبل:

-ربنا يخليكوا لبعض.

سقطت دموعه مرة أخري و لكن تلك المرة كانت بغضبٍ ليحطم كل ما تراه عيناه و هو يصرخ بإهتياجٍ هز أرجاء المكان، فدلفت والدته للغرفة أثرًا لتلك الجلبة لتراه في تلك الحالة المهتاجة لتسأله وقتها صارخة بصدمة:

-"زين" إنتَ كويس!؟

إستدار لها بوجهه الباكي لترمقه هي بعدم تصديق، إقترب هو منها بخطواته البطيئة ليرتمي بين أحضانها و هو ينتحب بنبرة عالية ليرتجف جسده بصورة ملحوظة و كأنه طفل صغير فقد عائلته، لفت "بدرية" ذراعيها حول جسد إبنها لتربت علي ظهره بحنو بعدما جحظت عيناها بعدم فهم و لكن ما شعرت به جعلها تصمت هكذا، نعم فقد شعرت بألم فؤاد فلذة كبدها لتلتمع العبرات بعينيها و هي تحاول السيطرة عليها بصعوبة بالغة، و كل ذلك يحدث تحت أنظار "بدر" الذي وقف يتابع الموقف من خارج الغرفة!
____________________________________________
ركضت لداخل غرفتها قبل أن تغلق بابها بإحكامٍ لتقع علي الأرضية الباردة بعدما لم تستطع قدماها حملها لتستند برأسها علي باب الغرفة و هي تبكي بحرقة ليصدر منها صوت آنين يدل علي وجعها و ألمها، تعالت شهقاتها و هي تضع كلا كفيها علي وجهها لتخفيه، أما جسدها فقد أصابته قشعريرة عنيفة، أزالت كفيها من علي وجهها عندما شعرت بالإختناق، ثم وضعت كفها الصغير علي موضع قلبها لتحاول التنفس بصورة طبيعية و هي تمرر كفها الأخر علي خصلاتها لتسحبها للخلف بعنفٍ و هي تصرخ بأعلي صوتها حتي ألمتها حنجرتها، و بتلك اللحظة إستمعت لتلك الطرقات علي الباب لتصرخ وقتها بنبرة ضعيفة:

للخوف قيودDonde viven las historias. Descúbrelo ahora