الفصل الثامن

2.4K 59 4
                                    

#حيرة_لا_ تنتهي
#البارت_الثامن
**___**____**___&&&&
تطلع نور إلى فخري و سهيلة باستغراب وسألها
"ديون إيه اللي هيسددها ورثك بسبب أفعالك يا هانم".
ارتبكت سهيلة وابتلعت ريقها بصعوبة وبللت شفتاها اللتان جفت
"أفعال إيه؟ هتصدق أخويا؟ ده طماع وجشع، وسرق ميراثي، و بيتهمني بالزور علشان يداري على ظلمه ليا، مش كفاية موت أبويا بسب إنه كان هيجوزني لواحد قد أبويا، لولا عمي أنقذني منه، و أهو عمي قدامك إسأله".
تدخل فخري بالحوار ليوضح لنور الحقيقة
"فعلا حصل، وانت فاكر يوم ما جيت لينا البيت، كان عايز يرغمها تتنازل عن ورثها بنص الثمن، وأنا وقفت ليه، وانت بنفسك أنقذتها في مره تانيه لما حاول يخطفها".
حك نور ذقنه بيده ونظر لهم متأملا ولمعت عيناه فجأة
"أنا هستأذنكم، ثواني وهرجعلكم".
ويتركهما سويا ويخرج مسرعا لخارج المحكمة، حتى يلحق بأخيها فوزي، ويلمحه وهو يشير لسيارة أجرة حتى تقله إلى المحطة، فيلحق به نور ويناديه
"أستاذ فوزي، يا أستاذ فوزي، لو سمحت".
استدار له، وقد اختفت ملامح الغضب من على محياه، وحل محلها الحيرة والاستغراب لملاحقة نور له، وسأله بتهكم
"نعم أي خدمة؟ عايز إيه؟ مش اتجوزتها، اشبع بيها ربنا يهديهالك".
مد له نور يده بمودة للمصافحة
"عايز أبدأ معاك صفحه جديدة، انت أخو مراتي، و هتكون خال أولادنا و عايز الاحترام والود يكون سمه ما بينا، وإذا كان على موضوع الميراث أنا هخلي سهيلة تتنازلك عنه مدام حقك و هتسدد بيه ديونها، وأنا كفيل بزوجتي وأقدر أكفلها وزياده، بس ديون إيه اللي كانت عليها علشان أفهم".
ارتبك فوزي من ذكاء نور فيما يحويه كلامه من أخلاق عالية، وذكاء لمعرفة هل زوجته عليها ما يدينها فعلا؟
وما هي أفعالها التي تم سددها بكل ميراثها؟
ابتسم له فوزي بخجل من أخلاقه
"لا، ميراث مراتك موجود، وتقدر تشرفنا انت وهي و تآخده، أما الديون اللي كنت باتكلم عليها كانت بسبب دلع أبويا ليها، من لبس ودهب، لكن ده حقها إذا ماكانتش تتدلع في خير وعز أبوها هتتدلع امتى؟"
ومد يده يصافحه بمودة وتنهد
"عفا الله عما سلف، أختي كانت مدلعه أوي، وكنت عايز أجوزها وأخلص من عنادها ودلعها الزايد، والحمد لله ربنا كرمها براجل زيك، وإن شاء الله هيهديها على إيدك، ودفاعك عنها قبل كده بيأكد إنك شهم و هتصونها، خلي بالك منها، وابقى تعالى زورنا، وحقها في ميراث أبوها هتآخده كامل وأزيد من سعر بره لو هتبيع نصيبها في الأرض، دي أختي الوحيدة اللي مليش غيرها بالدنيا وأنا اللي ليها، أزودها مش آخد منها، وخلاص كانت وزة شيطان وراحت لحالها، وأنا يشرفني نسبك يا...".
تطلع له نور بحيرة وغيمت عينيه بضيق وتنهد بعمق
"نور، اسمي نور، وأنا اتشرفت بيك يا أستاذ فوزي، وأوعدك بس دراستي تخلص وآجيبها وآجي أزوركم إن شاء الله".
ضمه فوزي بمودة وربت على ظهره
"وإحنا بانتظار تشرفنا انت ومراتك، وهجهزلك كل حقها وقت ما تطلبه، أستأذن أنا علشان متأخرش على القطر، سلام عليكم."
وتركه وركب سيارة أجرة، ونور ينظر إلى السيارة، إلى أن اختفت تماما وسأل نفسه باستغراب
"معقول!! أنا فهمته غلط و إلا إيه."
وقبل أن يبدأ بتحليل ما حدث رأى سهيلة وعمها مقبلان عليه، فذهب لهم وأبلغهم بما دار من حديث بينه وبين فوزي، وأنه طلب زيارته ومسامحته لأخته ووعد بإعطائها حقها بالكامل، وأنه سعيد بزواجها."
نظر له فخري باستغراب
"مش معقول!! أخيرا ربنا هداه، وإلا يمكن علشان عرف إن وراها رجاله هتقف ليه، وحقها بشرع الله هتآخده هتآخده."
ابتسمت سهيله لهم، وحمدت ربها بينها و بين نفسها أن أخاها لم يكشف سرها وستر عليها بالرغم مما فعلته به، و تجنيها عليه بأنه جشع، وطامع، وتسبب في موت أبيها أمام عمها وزوجها.
"طبعا يا عمي، ربنا يخليكم ليا وما يحرمني منكم، ولا منك يا نور أكيد عرف إنك مش هتتنازل عن حقي، قال أرجعه من غير مشاكل، لأنه مش قدك ولا يقدر يقف بوشك."
سكت نور وهو ينظر لها بتمعن ويسأل نفسه
"يا ترى إيه السر اللي بينك وبين أخوكي؟ وخاف يقوله يفضحك ويفضح نفسه قبلك، وايه هي ديونك اللي سددتها يا سهيلة."
أفاق من شروده و انتبه لعمها وهو يوقف سيارة أجرة وينادي عليه، ليركبوا و ينطلقوا إلى الحارة.
**************
نزلوا من سيارة الأجرة وسبق نور فخري ودفع الأجرة وشكره لتعبه معهم
وسلم عليه مودعا ونظر لسهيلة
"اسبقيني انتِ على الشقه، وأنا هروح أفتح الورشه و هحصلك لما أخلص الشغل اللي ورايا، خدي،( وأخرج ميدالية المفاتيح، وأعطاها مفتاحا) ده مفتاحك خليه معاكي علشان لو حبيتي تخرجي، أو تروحي مشوار، أو تزوري بيت عمك."
تطلعت له سهيلة بغضب وحدثته بحدة
"ورشة إيه! وشغل إيه! انت ناسي إنك عريس مكملتش أسبوع، تعالى سيبك من الشغل وأنا هخليك تنسى الدنيا وما فيها، وإلا أنا عملت حاجه زعلتك وعايز تعاقبني بالبعد عني."
زفر نور بضيق وأمسك ذراعها معنفا
"اسمعي، أنا راجل أرزقي، وباب رزقي الوحيد ورشتي، وإلا ناسيه أنا إيه؟ أنا أسطى عجلاتي، لا عندي ثروة، ولا ورث أسدد بيه ديوني،( ويتهكم بضحكة ساخرة) مصاريف الفرح والجهاز كل دي ديون عليا، لازم أسددها، قعدتي جمبك مش هتأكلنا، يلا اطلعي ومش عايز كلام كتير، واسمعي لو حابه تروحي لبيت عمك اتصلي بيا الأول، فاهمه وإلا لاء."
ضربت قدمها في الأرض اعتراضا على كلامه، لكنها أخذت منه المفتاح وصعدت شقته وفتحت الباب وضحكت بسخرية
"مش مهم، خلي النهار للورشة، والليل ليا ونشوف مين هيكسب."
فتح نور الورشة واتصل بمراد حتى يأتي له.
وبعد أقل من ربع ساعه حضر مراد قادما من كليته، ومعه جميع المحاضرات التي فوتها نور بسبب الزواج و تحضيراته.
دخل عليه مراد و البسمة تعلو محياه
"مصدقش لما لقيتك بتتصل بيا وتقولي عدي عليا في الورشه، فيه إيه يا بطل زهقت من العسل كده بسرعه، وإلا وحشك الشقى."
شده نور أجلسه بجواره وقال له بنفاذ صبر
"اقعد وبطل رغي كتير، عسل إيه وهباب إيه؟ أنا شكلي دبست نفسي بمصيبة، النهارده كانت جلسة قضية الوصاية اللي رفعها أخوها عليها، وقال كلام مخليني مش طايق نفسي من ساعتها".
تعجب مراد من حديث نور وسأله باستفسار
"ليه؟ قال إيه خلاك وصلت للحاله دي؟ وهي ذنبها إيه؟".
فرك نور يداه ببعضهما ونهض واقفا، وكور يده، وبقبضة يده ضرب الحائط بعصبية
"كلام أخوها بيقول فيه سر بينهم، ونظرته ليها فيها غضب غريب، مش غل أو جشع، لكن كرامه".
تطلع له مراد بحيرة وأمسك يده التي ضربها بالحائط
"يا عم إهدى كده وفهمني، ليه ميكونش ظنك غلط، والبنت مظلومه وأخوها فعلا جشع، قولي إيه سبب ظنونك و ريحني".
جلس نور أمامه و شبك يداه ووضعهما تحت ذقنه
"هقولك، وفسر انت، وقولي ظني صح وإلا لاء،
إزاي أخوها كان عايز يجوزها طمعا في اللي هيآخده من ورا جوزتها و يقولي إنه سعيد بجوازها مني، وقبلها كان بيساوم عمها على ميراثها وكان عايز يخطفها علشان ميدهاش ورثها، ورفع القضيه علشان يآخد الوصاية عليها، وبعد ما خسر القضيه نفس عن غضبه وقال إنها ملهاش نصيب في الورث لأنه سدد ديونها، ولما روحت استفهم منه قالي إن ورثها موجود وكامل، وإنه جاهز يسلمه ليها وقت ما تطلب، قولي ازاي عايزني اقتنع إن مفيش حاجه أخوها وهي مخبينها عني، وده سر إنه وافق يرجعلها ثروتها، علشان السر ميتفضحش، قولي إيه الصح؟"
زفر مراد بحيرة ونظر لنور وشاركه التساؤل والاستغراب
و حدث نفسه "يا ترى إيه السر اللي خلى فوزي يوافق على جواز أخته من نور ويرحب بيه و بنفس الوقت يعرض عليه يعطيها ورثها".
تنهد مراد وقال لنور
"اسمع يا نور، سهيلة دلوقتي مراتك، ومهما كان السر اللي مخبياه عليك ده ماضي وانتهى، واللي يخصك مستقبلها معاك، راعي ربنا فيها وصون عشرتها وأكيد لو ربنا عالم إن المستخبي خير ليك هيظهره في وقته، وخلي الأيام هي اللي تحكم ما بينكم واتوكل على الله".
زفر نور زفرة حمّلَها ما به من ألم وفكر عميق "ونعم بالله".
**************
وهناك في مكان آخر وصل فوزي إلى داره وهو مكتئب وحزين ودخل على زوجته التي رمقته بنظرة غريبة وسألته
"فين أختك؟ مجتش معاك ليه؟ إوعي تقول عمك كسب القضيه".
ذهب فوزي تجاهها وهو مهموم، وجلس قربها
"لا عمي كسبها، ولا أنا خسرتها، سهيله اتجوزت الراجل اللي كان خاطبها، شكلهم عجلوا بالزفاف لما رفعت القضيه،
اللي صعبان عليا إنه اتجوزها على عماه، وشكله ابن ناس ومحترم واختي متستحقش واحد زيه، وعلشان مفضحش نفسي قدامه قولتله إني هديلها نصيبها وزيادة، ومدام هيستر على شرفنا مش مهم المال، كفاية إن ولادي مش هيتعايروا بسمعة عمتهم، اللي عمايلها كانت هتسود وشنا وتلطخ سمعتنا كلنا بالوحل، مش كفاية ابويا مات بسببها لما اتجبرنا نوافق على جوازها من عثمان بيه، الوحيد اللي قبل يتجوزها وكان هيرد لينا الفدان اللي إتاخد ثمن ستر على مصيبتها، وكمان واجع قلبي وحارق دمي إن عمي شايفني ظالم ومفتري، وأنا غصب عني حطيت في بقي حزمة قديمة وسكت على افترى سهيلة عليا، علشان مفضحهاش قدامه، وكمان ميعيبش علينا في تربيتنا ليها، آه لو تشوفي بناته، يشرحوا القلب الحزين، مش زي سهيلة الشيطان راكبها، لو تموت كان يبقى أرحم للكل ونخلص من شرها، ربنا يستر و الراجل الغلبان اللي اتجوزها ميعرفش مصايبها وتعمل معاه اللي عملته هنا، ويطلقها وتبقى فضيحتنا بجلاجل وعلى كل لسان".
قالت له هند والغضب يعتريها
"وليه معرفتوش؟ يمكن يقدر عليها، ويكسررقبتها، بس اللي هيجنني ازاي قدرت تلف دماغها وتتجوزه في ثمان شهور بس".
رمقها فوزي بنظرة غاضبة وصاح فيها بعصبية
"انتي اتجننتي يا هند، يعني ربنا يسترها وأنا أفضحها، دي أختي وشرفها وسمعتها تمسني وتمس ولادي بعدي، والحمد لله إنه مكتشفش مصيبتها وراضي بيها، وبيدافع عنها، ولو على نصيبها في الورث اللي مش من حقها تآخده ونخلص منها ومن بلاويها، قومي وبطلي كلام كتير وجهزيلي لقمة آكلها، أنا مفطرتش لحد دلوقتي، واسمعي ادبحيلنا دكر بط و اعمليلنا عشوه حلوة من إيدك الواحد نفسه اتفتح زي ما تكون غمه وانزاحت".
************
وفي الكلية عند مايا
خرجت من المحاضرة وظاهر على ملامحها الإعياء والتعب بشدة، خرجت في إثرها صديقتها هدير وسألتها بلهفة
"مالك يا مايا سيبتي المحاضرة وخرجتي ليه؟"
نظرت لها مايا بإجهاد وعيون غائمة بحزن عميق
"حاسه إني دايخه ومخنوقه أوووي، ونفسي مش قادرة آخده و..".
وقبل أن تكمل كلامها ،غامت الدنيا أمامها وانهارت ووقعت أرضا
صرخت صديقتها، وفي ثوان معدودة حملها الشباب وأدخلوها للوحدة الصحية بالكلية ليقوموا بإفاقتها،
سألت الطبية المسؤولة عن الوحدة صديقتها عن اسمها، وعن سبب إغمائها وإذا كانت تعاني من مرض بالقلب
أجابتها صديقتها المقربة هدير
"أبدا مايا عمرها ما اشتكت من حاجه، بس بقالها كام يوم مش على طبيعتها، والنهاردة خرجت من المحاضرة لما حست بدوخة، واسمها مايا فخري عبد الرحمن".
لتنهض طالبة من المقعد كانت تحادث الطبيبة أثناء دخولهم
وجرت ناحية مايا، وأمعنت النظر فيها، وغمرتها بحضن قوي وحاولت إفاقتها وهي تقول لها
"ميوش حبيبتي، مش ممكن، أخيرا لقيتك، وهنا معايا بنفس الجامعه، أنا أكيد باب السما كان مفتوح لما دعيت ألاقيكي".
سألتها الطبيبة باستفسار "انتي تعرفيها يا غادة؟"
ضحكت غادة ضحكة فرحة وسعيدة
"أعرفها إيه؟ دي توأم روحي، هي دي مايا يا طنط ماجدة اللي كنت بحكيلك عليها من شويه، المهم فوقيها و قوليلي مالها؟"
تناولت الطبيبة أمبولا وحقنتها بحقنة منشطة للدورة الدموية
وقالت لغادة "استني دقيقه وهتفوق، الواضح إن عندها إجهاد نفسي وعصبي لأن مفيش أي مرض عضوي، ده الواضح من التشخيص المبدئ، لما تفوق هنقدر نفهم منها سبب الإغماء".
بدأت مايا تفتح عينيها بصعوبة، وأغلقتهم مرة ومرتين
وانتبهت أنها نائمة وعيون صديقاتها متحملقة حولها تحدق بها ولفت نظرها
عيون تنظر لها بسعادة وضحكة كبيرة مرسوم على وجهها
حدقت بها مايا لبرهة وحاولت أن تستجمع ملامحها وصاحت
"انتي غادة؟ مش ممكن!! غادة شوقي محروس صح؟"
ارتمت غادة في حضنها، وبكت بفرحة
"أخيرا لقيتك، من ساعه لما رجعت مصر وأنا هموت وأوصلك".
نهضت مايا وغادة ساعدتها لتنهض، وغمرتها في حضنها وبكت
"ياه يا غادة، جيتي في وقتك، أنا محتجالك أوي، أوي يا صاحبة عمري، متعرفيش شوفتك ردت فيا الروح ازاي".
قالت لها الطبيبة بهدوء
"الأول نفحصك و نتأكد من إنك بخير، وتقدري تاخدي المشكله دي وتخرجي انتي وهي مع بعض من هنا".
ضحكت غادة "معلش يا مايا، أصل عمتو ماجده متعرفكيش،
ومتعرفش انتي غاليه عليا ازاي، بس خليها تفحصك وبعدين نتكلم، اتفضلي يا طنط افحصيها كويس دي توأمتي".
و تبدأ الطبيبة في فحص مايا باهتمام و تسألها بضعة أسئلة لتطئمن بها عن حالتها النفسية لتؤكد تشخيصها الأولي أن الإغماء نتيجة إرهاق فقط، وتسمح لها بالخروج هي وصديقتها بعد أن وصفت لها بعض الفيتامينات، وأوصتها بالراحة ليومين.
صحبت غادة مايا، وخرجت معها وركبت سيارتها وبجوارها مايا
قالت لها غادة باستفسار
"اوعي تقوليلي إنك لسه ساكنه في شبرا، أنا رحت من يومين ومعرفتش أوصلك، المكان اتغير أوي، وكل الحارات شبه بعض، وبصراحه نسيت اسم حارتكم".
ضحكت مايا بإعياء، لكنها سعيدة لملاقاة صديقة عمرها
"أيوه لسه في شبرا، وفعلا المكان اتغير عن زمان، و متنسيش دول خمس سنين، قوليلي رجعتوا امتى؟ ومرات أبوكي عامله إيه معاكي؟ ودخلتي كلية إيه؟ اوعي تقوليلي طب".
ابتسمت لها غادة في تهكم وسخرية
"مجموعي مجبش طب، بس لحقت السبنسه ودخلت صيدلة، أهو هبقي دكتورة بطريقه تانيه، وانتي دخلتي إيه؟ وقوليلي اتخطبتي وإلا لسه؟ ومالك لونك مخطوف كده؟"
سحبت مايا نفسا طويلا وعميقا مصحوبا بألم خفي
"دخلت إعلام، أما الخطوبة شكلي مليش نصيب في اللي قلبي اختاره، ولوني مخطوف من حزني على حاله".
أوقفت غادة سيارتها فجأة
"مايا انتي حبيتي بجد؟ وإيه سبب إنك مش هيكون ليكي نصيب معاه؟ إوعي تقولي خطب غيرك".
تنهدت مايا بألم وضيق، ودموعها تجري في مقلتيها
"يا ريت خطب، ده أصيب بمرض لعين مفيش شفاء منه".
و قصت على مسامع صديقتها حكايتها، لتأخذها غادة بحضنها ،وتبكي وتمسك يداها بقوة وتقول لها
"إوعي تتخلي عنه يا مايا، مدام واثقه إنه بيحبك بجد، واسمعي أنا هساعدك تقفي جمبه لحد ما ربنا يشفيه مما ابتلاه الله، و يرجعلك، بس الأول لازم ترتاحي علشان اللي جاي عايزك قوية، لأنه محتاجلك أكتر ما انتي محتجاله".

ودخلت غادة بسيارتها الحارة، وصدمت شابا وسيما جدا، كان يسير شارد الذهن لتنزل وتصيح فيه بغضب وحدة
"انت يا أعمى، يا متخلف، ماشي زي الأهبل كده، مش تبص حواليك، وإلا عايزني أشيل الذنب في واحد زيك ولا يسوى".
نزلت مايا وحاولت إسكاتها، ونظرت للشاب بخجل وقالت
"أنا آسفه ليك يا ........؟؟"
☆☆☆☆☆●●●●●☆☆☆☆☆
#يتبع.......
#سلمى_سمير

رواية ( الخطيئة) للكاتبة سلمي سميرKde žijí příběhy. Začni objevovat