٣- "الاُمنيات المستحيلة تتحقق".

88 15 24
                                    

ميــرال:

الاشياء التي نحبها وتبدو لنا كالحلم
كيف تظهر امامنا فجأة وتختفي بعد ذلك فجأة
لمَ لا اتمكن من لمس كل شيء احبه؟

لا اصدق إطلاقًا، إنني رأيت رأفت هذا الصباح، لو أن رفيقاتي لم يتواجدنّ معي، لاعتقدت إنني احلم، او الخطب في نظاراتي..

"ميرال؟"

"نعم استاذة؟"

قلبي يرتجف، واحرك نظاراتي بأستمرار
اكاد ابكي من التوتر، لدي فوبيا من الناس والآخرين
لا استطيع الحديث بشكل متواصل مع الاشخاص، حتى رفيقاتي، لا اكاد انطق بجملتين معهما
ولا اعرف كيف اصبحنّ معي، وانا هكذا!

"ما وظيفة المايتوكوندريا؟"

ماهي المايتوك.. لا استطيع حتى لفظ اسمها
هل لدينا هكذا شيء في المنهج

"ميرال انظري نحوي، انا اتحدث معكِ"

رفيقاتي يهمسنّ لي بالاجابة لكنني لا اسمع جيدًا

"هي من اجل بيوت التنفس من اجل طاقة الخلايا"

"ماذا؟"

قالت وعيناها تكاد تسقط، هل قلت شيء خاطئ؟

عدلت نظارتـي مرة اخرى بتوتر اكبر

"اجلسي، ودعـي عقلك هنا مع الدرس"

هل رأفت كان حقيقة امامي هذا الصباح؟

لا اعرف كيف انتهى اليوم الدراسي بهذه السرعة!
ربما لأن عقلي كان شاردٌ طوال الوقت مع رأفت..

توقفت بصدمة، عندما ادركت ان سيارة ما توقفت بجانبي..
عدلتُ نظاراتي الطبية، وشددتُ على قماش اكمام قميصي الابيض، واشعر ان جبيني بدأ يتعرق

رفعت رأسي لأندهش وتتسع عيناي غير مُصدقة ما اراه امامي، هذا رأفت.. هل حقيقي ما اراه؟

"مرحبًا"

قال وهو ينظر وسط عيناي بملامح جامدة، نبرة صوته التي احبها جدًا، تجعلني ارتبك اكثر، لطالما سمعتها وهو يقرأ قصصه، وفي اللقاءات على الانترنت.. لكن الآن صوته العميق والواضح بهذا القرب

"انا اتحدث معكِ يافتاة!"

ازدردت ريقي عدة مرات، ربما انا اهلوس ليس إلا
لايمكن ان يتحقق حلمي، وما ارغب به بشدة بهذه السهولة، مستحيل..

تجاهلت نداء رفيقاتي، وصوت رأفت، اعتقد انه وهم، اعلم إنني اغرق في الاوهام كثيرًا في الفترة الاخيرة، وهذه هلوسات ليس إلا..

لا استطيع التفكير بأي شيء..
اسير بسرعة كما لو إنني اركض..
دعست على بركة الطين بالخطأ، وشعرت بالماء المتسخ يصل لقدميّ.. مُقرف..

توقفت امام باب منزلنا..
ضغطت على زر الجرس عدة مرات
ولم تمضِ ثوان حتى فتح الباب لي ابي..
واستقبلتني الفوضى، هذا مايحدث في منزل يوجد فيه اثنا عشر شخصًا..

الطَـرف اللـّين. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن