الفصل العاشر

4.7K 143 13
                                    

الفصل العاشر من رواية:للخوف قيود.
بقلم/رولا هاني.

-إنتِ إتجننتي!؟

صرخ بها "زين" و هو يهب واقفًا ليرمق شقيقته بتحذيرٍ ملحوظٍ، فردت عليه "كلارا" و الشر يتطاير من عينيها:

-مش دي اللي كنت رافض تقعد معانا عشان أبوها السبب في موت جدو.

جز علي أسنانه بعصبية، بينما "بدر" يهب واقفًا هو الأخر و التوتر يسيطر عليه، أما "زين" فصاح بإنفعالٍ و عينيه تجحظ بصورة مرعبة:

-أسكتي.

تابعت هي حديثها اللاذع غير مهتمة بنظرات شقيقها التهديدية:

-مش دي اللي كنت عايزة تقتلها و تخلص منها، رُد ساكت لية؟

حاولت "بدرية" التدخل بعدما لاحظت نظرات "تيا" التي تتابع ما يحدث بصدمة فهي لن تتحمل المزيد من الفضائح بعد الآن، لذا قبضت علي ذراع إبنتها بعنفٍ ثم صاحت و جسدها يهتز من فرط الغضب:

-"كلارا" ميصحش اللي بتعمليه دة إقعدي.

سحبت "كلارا" ذراعها بقوة قبل أن تصرخ بعجرفة و هي ترمق "هدير" التي تبكي بصمتٍ بغلٍ:

-إنتِ إية مش ملاحظة إنك بوظتي حياتنا!؟

ثم تابعت بمقتٍ من بين أسنانها غير مكترثة لنظرات الجميع التي تحذرها من خطورة ما تفعله:

-محدش عايزك هنا في البيت، أمشي إحنا كلنا بنكرهك.

إلتفتت للجهة اليمني لتجد والدها أمامها و فجأة خرجت من بين شفتيها صرخة هزت أرجاء المكان أثرًا لصفعة والدها القوية التي جعلت أنفها ينزف بغزارة، تلاحقت أنفاسها و هي تنظر لوالدها بصدمة بينما هو يرمقها بجمودٍ هامسًا بنبرة خافتة لم يسمعها أحد سواها:

-إطلعي أوضتك.

كادت أن ترفض ما قاله و لكن نظراته المرعبة التي تصيب المرء بالقشعريرة المفرطة جعلتها تفر هاربة من المكان، و بتلك اللحظة إقترب "زين" من "هدير" ليهمس وقتها بإرتباكٍ:

-"هدير" متصدقيهاش، دي كدابة.

رفعت رأسها لتنظر في عينيه مباشرةً فتنهد هو بألمٍ بعدما لاحظ عبراتها التي تغمر وجنتيها، لذا إقترب أكثر غير مكترث لنظرات الجميع التي تتابعه، ثم جفف عبراتها التي كانت تتهاوي علي وجنتيها قائلًا بأسفٍ:

-أنا أسف علي اللي حصل دة.

جحظت عينان والدته و هي ترمقه بإستهجان، (أسف)!...لم يهمس بها من قبل، لم يستطع قولها من قبل، كيف و بتلك السهولة يستطيع قولها!؟...و وقتها شعرت بمدي خطورة الأمر!...شعر بمدي تأثيرها عليه، فهو لم يستطع تحمل رؤية دموعها الغزيرة، يجب عليها التحرك، يكفي صمت، يجب عليها التدخل سريعًا، إبنها في مرحلة خطر و أكبر دليل لديها هو عيناه التي تلتمع بوميضٍ ساحرٍ يدل علي شئ ما حاولت رفضه بكل الطرق، وجهت نظراتها تجاه "بدر" الذي وجدته يرمقها بإمتعاضٍ واضحٍ علي قسمات وجهه التي إنكمشت بعبوسٍ فعلمت وقتها مدي ضيقه من الأمر، أما "تيا" فقد فضلت مغادرة المكان لتترك لهم مساحة من الخصوصية، بينما "سمير" يكمل طعامه و قد شعر بالملل من تصرفات زوجته التي أصبحت تنغص عليه حياته!

للخوف قيودWhere stories live. Discover now