٥- "علمني كيف ابكي؟ "

86 19 23
                                    

...
رأفـت:

لقد احببتها اكثر من الجميع، اهتممت بها، حكيت لها قصصي، وشكوت لها همومي، اطعمتها، اخذتها الى كل مكان قد زرته، حتى عندما استحم ادخلها معي..
لكن هذا جزاء إهتمامي، تباً لي إذا قُمت بتربية حيوان مرة أُخرى!
انا حتى اسميت الشركة بأسمها، لكنها لا تستحق..

"ليس هناك امل، ستموت ماروكو"

"حسناً"
اجبت البيطري علاء، الذي يكون ابن خالتي

"هل تمزح رأفت؟"
قال علاء
التزمت الصمت، وعيناي تنظر لماروكو وهي تتحرك ببطء داخل حوضها الدائري المليء بالزينة،
حقاً انا اود ان افهم بماذا اذيتها كي ترحل..

"انا اخبرتك، منزلك هو سبب كل شيء، المكان والموقع، وانت تعيش في ظلام مُرعب، كيف تود أن يستمر حيوان بالعيش معك، حتى لو كنت انا بدلا منهن كنت سأغادر في اول دقائق ادخل بها منزلك الذي اشبه بالكهف...."

علاء، شخص حنون حد الغثيان
صاخب جداً، ودمه يغلي دائماً
لو قلت له احبّك وسط النقاش
سيختفي غضبه، لكنني لن اقول
لإنني لا احبّه، هو يجعلني اشعر باشياء سيئة
لذا لا اطيقه، لا اطيق حتى صوته

احسست بيد على كتفي..
التفتتُ الى جانبي لأراه يبكي
علي، حقاً..هذا..
علي مُصيبة حلّت على رأسي..

"انا آسف"
قال معتذراً، لمَ يعتذر لم يكن هو السبب اساساً
آه، الصداع احتل رأسي
لمَ فقط ماروكو ستغادر، لمَ رأفت لم يبقَ؟

"آسف، لأنني لايمكنني أن اخفف عنك لوعة فراقها"

ازدرت ريقي، هذه الجملة..
قيلت لي من قبل من علي أيضاً
قيلت لي عندما فقدت كل ما املك..
عندما رحلت اُمي..

شددتُ على قماش بنطالي

"سأذهب،وانت استقل سيارة أُجرة في العودة"

سمعت شهقاته، لماذا فقط يبكي..
كيف اساساً يستطيع ذرف دموع بهذا الشكل
والسرعة، كيف يستطيع؟

نسيت كيف ابكي..
نسيت كيف اضحك..
نسيت كيف يتحدث الانسان عن شيء يؤلمه..
نسيت كيف اعرف ماهو الذي يؤلمني، اي مكان..

قُدت بسرعة وانا اتجه الى منزلي..
المنزل جحيم ذكرياتي..
القطة تموء وتود ان تقفز بحضني لكنني ابعدتها
لست بمزاج لها..

اشعر بالاختناق!
هذا شيء اشعر به، بعد وقت طويل من الـلا شعور

دخلت المنزل، جلست على السلالم القديمة
السلالم القبيحة، السلالم التي حملت دم اطهر إمرأة رأيتها..

الطَـرف اللـّين. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن