غبار الالماس p:2

15 1 1
                                    

و العجيب أن الاجدثات كان من الامام و الانسالال من الوراء و بذالك كان الألم لا يطاق , سقط (صاحبنا) على الأرض فاغرا فاه من شدة الألم و لكن لم يسمع له صوت ، غارقا وسط دمائه المنسابة و دموعه المنهمرة ,فرح فجأة ضنا منه أن انتزاع قلبه سيحقق له الموت, ولكن هيهات هيهات فلتلك الصنارة لعنة تحل بصاحبها ليتمكن من العيش دون قلب .
فتقوص (صاحبنا) في وضعية الجنين واضعا يده على الفجوة التي على صدره مادا الأخرى لقلبه الذي يرحل أمامه ,بقي عل ذالك الحال أيام و أيام و دمائه لا تجف و دموعه تبدلت سوداء قاتمة عندها رأى
شخصا حاد الملامح لون ردائه كلون دموع (صاحبنا) المتبدلة ,رآه وهو يقترب منه ببطء حتى إذا اقترب
من يده الممتدة ناحية قلبه ,وضع يديه الاثنتين الخشنتين عليها و صار يثنيها ببطء و لطف تجاه اليد
الأخرى الموضوعة على الفجوة في الصدر و رحل (الكبرياء) تاركا (صاحبنا) على تلك الحالة خمسة  سنوات من الزمن .و يعود إليه من جديد و يقف خلفه ,كان منظر ( الكبرياء) كمنظر حاصد األرواح
لكنه يحاول انقاده لا قتله .
فصار (الكبرياء)  يحاول إيقاف (صاحبنا)  على رجليه التي ضعفت مع السنين حتى وقف مترنحا
,تفحص (الكبرياء) الجرح ليجده التأم , ولكن لم ينمو لحم جديد ولا عظم طري بل كانت في مكان الثقب
ماسة جميلة شفافة قاسية يستحيل أن يخترقها شيء من الخارج. نعم أنها ماسة تغذت على تلك الدماء الساخنة لتبرد بالدموع المنهمرة فتتكون قاسية جدا.
فيبتسم (الكبرياء)وهو يضع يده على خد (صاحبنا) الذي لا يكاد يفتح عينيه ويهنئه بقوله :أنت منيع ، أنت منيع الآن .
( ويدفعه باتجاه الخارج ليقوم بأول خطوة له بعد المحنة , كان يمشي بين الناس يتطلع في
وجوههم دون أن تظهر له ملامحهم بوضوح و مضى وهو على ذالك الحال وقت من الزمن .
و في يوم ماطر وهو راجع إلى بيته ببطء ينظر إلى الأسفل يحاول تذكر لماذا أو كيف دخل في تلك
الحالة فجأة يبصر يدا رقيقة ممتدتا إليه تحاول مصافحته و بجانبها طفل صغير يمسك بسروالها
الفضفاض , مد يده مصافحا إياها من باب الادب ورفع رأسه ببطء ليرى ملامحها .
بعيدا عنه كان (الكبرياء) يشاهد من بعد, تعلو وجهه ملامح الوثوق والسيطرة.
حتى إذا التقت أعين (صاحبنا) مع صاحبة اليد تجمد مكانه, في تلك اللحظة غمر عقله نهر من الذكريات
تذكر كل شيء ,فقد كانت هي صاحبة صنارة الجحيم تلك .
(الكبرياء) من بعيد يردد لا  شيء سيخترقه من الخارج لا  شيء سيخترقه من الخارج وفجأت أصيب الكبرياء بمغص لينزع رداءه العلوي ليجد أن في داخله شيء حاد يحاول الخروج دافعا جلد بطنه نحو الامام , يسقط (الكبرياء) على الحائط وهو ينظر إلى (صاحبنا)  الذي هو الأخر تحطمت الماسة التي في صدره كالزجاج الامامي لسيارة رديئة اصطدمت بها كرة بولينغ بسرعة كبيرة فأصبحت الماسة كالغبار , أدركا في نفس الوقت أن الاختراق  حصل من الداخل لا من الخارج كما هو متوقع .هنا تكمن لعنة الحب حتى أن انتزعت القلب, ضلت باقي الجوارح تتذكر ومرة أخرى يسقط (صاحبنا)
على الأرض ضاما يديه و رجليه إلى صدره وهو يبكي .
فيسال الطفل أمه ما به ؟
فتجيبه أمه . إذن هو كما قيل لي فقد أصيب بالجنون و فقد عقله لنبتعد عنه قبل أن يأذينا .

Diamond dust ( غبار الالماس)Where stories live. Discover now