٧- "الكثير مِن التأمُـل".

74 17 10
                                    

رأفت|ميرال

الأرواح المُتألمة عندما تلتقي ببعضها تشعرُ بأنجذاب طفيف في بادئ الأمــر، يتطور ذلك ويصبح قوة خفية تتحدد ماهيتها وتأثيرها لاحقاً..
وعلى حسب أفعال واقوال من يمتلكون تلك الأرواح..


يوم مُمطِر، الساعة الثانية عشر ونصف مساءً

ميرال طوال الوقت تراقب رأفت
وكيف يداعب قطته التي تتشبث بمخالبها بقماش سترته.

بعد أن وصلا الشركة، كان المطر قد قلَّ واصبح قطرات قليلة جداً
رأفت وميرال يسيران بإتجاه واحد.

قابلاهما فاتن وعلي
"مرحباً سيدي"
قال علي

وفاتن ظلّت صامتة تتأمل ميرال التي لاتزال في زيها المدرسي وتبـدو متوتـرة من خلال امساك قماش زيها.

"سندخُل أنا وهي، من فضلك لا تدع أحداً يدخل لمكتبي"
قال رأفت وهو يحتضن القطة الى صدره

"بالطبع"
قال علي بشرود، وهو يتأمل رأفت
وكيف يغطي شعره وعيناه ويديه..
وشعر بالقلق، خائفاً من إنه قد اذى نفسـه مُجدداً.

"ماذا نفعل الآن؟"
قالت فاتن بتردد وهي تتأمل علي الذي لايزال ينظر لكل من رأفت وميرال التي تسير بجانبه.

"لنذهب، نشتري قهوة ونعود بسرعة "
قال وهو يبتسم إبتسامة رقيقة

اومأت وهي تتقدم خطوة تحثه على الذهاب..
_______________________________________

"أرفعي رأسكِ، وارخي اكتافكِ"
قال بهدوء

ميرال متوترة بسبب نظرات الجميع
"لا استطيع، انهم ينظرون إليّ جميعهم"

تنهـد
"سيكلفني هذا الكثير"

قال وهو يفتح باب مكتبـه
"اُدخلي".

دخلت و وقفت بقرب الباب
ولم ترفع رأسها بعد، يديها تزداد بالقبض على زيها المدرسي

المكتب إنارته خافتة، ورائحة رأفت كالعادة تحيط بالمكان بأكمله.

انزل رأفت قبعته واضعاً اياها على سطح مكتبه
وعاد شعره المتموج البرتقالي في الظهور
نظاراته لاتزال تغطي أحمرار عينيه وتورمها
والقفازات الجلدية تغطي جروح يديـه..

رأفت بعد ذهاب علي مساء البارحة، كان قد جَنَّ جنونه
لشعوره إنه قد تعرى لوهلة، كونه بكى امام شخص ما
واظهر ضعفه

لم تكن القصة التي قصها علي بذلك التأثير على نفسية رأفت، بل طريقة الإلقاء ..
صوت علي الهادئ ونبرة صوته، كانت قد ذكرّته بالراحلة والدتــهُ.

كسر مرآته بقبضة إحدى يديه، والأخرى ضرب بها باب غرفته الخشبي حتى دخلت قبضته الباب..

كان يشعر إنـه مُقزز، بعد إتصال والده
كان يشعر بملمس يديه على جسده
كان يشعر إنـه يختنق، ولا يملك طريقة لأنهاء ذلك الشعور، إلا بالاستحمام الكثير، والبقاء طويلاً تحت الماء..

الطَـرف اللـّين. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن