بارت 18

2.7K 182 169
                                    

بالرغم من أن الليل قد حل بالفعل إلا أن الإزدحام و الضجيج لم يهدأ في شوارع طوكيو ، كان منظر المدينة ليلا يسر العين فالقمر قد توسط سمائها السوداء و تناثر النجوم حوله أظهر سحر لا يقاوم ، أما أضواء البنايات و لوحات الإعلانات و شاشات العروض التي علقت على واجهة عدة بنايات فهي حقا شيء جميل...

خرج من الشركة برفقة سكرتيرته التي هي زوجته و استقلا السيارة عائدين إلى البيت و في الطريق كانا يتحدثان عن تصرفات ابنهما و يضحكان أثناء عبور السيارة فوق الجسر لكن فجأة صرخت زوجته بذعر بكلمة " إنتبه " فذعر حين إنتبه إلى ما تشير إليه وحاول إيقاف السيارة ولكن لم يتمكن من فعل ذلك و إصطدمت السيارة بسيارة أخرى مما أدى لسقوط السيارة الأخرى إلى أسفل الجسر....

صرخ بذعر تزامنا مع فتحه عيناه و إستقام جالسا يتنفس بسرعة بينما العرق يتصبب من جبينه...

طرقت كيرارا الباب بعد سماعها لصراخ شقيق زوجها و عندما لم تلقى رداً فتحت الباب فرأته بتلك الحالة فقالت بهدوء:
" ريو ، هل أنت بخير؟ "

رفع نظره لها وقال:
" اجل بخير، فقط إنه ذلك الكابوس مرة أخرى "

تنهدت كيرارا بحزن فهي لا تعرف ماذا تقول له لكن كان عليها قول شيء ما لذا قالت:
" سأذهب لأجلب لك الماء..."

أغلقت الباب و اتجهت للمطبخ بينما قلبها يعتصر ألماً فلما هذه العائلة لا تجد السعادة ابدًا؟

توقفت حين رأت ماكوتو فإستوقفته قائلة: " هل عثرتم عليه؟ "

هز رأسه بالنفي وقال:
" ليس بعد، لم نستطع الوصول لذلك الشخص بعد "

تنهدت هي بيأس ثم تحولت ملامح وجهها للغضب حين رأت هيرو ينزل الدرج بثياب النوم بينما يتثائب فصرخت كيرارا بغضب قائلة:
" الجميع لا يستطيعون الجلوس حتى بينما كل ما تفعله أنت هو النوم و التسكع في الخارج "

نظر هيرو لها بعينين ناعستين وقال:
" وماذا تريدين مني أن أفعل؟ حتى الشرطة لم تستطع إيجاده بماذا سأفيدكم أنا؟ "

فصرخت في وجهه قائلة:
" أغرب عن وجهي "

فعاد هيرو أدراجه بينما طلب ماكوتو من كيرارا أن تهدأ لأن الغضب لن يجدي نفعاً.....
أما سايا فقد كانت جالسةً في غرفتها تبكي ندماً أو بالأحرى تبكي لأنها عاجزة عن فعل أي شيء فلو أنها كانت قوية لكانت استطاعت الوقوف في وجه أخيها تاناكا أو بالعودة إلى الماضي ربما لو كانت قوية لوقفت في وجه سيلينا و منعتها من إيذاء يوتا ولكن هيهات....
هذا ما كانت تفكر به فهي ومنذ وقت طويل تشاهد ما يحدث فقط دون فعل أي شيء، انفصلت عن زوجها، تشتت عائلتها الصغيرة، عاش ابنها الوحيد بعيداً عن والده و هذا كله بسبب أنها ضعيفة، هذا الأمر يؤرقها ولطالما كان كذلك، ضعفها وعجزها يستمران في ارهاق قلبها ولكنها لا تستطيع التغلب عليهما و أثناء تفكيرها بهذا تسللت إلى عقلها ذكرى من الماضي البعيد.....

حياة يوتا *مكتملة*Where stories live. Discover now