البارت العشرون

Start from the beginning
                                    

يارب أجعل يومها بعد يومي
يارب لا تحرمني منها وأنا حي
امي هي الدنيا وقوة عزومي
من دونها عمري يساوي ولاشي
******

نرجع ليوم تعب موضي ونقلها للمشفى..
لما بلقيس نزلت مع هادي وتعبر الممرات وهي تبكي بعد ماخذ المعلومات من الرسبشن..
كان وراها لما همس بحدة : بلقيس.. ركزي.. ماهو يمين.. خلك معي..
التفتت ببكى وانهيار:ياربي هادي استعميت.. وين.. وين امي.. ابوي ماشوفه..
همس بحنية:بلقيس.. ابوي اهدي..
واشر نهاية الممر على اليسار : هذا عمي سعود هناك..
رحمها كيف ترتجف.. وتركته وهي تسرع لابوها..
سعود كان واقف ينتظر..
يعصب راسه بشماغه ومسوي عمامه..
راحت اندفعت لحضنه :
يبه.. شفيها امي.. وش قالوا هي حية.. تتنفس..
ضمها وبمداعبه وغصه:
حيه وبخير.. انا متفق مع امتس ماتموت قبلي.. ماتذوق موييضي الموت الا مقضيه حدادها علي..
انتحبت : بسم الله عليكم يبه.. عساني مابكيكم.. لاتقول كذا.. لاتقهروني فيكم..
ربت عليها.. وبصمود يحرق صدره:
اهدي يبه.. امك بخير..
هادي :وش صار عمي.. وش قالوا..
جلس وبصوت متلعثم غريب على شخص سعود الشامخ دوم :
يقولون انسداد بالشريان.. هي فاقت.. تكلمت شوي..تبي عياله.. تهاذي بعياله ياهادي..كلم سيف ونواف..لاتخوفهم بالراحة ياابوك.. خل يتحركون في جيتهم لامهم..
بلقيس تتمزق على لعثمة ابوها وكيف مخنوق.. قالت بغضب:
وخايف عليهم يبه.. لايخوفهم.. يلعنهم.. هم اللي جلطو امي..هم والكلبه جمان..
سعود بخفوت:يايبه كل واحد بشغله.. اعقلي يابلقيس عن اخوانك لاتحملينهم الذنب.. وذا مقدر ومكتوب..يعني هم بيرضيهم اللي امك فيه..
انهارت بلقيس وهي تشوف ابوها يدور مناديل من جيبه.. ويطلع مجموعه.. ويسحب واحد بيدين ترجف.. ويمسح عيونه..
جثت قدامه ومسكت ركبه.. :يبه لاتكفى..صل على النبي..
هادي قرب وبصوت عبر من خلال بلقيس قبل ابوها:لااله الاالله ياعمي .. لااله الاالله..الخاله ام سيف بخير..انت ماتؤمن بالله..
بتنهيده مهزوزه:
ونعم بالله..!
*اهتزت اركانه بسقوط موضي.. رفيقة كل لحظة.. .. تعلم الحياة معها.. كبروا ..جابهوا شقاوة الشباب معاً.. اعتكزوا بعضهم في كل هزة من الدنيا.. عدو الشعرات البيض في رأسه عدا ً حتى خالطت السواد..سخرت منه  وهم يخطون عتبات الخمسين( يالشايب) وهو (عيرتني بالشيب وهو وقار.. ليتها عيرتني بما هو عار.. بيغزاك الشيب يامويضي وبحط على راسك ثلاث.. ضحكها.. احنا ماتشيب روسنا وراثه ياسعود.. وعاد في الزين.. لو اصك السبعين بظل وش زيني غزال) .شريطه مع موضي ليس ومضه.. ولالحظات.. مواقف لا بل تاريخ..."عسى حسك مايطفي ياخلف كل غالي" *
*****

نرجع للوقت الحالي..
دخل مشاري البيت.. وشاف سما جالسه وقدامها علبة هدايا كبيرة.. فيها رسومات طفولية..وترتب فيها مجموعة من الألعاب سيارات صغار طيارة الوان ودفاتر تلوين..!.
عقد حواجبه:طلعتي لحالك..؟!
ابتسمت وهي ترتب الالعاب:ايه مشاري..بكره بنجتمع في المزرعة.. وباخذها معي لسيف.. اكيد بيحبها..
(طبعاً سما في الايام اللي فاتت صارت بينها وبين سيف الصغير لقاءات.. ومره تعلقت فيه)..
جلس مشاري.. ع الارض يمها ورفع لعبة..
حاول يكون لطيف ومايصدمها:
سما.. ليتك جايبتهم قبل.. مابي احبطك.. بس سيف فاملي كلهم مشوا اليوم.. يعني ارجعوا السعودية وطبعا سيف الصغير معهم..

مبعثر فيك ماللحزن لايشفىWhere stories live. Discover now