ربما لهذا هو مريح هكذا، لأنني حاولت كل جهدي لأفعل الأشياء الصائبة فحسب، حتى ان كانت النهاية هكذا..

تملكني الاستغراب ما ان رأيت نقطة بيضاء في الأفق المظلم. ما هذا؟؟ ضيقت عينيّ بقوة ما ان اتسعت ليسقط بعض الضوء الصادر منها على وجهي! هل هذه الجنة؟

عدلت عن الفكرة ما ان عاد الألم الفظيع شيئاً فيئاً ليخترق عظامي. أقشعرت اطرافي وشعرت بالبرد! بالبرد الشديد.

مددت يدي بصعوبة أزيل الأشياء التي ثبتتني بالأرض، أشياء سميكة أجهل ماهيتها. دفعتها عني بارتجاف وارهاق، وما ان فعلت صدمني ضوء ساطع للغاية، كنت حقاً سأقول ربما انا في الجنة لكن لا يوجد ألم هناك.

أغلقت عيناي بألم ورمشت عدة مرات لأعتاد على الضوء. أستطيع الشعور بجسدي المرهق للغاية، خالٍ من أي قوة يرتجف كما لم يفعل من قبل حتى حينما كنت اتدرب دون توقف لعدة ساعات.

اتكأت بصعوبة على الأرض الصلبة أسفلي لأدفع جسدي للنهوض ببطء. جلست بمكاني دون أي حركة، أحاول معرفة أين أنا! كيف وصلت لهذا المكان الغريب؟ ألم أمت؟

كان المكان شديد الاخضرار، بشكلٍ جعلني أتساءل ان كان المكان مهجوراً! وبقربي قبعت شجرة كبيرة للغاية، جذورها كبيرة تغطي نصف ما حولي وهي الشيء الذي كان فوقي.

هل رموني بهذا المكان بعد ان ظنوا بأنني مت؟! يال اللطف، هو رمى جسدي بمكان لطيف كهذا! من كان ليتخيل.

توقفت فجأة افكاري وتجمدت مكاني بعد أن ضربت أنفي رائحة خفيفة للغاية.. رائحة مألوفة..

لا أعلم كيف امتلك جسدي القوة ليتحرك، الا انني ما ان ضربت رائحتهم انفي تحرك من تلقاء نفسه. شعور مروع للغاية بدأ ينمو داخلي، جلست بسرعة لأزيل جزور الشجرة بسرعة وهلع متجاهلة يداي المرتجفتين.

توقفت يداي بالهواء ما ان ظهر وجه ديان، تنفست بقوة محاولة الا أفقد رباطة جأشي لأخرجه من هناك. "لا.. لا ارجوك.. لا.. ديان.. استيقظ.." حركت وجهه بلطف. كان يغلق عينيه بهدوء ورغم ان ذرات التراب عبثت بشعرة الأشقر الا انه لا زال كما هو مجعد وجميل.

لابد انه نائم أو انه فاقد الوعي مثلي فحسب.. هو سيصحو. آشلي.. ماذا عن آشلي. لم تكن بعيدة عن مكان ديان، بجانبه تماماً. سارعت بإخراجها هي الأخرى، لتعبث خصلاتها البنية الطويلة بأصابع يدي ما ان فعلت بسبب الرياح.

وضعتها بلطف بقرب ديان ثم سارعت لإخراج ثالثهم، البيتا رايلي بالطبع. كان إخراجه صعباً فقد كان أثقل من ديان وآشلي الا انني نجحت في النهاية. نظرت لتعابير وجهه الذابلة والخدش الذي اعتلى وجهه بسبب معركته التي خاضها مع اللعين ماركوس.

وقفت بوهن لتخرج الكلمات مهتزة بشدة، "لا تقلقوا، سأحضر المساعدة.. ستكونون بخير.. سيكون كل شيء بخير.." جريت بصعوبة باتجاه بيت المجموعة ما ان ألفت المكان حولي، كان مختلفاً قليلاً لكن هذا آخر ما قد أهتم به في هذه اللحظة.

Gabriella || جابرييلاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن