|٣٣| عقد حياة سعيدة لخالد وندى.

Start from the beginning
                                    

أحنيتُ ظهري أضع رأسي على صدره وأذني على موضع قلبه أستشعر نبضات قلبه حتى تنهّدتُ براحةٍ حينما رنّ صوت ضربات قلبه بأذني، ولكنني لمْ أكَد أبتعد عنه حتى تحرّكتْ ذراعاه بخفةٍ تقبضان على جسدي يدفعني للنوم في عناقه مجددًا، ثم استدار للجانب فأصبح نصف جسده مُمدَّدًا عليّ يهمس لي بصوتٍ بدا التعب واضحًا به ولا زالت عيناه معلقتين وأنفاسه شبه منتظمةٍ-:

«حلوة حبيبي دي.»

أوه آممم أنا مَن أصبح جسدها ساخنًا يمكن لخالد قَلي البيض على جلدي الآن.

حسنًا.. هل يدّعي المرض ويخدعني الآن؟ ولكن كيف سيرفع حرارة جلده لهذه الدرجة ليخدعني؟ هل أصبحتُ أتخيّل كل تصرُّفٍ منه خِداعًا لهذه الدرجة؟ تبًا لك خالد.

«إيه دا في إيه؟ خالد ابعد أنت سُخن خالص وشكلك تعبان!»

حاولتُ التململ كالدودة بين ذراعيه ولكنه كان يطبق على نصف جسدي تقريبًا ويحتجزني بسجن ذراعيه اللذين ألاحظ ازدياد قوتهما يومًا بعد يومٍ. والنصيحة الأولى عزيزاتي، لا تتزوّجن من رجالٍ ذي عضلات يذهبون لمركز الرياضة ويرفعون الأثقال كثيرًا.

«لا أنا مش تعبان، يمكن جسمي دافي بس علشان لسه صاحي مـ....»

حاول التبرير وذقنه مستندةٌ فوق شعري يجعل خصلاتي تلتصق بجبيني وعينيّ أكثر، ولكن جملته قوطِعتْ بسُعاله الحاد، ذلك النوع من السُعال الذي يجعل جسدك يهتز بأكمله، ذلك السُعال الذي يخرج من أحشائك لا من حلقك، ذلك السُعال الذي تشعر معه أنك ستتقيأ أعضاءك من قوته، ذلك السُعال الذي لا يبشّر بالخير أبدًا.

«لا واضح فعلًا إنك مش تعبان.»

ابتعد عني أخيرًا مزيلًا ذراعيه عن جسدي يفتح عينيه متمدِّدًا على ظهره يسعُل من جديد بقوةٍ أكبر حتى ارتفع جسده عن السرير، فتذكّرتُ الممثل محمد سعد في فيلم بوحة وهو نائمٌ على السرير يسعُل بقوةٍ وجسده يقفز عن السرير وساقاه ترتفعان حتى كادتا تلامسان السقف، وعلى الفور تخيّلتُ خالد يفعل مثله لأقهقه بصوتٍ مسموعٍ حتى نظر لي خالد رافعًا حاجبه، فماتت ابتسامتي سريعًا أتحمحم مبعدةً عينيّ عنه أحاول بجهدٍ عدم الضحك مجددًا، إلى أن سمعتُ تنهيدته متسائلًا:

«بتتخيليني بعمل حاجة مضحكة وأنا بأكُح صح؟»

أعدتُ نظري له ببطءٍ أنظر له بأبرأ النظرات هازةً رأسي إيجابًا حتى ارتفع حاجبه مجددًا يسألني بهدوءٍ:

«تخيّلتِ إيه؟»

«تخيّلت جسمك بيترفع جامد وأنت بتكُح زي محمد سعد في فيلم بوحة.»

أجبتُه وانفجرتُ ضحكًا حتى ضيّق عيناه قليلًا وكأنه يحاول تذكُّر المشهد من الفيلم، إلى إن انبسطت ملامحه وابتسم فجأةً يهزُّ رأسه بلا فائدةٍ قائلًا:

مذكرات مراهقة (الكتاب الأول).✔️Where stories live. Discover now