بارت 19

2.8K 182 140
                                    


توسطت الشمس السماء ناشرة أشعتها المعتدلة تنير معالم مدينة طوكيو ..

و أمام قصر آل سوزوكي توقفت سيارة تاناكا ليترجل منها بصبرٍ قد نفذ ليتجه نحو باب سيارته الاخر لكي يفتح بابها ، كان وقتها صياح يوتا و ضرباته علي زجاج النافذة لم يهدأ ، كان عصبي تماماً ! لقد كاد سيتسبب بحادث عدة مرات بسبب ما يفعله !

فتح الباب بشئ من العصبية و كاد يصرخ الا أن خروج يوتا بسرعة من السيارة ليركض داخل المنزل جعله يزفر أنفاسه بحدة و يحاول تهدئة نفسه و يعطيها بعضاً من الصبر .. عليه أن يتعامل مع هذا الفتي بإدراك لعل الامر يجدي نفعاً !

بالداخل كان الجميع يجلسون بهَم قد أحاط بهم بدائرة من القلق ، كازو و ميرا كانا يجلسان قرب ماكوتو الشارد حتي قطع شرودهم تلك الضجة ، توجهت عيناهما مع دخوله لتتوسع عيناهما بصدمة و لهفة !!

" ما .. ماكوتو .. "

انتبه المعني نحو أخاه ، لا يعلم لما من بين الجميع ناداه هو لكنه لم يفكر كثيراً بينما ينهض و يتجه له بقلق ليتفقده ، و الاصغر تقدم مقلصاً المسافة بينهما ليفاجئ أخاه بعناق خصره بينما يهتف بخوف :

" لا تدعه يقترب مني ! "

قطب جبينه بشئ من الحيرة ثم أبعده و انخفض نحوه يسأله بقلق بينما يحدق بوجهه يتفحصه من أي جروح أو كدمات :

" هل أنت بخير ؟ و من تقصد بطلبك ؟! "

" أنه يقصدني ، صحيح يا يوتا ؟ "

تدخل بينهما بتنهيدة متعبة ، يعلم جيداً أنه لا يستطيع التعامل مع عناد طفله لكنه هذه المرة سيحاول !

توسعت عين يوتا ليسرع فوراً يحتمي بظهر شقيقه بجسد يرتجف و أعصاب تالفة تماماً بينما يصرخ :

" أجل أنه أنت ، لا اريدك ، لا اريدك .. أنا أكرهك ! "

تقدم كازو و خلفه ميرا بسرعة ، وقف كازو إلي جانبه مستعداً للدفاع عن رفيقه بأي لحظة بينما اقتربت ميرا لتأخذ أخاها بعناق من الخلف تهمس نحو أذنه :

" إهدأ ، نحن معك ، لن يؤذيك أحد ."

و بالفعل سرعان ما هدأ علي كلماتها بل سكن تماماً غامراً وجهه بظهر أخاه الذي نظر الي والده متنهداً بانزعاج و قائلاً :

" أبي أيمكنك التعامل ولو لمرة واحدة مع يوتا بشكل ملائم لعمره ؟! .. ثم أين عثرت عليه ؟! "

تنهد :
" لقد كان مع أشينا ."

ذهل أغلبهم لكن لا أحد منهم تحدث الا أن يوتا تمرد بالحديث بينما يظهر جزء من وجهه ليرى والده :

" أنها .. أنها خالتي و هي ليست سيئة .. و أنا أردت البقاء معها ! "

أعطاه نظرات غاضبة جعلته يعود مجدداً ليخفي وجهه ، أحس ماكوتو لحظتها بذراعي أخاه تحاوط خصره أكثر برجفة خوف كامنة فنظر لوالده مبعداً الصدمة التي تلقوها تواً :

حياة يوتا *مكتملة*Where stories live. Discover now