《CHAPTER 2》

38.7K 1.8K 782
                                    

كانت تتنقل بين طاولات المطعم كالفراشة تحت أنظار الزبائن المنحرفة حيث كان أغلبهم ،رجال وعمال بناء يتناولون وجبة غذائهم...

-"يا صغيرة ، لم تحضري لي مشروبي", قال رجل سمين ذو نظرات منحرفة بعدما لمحها.

تنهدت بعمق لتجيبه بحدة وثقة:
-"لم تطلب مشروبا".

"انظر الى هذه الطفلة كيف تجيبني" نبس الرجل السمين بسخرية محدثا صديقه بجانبه،

- "هذه الطفلة تخبرك أن تذهب للجحيم" تحدثت إيسلا بين أسنانها لتذهب متجاهلة كلماتهم المهينة...

بعد ساعات

لقد بدأ الظلام يحل بالفعل،  حيث انتهت إيسلا من نوبتها لتخلع مريولتها وتقوم بتدليك رقبتها المتعرقة ، ثم حملت حقيبتها مسرعة للخارج للعودة إلى المنزل قبل حلول الليل .

قررت إيسلا سلك طريق مختصر للعودة بسرعة بسبب برودة الجو والأزقة مظلمة ولم يتبقى سوى بضع دقائق فقط كي تصل إلى بيتها .

لكن فور سماعها لخطوات ورائها قررت أن تسرع من تحركاتها، تشعر وكأن تلك الخطوات تقترب منها أكثر فأكثر لتبدأ في الجري لتبدأ تلك الخطوات تسرع بنفس سرعتها أيضا.

نبضات قلبها تتسارع خوفا أما جسدها يرتجف وهي تركض في ذلك الشارع المهجور حيث لا روح تمشي به بينما شخص مجهول يجري خلفها .

صرخت بقوة عندما كادت سيارة أن تدهسها وفتحت مقلتيها بصعوبة بسب ضوء المصابيح الأمامية للسيارة ، قلبها يتخطى الخفقان ، ورجلاها ترفضان الحركة ، انحرفت السيارة بحدة إلى اليمين في اللحظة الأخيرة الحاسمة، لتبدأ إيسلا في إستعادة أنفاسها المحبوسة ، وعيناها مفتوحتان على مصراعيهما ما زالت في حالة صدمة بسبب ماحدث للتو.

استدارت ولاحظت أن الرجل لم يستسلم بعد وهو يتجه مباشرة نحوها لتواصل الجري وهي تتعرق بشدة بينما تبكي وتصرخ طلبا للمساعدة.

  فجأة ، شعرت بجسدها الهزيل يندفع بوحشية ضد الحائط لتصرخ بخوف وألم، شعرت إيسلا بجسد الرجل المثير للاشمئزاز ينطبق على خاصتها لمنعها من التحرك .

- " لقد التقينا مجددا أيتها الطفلة"

صوته أصابها بالقشعريرة ، إنه المنحرف نفسه في المطعم ،دون تردد بصقت إيسلا في وجهه مما جعله يتراجع إلى الوراء .

أرادت أن تهرب لكنه أمسك بذراعها  بعنف ، لدرجة أنها شعرت بذراعها على وشك أن تُكسر ليصفعها بقوة جاعلا منها طريحة على الأرض الباردة.

اَلًَّْرّجُلْ اَلْمحَرَّمْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن