الفصل 17

87 13 19
                                    


سمع بيرون صوت باب الشقة يُفتح و ذهب نحو المدخل ليتفقده.

"(اسمك)؟ أهذه أنتِ؟" اقتربَ أكثر ليراكِ قد عدتِ للمنزل و كلكِ رضوض و كدمات، كنتِ في حال يرثى لها. غاضبة، لكنكِ لازلتِ تسيطرين على دموعكِ ألا تنهمر. كنتِ ترتعشين و بالكاد تحملكِ قدميك.

"ظننتُ أنه لا يجدر بكِ مغادرة المشفى لمدة أسبوع على الأقـ -.....يا إلهي ما الذي جرى لكِ؟!"

أجبتِ و أنتِ تستنشقين الدماء السائلة من أنفكِ: "تعاركتُ مع كيبي، الفاشل الجبان. لقد جعلته يعض الأرض" و استنشقتِ مرة أخرى "لابد أنك فخورٌ الآن كون تدريباتكِ آتت أُكُلها، و لأن... و لأنك كنت على حق طيلة الوقت. أنا آسفه لم أدرك هذا إلا متأخرًا" قلتِ و عينيكِ بالأرض بالكاد تنظرين في اتجاهه حتى.

"اتركيكِ من هذا الآن و دعيني أرى جراحك..." مد يده ليفحص وجهك لكنك تلافيتِه.

"كلا أنا بخير"

"لستِ بخير، لقد أجريتِ عملية خطيرة و بالكاد أخذتِ كفايتكِ من الراحة و ها أنتِ تعودين بهذه الهيئة!"

"...سأخلد إلى النوم"

أغلقتِ باب غرفتكِ خلفكِ و لم تخرجِ منها طيلة اليوم، حتى أنه ناداكِ للعشاء لكنكِ أخبرته بأن يأكل و ألا ينتظرك. تأخر الوقت كثيرًا و تجاوزت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل و لكن بيورن يعلم أنكِ لستِ نائمة رغم أن مصابيح غرفتكِ مطفأة وليس هنالك أي صوت يصدر منها. هو يعلم لأنه في جميع الليالي التي قضاها هنا قد لاحظ مصابيحكِ التي لا تُطفأ إلا قبل طلوع الفجر لسويعاتٍ قصيرة فقط. لاحظ مباشرة نومكِ الخفيف، و أنكِ حالما تستيقظين لا تستطيعين العودة إلى النوم بسهولة. كيف لشخصٍ أن يصمد كل هذه المدة دون أن يفقد الوعي؟ تمنى لو كان باستطاعته مساعدتكِ بطريقة ما.

أما أنتِ، كنتِ متقوقعة في غرفتكِ تخشين الخروج و النظر في وجهه، خفتِ ألا يسامحكِ، كيف كنتِ غبية و ساذجة لهذه الدرجة؟ حتى بعدما ساعدكِ مرارًا و تكرارًا، لا زلتِ تدفعينه بعيدًا عنك كسائر الناس.

يا إلهي، أنا حقًا وحيدة!

كل تلك الأفكار السيئة تدور في رأسكِ بسرعاتٍ جنونية.

لابد أن هذا عرَضٌ آخر من الأعراض الجانبية للدواء، لستُ على طبيعتي هذه الفترة، آه و لا الفترة الماضية من حياتي. ما هي طبيعتي إذًا؟ من أكون دون تأثير الناس من حولي؟ في الواقع ربما تكون هذه هي نفسي الحقيقة، بغيضة و لا يحبها أحد.

هذه الفكرة وحدها دبت الرعب فيك، عليك التعايش مع نفسكِ للأبد، و ليس هنالك مفر من ذلك. هناك طريقة واحدة للهرب في هذه الحالة ألا و هي...

.......

هل أنا حقًا من تريد الموت....؟

بدأتِ تجدين صعوبة في التنفس، نبضات قبلكِ قد تسارعت في غضون لحظات وجيزة و هذه الأفكار تزداد سوءًا، كلما حاولتِ إيجاد تفسير منطقي لتهدئة نفسكِ تتوصلين إلى نفس الإجابة مرارًا و تكرارًا، الخطأ يكمن فيكِ أنتِ و لا أحد غيركِ! بدأتِ تتصببين عرقًا و يداكِ ترتعشان. شعرتِ بألم في صدركِ و كأن قلبكِ على وشك التوقف، شعرتِ برعبٍ مُطلق.

الأمير و الوحش - فينلاند ساغاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن